كان الأسبوع الماضي أسبوعاً وطنياً بمعنى الكلمة. جهود وطنية متكاملة جعلتنا نتنفس نسمات العشق الوطني. فعلى الرغم من أن سياسة الدولة التقشفية قننت استخدام الزينة، إلا أن الشعب البحريني عوض هذا النقص بتزيين بيوته بأعلام البحرين، وجمل سياراته بصور القيادة الرشيدة، وارتدى اللون الأبيض حتى غدت شوارع البحرين كلوحة وطنية رائعة، غطت على غياب الزينة، التي اعتدناها في هذه المناسبة.
أؤمن بأن الحب لا يموت أبداً حتى وإن أخذ لحظات من القيلولة، إلا أنه سرعان ما يستيقظ ليكمل ناره التي لا تنطفئ أبداً. وهكذا هي الوطنية وحب البلد، يعيش فينا ما حيينا وتتجلى وتظهر لنا أبهى صوره في أعياد البلاد، وفي أي محفل وطني.
تحدثت مراراً عن أهمية تعزيز المواطنة لدى الشعب، فعلى الرغم من أني أؤمن أن جميع شعب البحرين يحب البحرين، حتى وإن اختلفت طريقة تعبيره عن هذا الحب، إلا أن تعزيز المواطنة وتوجيهها هو واجب وطني.
حيث يسوؤني أن أرى بعض أفراد الشعب يتلعثم حين ينشد السلام الملكي مثلاً أو يتحدث بسوء عن وطنه الذي يعتبر بمثابة عرضه!!
وأعتقد أن الإعلام البحريني هذه السنة تفوق على نفسه في تعزيز الوطنية حيث إنه لعب دوراً مميزاً جداً في هذا الجانب.
وكل من تابع وسائل الإعلام خلال الأسبوع المنصرم سيرى كماً هائلاً من البرامج التلفزيونية والإذاعية المبتكرة وغير التقليدية التي كانت تبرز الوجه الحضاري للمملكة.
تغطيات مميزة جعلتنا نعيش كل لحظة من لحظات الاحتفال بأعيادنا الوطنية. حيث تميزت هذه البرامج سواء كانت التلفزيونية أو الإذاعية ببعدها عن الروتين وأسلوبها الحديث المواكب لما يعرض في باقي الفضائيات.
ولعب كذلك فريق الإعلام الإلكتروني دوراً هاماً ومميزاً في جانب التغطية الإعلامية، حيث امتازت تغطيتهم بالحداثة والآنية والإبداع.
جهد جبار وواضح قام به القائمون على البرامج التلفزيونية والإذاعية، فشكراً من القلب لهذه الجهود الواضحة التي أبرزت أعيادنا وأفراحنا الوطنية، وأبرزت الوجه الحضاري للمملكة.
والشكر موصول لجميع الجهات التي ساهمت في إنجاح الفعاليات وعلى جميع القائمين على الفعاليات الرائعة التي أيقظت فينا الحس الوطني، والتي أظهرت تنسيقاً واضحاً بين هذه الجهات حول توزيع الفعاليات على جميع محافظات البحرين. وأتمنى أن يستمر هذا المستوى الإعلامي الراقي وأن تكون هناك باقة من البرامج التلفزيونية والإذاعية بذات المستوى طيلة أيام السنة.
* يوم الشهيد:
اعتماد يوم الشهيد في يوم ذكرى جلوس جلالة الملك، وتولي جلالته مقاليد الحكم، لهو فخر لجميع أسر وأبناء الشهداء. وأكثر ما هزني في هذه الذكرى هو ما كتبه سمو الشيخ ناصر بن حمد على صفحته في «الانستغرام»، حيث قال «لو كانت لي فرصة أن أتحدث للشهداء للمرة الأخيرة لقلت لهم كم أنتم محظوظون بالشهادة ويا ليتني كنت مكانكم فادياً بحياتي لديني ولمليكي ولأحبتي ولشعبي العزيز».. رحم الله شهداءنا شهداء الواجب وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم الصبر والسلوان، فإن غبتم عن عيوننا فأنتم دائماً في قلوبنا، وسنظل نفخر بكم دائماً وأبداً.