استكمالاً للحديث عن عبدالرؤوف الشايب (المدان في قضية دعارة)، الإرهابي الموالي لإيران، المعادي للبحرين، في شأن القبض عليه في بريطانيا بتهمة الإرهاب، والحكم عليه بالسجن لثبوت كل الأدلة عليه، نقول إنه اتضح بشكل صريح لهيئة المحلفين كيف أن هؤلاء الذين ينتمي لهم الشايب يستغلون صورة ناشطي حقوق الإنسان، في حين أنهم إرهابيون ولا غير ذلك.
النكتة في المرافعات الكوميدية التي حصلت في محاكمة الشايب، أنه أنكر علمه بالشريحة الإلكترونية التي ضبطت معه، لكنه سقط وأكد معرفته بها وبتفاصيل ما فيها، حينما حاول تبرير ضرورة العلم بالأسلحة المبينة تفاصيلها حتى «يتجنبها» أي بمعنى ألا يستهدف بها! إضافة لتبريره الكشف المالي الموجود بأنه لإنشاء فضائية للمعارضة في لندن، رغم أنه أنكر معرفته بالشريحة وما تحتويه! بل المضحك جداً، حين تم تفتيش منزله والعثور على كمبيوتر مليء بتفاصيل متشعبة عن أسلحة مختلفة، أنكر الشايب معرفته بما يحتويه الكمبيوتر، وأنه وجد الجهاز في حديقة المنزل!
سنحاول أن نصدق الشايب، ونقول إن الأشجار في منزله -الذي منحته إياه بريطانيا كونه لاجئاً لديها- تثمر كمبيوترات بدل التفاح، لكن ما قاله الوفاقي جلال فيروز هناك هو الكارثة بحد ذاتها!
فيروز المعروف مع شقيقه وبعض عناصر «الوفاق» من نواب بأنه يمثل صلة الوصل مع الإيرانيين باعتبارات عرقية ولكون حديثهم حديثه هو كلغة أم، قال وهو يظن أنه يساعد الشايب أثناء المرافعة، بأنه «لا يستبعد» أن توجد مثل هذه الوثائق عن الأسلحة لدى زميله، لأنه -والقول لفيروز- يجب على ناشطي حقوق الإنسان معرفة تفاصيل أنواع الأسلحة وهذا يدخل في إطار عملهم!!
بغض النظر عن غرابة القول، بالأخص للغرب الذي يعرفون تماماً أن حقوق الإنسان لها متطلبات عديدة لكن لا يدخل في إطار التسلح ومعرفة الأسلحة والتدرب عليها، إضافة لارتداء الزي العسكري والتصوير به والأيادي ترفع السلاح. ما قدمه فيروز في كلامه ستكون لديه تداعيات بالضرورة وسيكون محل اهتمام جهاز المخابرات البريطاني لأنه يكشف لديهم وجود عناصر داخل بريطانيا مرتبطة بالشايب ترى فيما فعله أموراً مباحة باسم «حقوق الإنسان».
المضحك المبكي، بأن فيروز قال إنه «لا يستبعد» وجود هذه المخططات والشروحات عن الأسلحة لدى الشايب، وأنه هو بنفسه لديه معلومات شبيهة، لكنه عاد وقال إنه لم ير الشايب يوماً يتصرف بناء عليها. وطبعاً فيروز الذي قال يوماً لوزير إيراني إنه «خادمهم»، وحينها كان نائباً في البرلمان البحريني، يريد أن تصدقه المحكمة البريطانية وهيئة المحلفين!
كل هذه المحاولات المضحكة، تضاف إليها محاولة «غبية» من الشايب قال فيها إن البحرين والسعودية لفقتا له التهمة، دفعت بممثل الادعاء البريطاني بنجامين هيل للرد على الشايب ومحاميه بأنه لا جدوى من كل هذه المحاولات، بالأخص إيراد أمور لا علاقة لها بالقضية، فالأدلة مثبتة، وعلاقاته بجهات إرهابية واضحة، حتى وصل الأمر بالقاضي للرد على الشايب بأنه يورد «الأكاذيب» في أقواله.
طبعاً الجماعة يظنون أن الإعلام البريطاني سيتعامل مع الشايب مثلما تتعامل قناة «العالم» الإيرانية أو «المنار»، وغيرها من قنوات ممولة من إيران، أو أقلها مثل وسائل الإعلام المتلونة التي تحاول التبرير للإرهاب طالما أن المتهم فيه يشاركهم الانتماء المذهبي أو الفكر السياسي أو الهدف الثابت لديهم باستهداف النظام البحريني وعروبة هذه الأرض. لكن الجميل، وهذا نموذج يجب أن تدرسه البحرين وترسيه كأساس للعمل الإعلامي الوطني «ولدى من يدعي الوطنية»، بأن الإعلام البريطاني كله أجمع على وصف الشايب بـ«الإرهابي»، وكله أبرز قول القاضي الذي أشار فيه إلى أن الشايب قام بأفعال كانت يمكن أن تسفر كنتيجة عن إزهاق أرواح الأبرياء، والأهم أن الجميع أيد حكم القضاء ودعمه ولم يشكك فيه أو يفتح مساحة تحت ذريعة «حرية التعبير»، للطعن فيه أو حتى إباحة الغمز واللمز بشأنه، والرسالة واضحة هنا بأن «الأمن القومي» فوق كل شيء وفوق أي شخص.
الآن، التداعيات في خارج القاعة مضحكة أيضاً، بالأخص حينما نتحدث عن «شرذمة لندن» و«مرتزقة إيران»، والذين وضحت صدمتهم فيما عبروا عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، فأحدهم كتب وكأنه يهون على زملائه بأن مدة العقوبة المتمثلة بخمس سنوات ستكون أقل، لأن النهار يحسب عن يوم والليل يحسب عن يوم، يعني الأخ سلم بالعقوبة مثبتاً إدانة زميله الشايب، لكنه يهون على نفسه. لكن «كف الواقع» ترك أثره بقوة، حينما كتب وقال إن وضعهم -أي مرتزقة إيران في لندن- بعد سجن الشايب، سيختلف عما كان عليه بعده! وهذه الجملة تكشف الكثير بشأن خوف هؤلاء المتحصلين على اللجوء ليستهدفوا البحرين، تكشف رعباً جديداً أصابهم، فسجن الشايب لا يعني بأن القضية انتهت عند فرد، بل ستجر وراءها أموراً كثيرة وربما أشخاصاً آخرين.
تفاصيل القضية في الصحافة البريطانية فيها الكثير والكثير مما يتوجب الاطلاع عليه، ويختلف في دقائق أموره عن كثير مما ينشر لدينا، اطلعوا عليها لتعرفوا كيف أن تلك الدول لا ترحم حينما تصل الأمور للمساس بأمنها.