كل المحاولات التي بذلت من قبل ذلك البعض لتخريب الفرحة بالعيد الوطني المجيد والتنغيص على المواطنين خلال الأيام الماضية فشلت، وضاعت معها كل الجهود التي بذلت في «التهيئة» لهذا الأمر، فالاحتفالات بالعيد الوطني وبالذكرى السادسة عشرة لتولي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم تمت كما ينبغي، وضاع خلال ذلك كل فعل سيئ أرادوا به التأثير سلباً على أفراح البحرين التي ملأت الأيام الخمسة الأخيرة.
نعم، اختطفوا بعض الشوارع في أوقات متفرقة وأشعلوا فيها النيران ونشروا فعلهم المسيء إليهم قبل الآخرين في بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وخرجوا في مظاهرات صغيرة هنا وهناك لعل أحداً يلتفت إليهم ويتعاطف معهم، و«لعلعوا» في الفضائيات «السوسة»، وخصوصاً فضائية «العالم» الإيرانية وقالوا كل ما أرادوا قوله عن هذا الوطن وهذه المناسبة، ولكنهم في نهاية الأمر فشلوا ولم يتمكنوا من منع الفرح من التغلغل إلى القلوب أو من منع أحد من المشاركة في هذه المناسبة والتعبير عن حبه لهذا الوطن ولهذه القيادة.
ليست المرة الأولى التي يفعلون فيها ما فعلوه، وليست المرة الأولى التي يذوقون فيها طعم الفشل، وبالتأكيد فإنها ليست المرة الأولى التي يعرفون فيها أنهم فشلوا، لذا فإنهم سيعاودون الكرة وسيحاولون من جديد حتى وهم يدركون أن النتيجة ستكون في كل الأحوال صفراً، وهذا ليس بغريب عليهم، فعندما يقود الشارع من وضع بيضه كله في سلة الأجنبي وقبل أن يكون مجرد أداة فالأكيد أنه سيكرر المحاولة مرات ومرات طالما أن من يقف وراءه لم يتطور تفكيره.
ما ينبغي أن يكون واضحاً لهؤلاء ولغيرهم هو أن كل هذا الذي يقومون به لا يمكن أن يأتي بنتيجة موجبة، فالدولة قوية ولها مكانتها ووزنها بين دول المنطقة والعالم، وليست كما كانوا يظنون. حكومة البحرين قوية وتمكنت من السيطرة على الأمور، والواقع يقول إن البحرين تجاوزت الأزمة وإن استمر البعض في محاولاته اليائسة وإعلامه المسيء، والدليل هو أن هؤلاء ومن يقف وراءهم لم يتمكنوا من تحقيق أي مكسب طوال السنوات الخمس الأخيرة التي حاولوا فيها إشاعة الفوضى، لهذا صار عليهم أن يتوقفوا ليروا أنهم لم يحققوا أي شيء من أهدافهم لعلهم يتخذون قراراً بالعودة إلى رشدهم، فما كانوا يخططون له لا يتحقق إلا في أحلام اليقظة، وما يطمح إليه من يدعمهم ويؤازرهم لا يمكن أن يتحقق «حتى يلج الجمل في سم الخياط».
المؤلم في مثل هذه الحال هو أن هؤلاء بفعلهم هذا وبنظرتهم الضيقة يضعفون من موقف الجمعيات السياسية التي يمكن أن تحقق مفيداً لو تركوها تعمل خصوصاً وأن بينها من يمتلك من الخبرات التي تؤهله لتحقيق مثل هذا الأمر، وهم بفعلهم هذا أيضاً يقللون من شأن العمل السياسي الذي لا يعرفون إليه سبيلاً، فعندما يفرضون على الجمعيات السياسية أن تتركهم يعملون بالطريقة التي يريدون ويقولون لها اعملي بالطريقة التي تريدين فهذا يعني أن أي حل لا يمكن أن تشهده هذه المشكلة التي أدخلونا فيها عنوة، فما يقوم به هؤلاء ينسف كل جهد تقوم أو يمكن أن تقوم به الجمعيات السياسية.
سيدور الحول وسيعاودون الفعل نفسه وسيفشلون أيضاً، لا لشيء إلا لأنهم لا يدركون أن ما يفعلونه لا يمكن أن يوصلهم إلى مفيد، ولا يدركون أنهم بعملهم هذا ينسفون كل جهد يمكن أن تقوم به الجمعيات السياسية. من هنا فإن مهمة هذه الجمعيات التي صار في سدتها اليوم من يمتلك نظرة مختلفة ومتزنة للأمور هي أن تعمل على وضع حد لهذا الاستهتار من قبل أولئك الداخلين على خطها بالخطأ.