في إذاعة «صوت العرب» التي تبث من القاهرة، سألونا خلال استضافتنا مشكورين للتحدث عن اليوم الوطني البحريني: هل هناك اختلاف في التعبير عن الفرحة بالعيد الوطني لهذه السنة على المستوى الشعبي وعلى مستوى الدولة؟ فأجبنا: العيد الوطني هذه السنة سيكون مختلفاً، بالتأكيد كل سنة لها خاصية أو حدث قد يضيف نكهة على احتفالات العيد الوطني البحريني، لكن هذه السنة نجد أن حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، قد وجه بأن يكون هناك يوم للشهيد يتزامن مع مناسبة تولي جلالته مقاليد الحكم في 17 ديسمبر من كل عام، وهو يوم الوطن ويوم رد الجميل لأهالي الشهداء، وهو توجه سامٍ من جلالته أن يجعل هذا اليوم وسام فخر لكل الشهداء ولعائلاتهم.
يوم الشهيد ليس يوماً وطنياً يمر بنا فحسب، بل هو رمز للوفاء والولاء للوطن وقيادته وشعبه ولبذل العطاء وفداء الأرض بالروح والدم، هو يوم نستحضر فيه ذكرى أرواح تعد قدوة في كيفية الدفاع عن الوطن بجرأة وإقدام وشجاعة دون تردد ولو للحظة واحدة أو تفكير بالذات أو عائلاتهم. شهداؤنا لم يموتوا ولن يموتوا من الذاكرة الوطنية فتضحياتهم درس وطني لفداء الأرض، حافز للأجيال القادمة لكي تكون هي الوطنية بالفعل لا بالكلام، لذا فالتركيز على منهجية بطولاتهم وشجاعتهم وبسالتهم كان المهم، وهو ما تخيلنا أن نرى معانيه تتجسد في فعاليات وطنية لها دلالات بمعنى يوم الشهداء الذي يمر علينا هذه السنة لأول مرة بعد التوجه السامي.
تخيلنا أن نرى في يوم الشهداء أوبريتاً أو أقله أن نرى احتفالاً غنائياً أو أناشيد تتغنى بالشهداء والتضحية للوطن، أمسيات شعرية قصائدها عن الشهداء، تخيلنا أن نرى مؤسسات المجتمع المدني تجتهد في جعل أول ذكرى سنوية ليوم الشهداء مميزة ولافتة للنظر، فهذه المناسبة بالأصل فرصة لحصحصة الحق وتقويم من انحرفت بداخلهم معاني الشهادة وزورت صكوك الشهداء، وللتمييز بين «الشهيد» الحارق، والشهيد المحترق، فرصة للعالم الخارجي كي يدرك الحقيقة ومن هم شهداء البحرين الحقيقيون الذين يقدرهم شعب البحرين المخلص لأرضه وقيادته.
شهداؤنا في اليمن وشهداؤنا في الوطن ليسوا شهداء للبحرين فحسب، بل شهداء الإسلام والعروبة والخليج، استشهدوا حتى لا تضيع أرض اليمن وعروبتها، وتخترق أرض بلاد الحرمين في جنوبها، استشهدوا بعد التهديدات بالوصول لأطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، استشهدوا أمام مؤامرة كبيرة في اختطاف هوية البحرين الخليفية الخليجية العربية، ولولا كرم الله ومن ثم تضحياتهم لكانت إيران اليوم تقبع بين دول الخليج، هذه ليست وجهه نظر إنما حقيقة تؤكدها الأحداث التاريخية التي مرت بنا في عام 2011، هذه الحقيقة كان من المفترض أن تصحصح الغيرة الوطنية فنرى حراكاً في المجتمع المدني في يوم الشهيد وكذلك في استغلال مناسبة يوم الشرطة البحريني في 14 ديسمبر الماضي في المبادرة بفعاليات ومهرجانات وطنية شعبية تقلد عائلات الشهداء وسام الفخر والاعتزاز، الشهيد الذي رحل ولديه عائلة ترك أبناءه للوطن وهو واثق أنهم في حفظ الله والمفترض أن يفديهم شعب البحرين بالمواقف والأفعال، هؤلاء الشهداء كانوا السور الوطني والسد الحصين الذي منع العدو من الوصول لنا ومد يده على أرضنا وأرواحنا.
إن كانت الدولة تتقشف، وهو العذر من جانبها، فلم نرى الناس تتقشف في هذا الجانب؟ لماذا لم نرَ الناشطين لدينا يبادرون بتنظيم فعاليات وطنية تتسق مع المعاني السامية للشهداء ومرتبتهم العليا عند الله سبحانه؟ لماذا لم نرَ المؤسسات المدنية بتجارها وكبار رؤوس الأموال الذين يدعمون الأنشطة، ولم يدركوا أن هذا اليوم الوطني أهم بكثير من مليون فعالية أخرى من ناحية المبدأ؟ لماذا لم يدركوا نعمة أن البحرين، ورغم حجم المؤامرة الدولية عليها في جعلها عراقاً آخر وسوريا أخرى، محفوظة بإذن الله اليوم وبخير؟ لماذا لم نرَ أئمة المساجد والمشايخ يقدمون محاضرات دينية أو وطنية تقدم التثقيف والوعي، حتى على مستوى إعلامنا؟ تمنينا أن نرى برامج خاصة لعائلات الشهداء واستضافات لمشايخ الدين وغيرهم.
شهداؤنا الأبرار قضيتهم لم تنتهِ، ففي السماء هناك محاكم أخرى للاقتصاص من قتلتهم بعدالة، في السماء لن يكون المحامي بشراً إنما الحق نفسه! رحم الله أرواحاً قدمت لآخر اللحظات من عمرها أسمى معاني الوفاء والعطاء للوطن.
{{ article.visit_count }}
يوم الشهيد ليس يوماً وطنياً يمر بنا فحسب، بل هو رمز للوفاء والولاء للوطن وقيادته وشعبه ولبذل العطاء وفداء الأرض بالروح والدم، هو يوم نستحضر فيه ذكرى أرواح تعد قدوة في كيفية الدفاع عن الوطن بجرأة وإقدام وشجاعة دون تردد ولو للحظة واحدة أو تفكير بالذات أو عائلاتهم. شهداؤنا لم يموتوا ولن يموتوا من الذاكرة الوطنية فتضحياتهم درس وطني لفداء الأرض، حافز للأجيال القادمة لكي تكون هي الوطنية بالفعل لا بالكلام، لذا فالتركيز على منهجية بطولاتهم وشجاعتهم وبسالتهم كان المهم، وهو ما تخيلنا أن نرى معانيه تتجسد في فعاليات وطنية لها دلالات بمعنى يوم الشهداء الذي يمر علينا هذه السنة لأول مرة بعد التوجه السامي.
تخيلنا أن نرى في يوم الشهداء أوبريتاً أو أقله أن نرى احتفالاً غنائياً أو أناشيد تتغنى بالشهداء والتضحية للوطن، أمسيات شعرية قصائدها عن الشهداء، تخيلنا أن نرى مؤسسات المجتمع المدني تجتهد في جعل أول ذكرى سنوية ليوم الشهداء مميزة ولافتة للنظر، فهذه المناسبة بالأصل فرصة لحصحصة الحق وتقويم من انحرفت بداخلهم معاني الشهادة وزورت صكوك الشهداء، وللتمييز بين «الشهيد» الحارق، والشهيد المحترق، فرصة للعالم الخارجي كي يدرك الحقيقة ومن هم شهداء البحرين الحقيقيون الذين يقدرهم شعب البحرين المخلص لأرضه وقيادته.
شهداؤنا في اليمن وشهداؤنا في الوطن ليسوا شهداء للبحرين فحسب، بل شهداء الإسلام والعروبة والخليج، استشهدوا حتى لا تضيع أرض اليمن وعروبتها، وتخترق أرض بلاد الحرمين في جنوبها، استشهدوا بعد التهديدات بالوصول لأطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، استشهدوا أمام مؤامرة كبيرة في اختطاف هوية البحرين الخليفية الخليجية العربية، ولولا كرم الله ومن ثم تضحياتهم لكانت إيران اليوم تقبع بين دول الخليج، هذه ليست وجهه نظر إنما حقيقة تؤكدها الأحداث التاريخية التي مرت بنا في عام 2011، هذه الحقيقة كان من المفترض أن تصحصح الغيرة الوطنية فنرى حراكاً في المجتمع المدني في يوم الشهيد وكذلك في استغلال مناسبة يوم الشرطة البحريني في 14 ديسمبر الماضي في المبادرة بفعاليات ومهرجانات وطنية شعبية تقلد عائلات الشهداء وسام الفخر والاعتزاز، الشهيد الذي رحل ولديه عائلة ترك أبناءه للوطن وهو واثق أنهم في حفظ الله والمفترض أن يفديهم شعب البحرين بالمواقف والأفعال، هؤلاء الشهداء كانوا السور الوطني والسد الحصين الذي منع العدو من الوصول لنا ومد يده على أرضنا وأرواحنا.
إن كانت الدولة تتقشف، وهو العذر من جانبها، فلم نرى الناس تتقشف في هذا الجانب؟ لماذا لم نرَ الناشطين لدينا يبادرون بتنظيم فعاليات وطنية تتسق مع المعاني السامية للشهداء ومرتبتهم العليا عند الله سبحانه؟ لماذا لم نرَ المؤسسات المدنية بتجارها وكبار رؤوس الأموال الذين يدعمون الأنشطة، ولم يدركوا أن هذا اليوم الوطني أهم بكثير من مليون فعالية أخرى من ناحية المبدأ؟ لماذا لم يدركوا نعمة أن البحرين، ورغم حجم المؤامرة الدولية عليها في جعلها عراقاً آخر وسوريا أخرى، محفوظة بإذن الله اليوم وبخير؟ لماذا لم نرَ أئمة المساجد والمشايخ يقدمون محاضرات دينية أو وطنية تقدم التثقيف والوعي، حتى على مستوى إعلامنا؟ تمنينا أن نرى برامج خاصة لعائلات الشهداء واستضافات لمشايخ الدين وغيرهم.
شهداؤنا الأبرار قضيتهم لم تنتهِ، ففي السماء هناك محاكم أخرى للاقتصاص من قتلتهم بعدالة، في السماء لن يكون المحامي بشراً إنما الحق نفسه! رحم الله أرواحاً قدمت لآخر اللحظات من عمرها أسمى معاني الوفاء والعطاء للوطن.