كنا قد تطرقنا في الجزء الأول من مقالنا عن موجبات نشوء «التحالف الإسلامي» ونكمل اليوم الواجب الشرعي والأخلاقي نحوه فنقول وبالله التوفيق:إن هذا التحالف والذي هو بلسم لجراح الأمة وحبل من الله متين إن صدقت النوايا وتآزرت القيادات سيعيد للأمة أمجادها وهو فرصة ثمينة وطبق من ذهب حملته القيادة السعودية لعالمنا الإسلامي. ويقع اليوم على عاتق الأمة بكل قياداتها وعلمائها ومفكريها وإعلامييها واجب شرعي وأخلاقي في تثقيف الشعوب والانصياع لأمر الله ثم مناصرة قادة وقوات وقيادات التحالف وترك الأنا جانباً فالأمر جد خطير.إن أمام هذا التجمع والتحالف المبارك تحدياً وصعاباً وبالتأكيد ستتشكل بالضد منه تحالف أو تحالفات غير القائمة معادية، لن يعلن عنها لكن سيكون فعلها واضح على الأرض فنحن اليوم في مرحلة مفصلية من التاريخ.. نكون أو لا نكون. زمام المبادرة اليوم بفضل الله ثم بولادة هذا التحالف أصبحت بأيدي قادتنا والتفاف الشعوب حولهم، مطلب لا مجال فيه للتأويل أو التسويف ولا عذر أمامنا اليوم ولا خيار سوى مؤازرة هذا التحالف والأحرار، لننطلق به دعوة وفكراً وتثقيفاً، بادئ الأمر ثم رصاً للصفوف، واستعداداً للمعركة المفصلية التي لا محالة واقعة، بين معسكري الحق والسلام من جهة، ومعسكر الإرهاب والجهل والضلال من جهة أخرى، ولنثبت للعالم بعد أن تضع الحرب أوزارها وتنجلي ساحة القتال أن الدين الإسلامي هو حقاً منهاج تعايش وتسامح وسلام فهو يحرم ويمقت الإرهاب ولا حاضنة ولا سكون للإرهاب تحت خيمته. ولنثبت للعالم الغربي ولمفكريهم ومروجي الضلال خطأهم، خاصة من سعوا ويسعون لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين حصراً، من أمثال المفكر الأمريكي برنارد لويس الذي أطلق عبارته الشهيرة بعد أحداث سبتمبر 2001: «نعلم أن معظم المسلمين ليسوا بالإرهابيين.. لكن معظم الإرهابيين مسلمين». وتعمد ذلك المفكر التضليل بقفزه على الحقائق وتناسيه عامداً محطات مخزية من تاريخ الغرب المليء بالإرهاب، وهي أكثر من أن تحصى، فما فعلته أمريكا من إبادة للهنود الحمر، وعنصريتها المقيتة ضد السود، وما اقترفته النازية ومحاكم التفتيش الإسبانية ومذابح البوسنة والهرسك، وما يحصل اليوم في بورما وميانمار ضد المسلمين، وما حصل من جرائم أمريكية يندى لها جبين الإنسانية في العراق وأفغانستان، والانتهاكات والتعذيب في معتقلاتهم سيئة الصيت في غوانتنامو وأبو غريب وبوكا، وليس آخراً ما يقترفه الكيان الصهيوني من جرائم وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، لا تمحى من ذاكرة التاريخ، وحتى إن تقادم عليها الزمان، وذلك والله هو الإرهاب بكل توصيفاته وإن اختلفت مسمياته وهم اليوم يسعون جاهدين لطمسه.فمن صنع الإرهاب ويمارسه يومياً لا يؤتمن، وهو يرمي به بريئاً، فهو لا يصلح أبداً أن يكون شريكاً في القضاء عليه وأنها لأكذوبة لا تنطلي بعد اليوم على أحد.فالعالم اليوم ينتظر منا ما بعد ذلك التحالف وما هي الخطوات اللاحقة له؟!فلنرى الصديق منا ما يفرحه، والعدو ما يغيظه ويردعه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90