عادت أسطوانة تطبيق دوري المحترفين الكروي تبرز من جديد على السطح الإعلامي المحلى لتعود معها ردود الأفعال المتباينة من قبل الوسط الكروي عامة والأندية الكروية على وجه الخصوص!
يوم الثلاثاء الماضي طالعتنا الصحف المحلية بعناوين بارزة مستوحاة من تصريح القائم بأعمال الأمين العام للاتحاد البحريني لكرة القدم الذي يؤكد فيه انطلاق دوري المحترفين في العام المقبل الذي لم يتبق على استقباله سوى بضع ساعات!
لو تمعنا في التصريح المذكور والمتكرر لوجدنا العديد من المتناقضات التي تحول دون تطبيق دوري المحترفين الكروي في العام المقبل بل في الأعوام الخمسة المقبلة على أقل تقدير، فشروط ومعايير دوري المحترفين صعبة المنال في أنديتنا المحلية وهذا ما أكدته تقارير الاتحاد الآسيوي الأخيرة التي كشفت عدم أهلية الأندية البحرينية للمشاركة في بطولة الأندية الآسيوية الأبطال، فهل بالإمكان أن تستوفي هذه الأندية – المتواضعة الإمكانيات – هذه الشروط الصعبة –مادياً – قبل منتصف العام الجديد الذي حدده اتحاد الكرة وفق تصريح القائم بأعمال الأمين العام؟!
إن استيفاء شروط دوري المحترفين يحتاج إلى معجزة في ظل الوضع الحالي للأندية البحرينية وفي ظل موجة التقشف وتقليص الموازنات في مؤسسات القطاعين العام والخاص وهذا ما يجعل مسألة التحول إلى دوري المحترفين بمثابة الوهم في السنوات القليلة المقبلة، إلا إذا كان اتحاد الكرة يمتلك عصى سحرية يقلب بها كل الموازين وعندئذ سنصفق له طويلاً ونرفع له القبعات!
نحن نعلم جيداً الوضع الذي تعيشه الرياضة البحرينية عامة وكرة القدم خاصة ولذلك نرى أن التحول إلى الاحتراف في هذه الفترة يكاد يكون مستحيلاً وهذا ما أكدناه قبل أكثر من خمس سنوات عندما جاءت التصريحات آنذاك بالانتقال إلى دوري المحترفين اعتباراً من عام 2013 وها نحن اليوم على مشارف انتهاء عام 2015 دون أن نتمكن من تحقيق الهدف!
بالمنطق عندما نتحدث عن دوري المحترفين فإن الأمر يحتاج إلى دراسة أوضاع الأندية التي تشكل قاعدة أساسية لهذا الدوري والكل يعلم بحال أنديتنا الـ19 الأعضاء باتحاد الكرة وما تعانيه من نواقص في البنى التحتية ومصادر الدخل المالي- وأغلبها إن لم يكن جميعها يعول على الدعم الحكومي الذي يصعب رفعه في هذه الفترة الحرجة – وهذه الأوضاع تتعاكس مع شروط الاحتراف المعمول بها آسيوياً وعالمياً ..
حتى الأندية التي ترى أنها قادرة على استيفاء هذه الشروط ستجد نفسها بعد فترة وجيزة أمام أزمات مالية كبيرة لن تمكنها من الاستمرار في طريق الاحتراف..
هذه ليست نظرة تشاؤمية – كما قد يفسرها البعض – بل هي قراءة للواقع الرياضي عندنا، أما الأمنيات فتبقى تفاؤلية بتحولنا من عالم الهواية إلى عالم الاحتراف ولكن ما كل ما يتمناه المرؤ يدركه.