لا بد أن أحمد الله عز وجل على «الصحوة الفجائية والمؤقتة»، لمن هم يعتبرون أنفسهم أنصار اللغة العربية. أعلم جيداً، أن العادة جرت في أن يتم كتابة المقالات بالتزامن مع حدث ما، وذلك كي تأخذ الكلمات صداها. إلا أنني أحياناً كثيرة أقف وقفة «المترقب» لما يدور، وهل ما يتم الحديث عنه اليوم له من الأثر الذي سيستمر ولو لفترة أسبوع على الأقل أو أن مفعوله سيزول مع دخولنا في أول دقيقة من اليوم الجديد، هذا إذا لم أكن مبالغة وأقول ينتهي المفعول مع غروب الشمس في اليوم نفسه؟!
فأنا وأنت أعتقد أننا استلمنا الأسبوع الماضي عدداً من الرسائل المؤازرة للغة الفصاحة والجمال والأدب. لغة لم ولن نفقه نحن العرب في أن نكرمها وهي مكرمة أساساً من رب العباد، قبل أن تأتي منظمة دولية، وهي «منظمة الأمم المتحدة» لتتكرم علينا بتكريسها يوم 18 ديسمبر في العام 2012، هو اليوم العالمي للغتنا العربية أي اليوم الذي استرجعت به هذه اللغة كرامتها داخل بلاط الأمم المتحدة نفسها.
ومن يقرأ في صفحات محرك البحث الإلكتروني «السيد غوغل» كما أحب أن أسميه، يجد ببساطة أن هذه اللغة المكرمة لم يتم اعتمادها وتقديرها ببساطة، ولا أحد يعتقد أن الأمور سارت على حرير، وتوقيع الاتفاقات على أوراق من فضة وبقلم من ذهب، بل صدقوني فالموضوع كان عسيراً لدرجة أن الدبلوماسية العربية قامت بالكثير من الضغوطات كي نصل إلى أن نعلم أن الآن اللغة العربية تأخذ مكانها الحقيقي داخل المؤتمرات وجلسات الانعقاد لمنظمة الأمم المتحدة. ولمن لا يعلم وأنا معكم، فقد أخذت إجراءات الاعتراف إلى ما يقارب الـ50 سنة من المحاولات والإلحاح من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، والجزائر، والعراق، والجماهيرية الليبية ودولة الكويت، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية اللبنانية. كي يأخذ الإلحاح والضغط حيّز التنفيذ.
على غرار ذلك نجد أن اليوم العالمي للغة العربية لم يأت تفضيلاً علينا وإنما أنا أجده يوم الانتصار بالاعتراف. وهذا الأمر يُحدث في نفسي الكثير من الإيجابية والأمل حقيقة ويسمح لي بأن أنظر نظرة مشرقة. إننا نحن العرب نملك من القوة ما تسمح لنا في التغيير وإثبات الذات، وإنه ممكن أن يأتِي اليوم ونكون متضامنين، متكاتفين مُتَحِدين... تخيلوا، لدرجة أنني شعرت أن الحروب المسيطرة على المنطقة العربية بأكملها وحالات التشرد والتهجير المستمر وانتكاسات الشعوب ما هي إلا «كابوس» متوهمة به، ويوجد من الاحتمالية الكثير أن نعيش «صحوة عربية» حقيقية خلال الـ50 سنة القادمة!
ولكن، يبقى للحديث بقية فيما يخص السبب من وجهة نظري أن بعضاً من أبناء شعبنا العربي الحبيب يستهوون الخلط بين اللغات في حديثهم ويعمدون على إظهارهم للمفردات الأجنبية بطلاقة!