مرحلة الطفولة هي مرحلة مهمة من عمر الإنسان، ولاشك في أنها تترك بصماتها وأثرها بعد حين، خاصة في فترة الشباب، وما بعد مرحلة النضوج، وحتى في الكبر، فكل إنسان يحمل في مشوار حياته صفاته الشخصية وسلوكه وتعامله مع معطيات الحياة العامة، فمرحلة الطفولة مرحلة مهمة تحدد مسار الإنسان فيما بعد، فنرى البعض يحاول أن يعدل من حياته بعد مرحلة الطفولة، وما ألم بها من ماسٍ واعوجاج في سلوكه، سواء إن كان بسبب أسرته أو البيئة المجتمعية التي يعيش بها أو بسبب غفلة المجتمع عن حقوقه كطفل، وإرشاده إلى التمسك بهذه الحقوق حتى يعيش الفرد طفولة سعيدة بعيدة عن النزاعات الأسرية والمجتمعية، ولا يكون كغيره أداة رخيصة يستغلها البعض.
المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حمل معاني كثيرة، فهو بصمة واضحة للمجتمع البحريني، لاسيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان ومنها حقوق الطفل، فالاعتراف الدولي والمجتمعي بحقوق الطفل وعدم استغلاله وجره وراء أجندات كثيرة ومتشعبة، هو البذرة الأولى للتنشئة الصحيحة التي يرجى منها بعد ذلك صلاح المجتمعات. فالطفل إنسان ضعيف يحتاج دعماً ورعاية وعناية وحماية، كما يحتاج إلى التوجيه الإيجابي الصحيح، وأن يحاط بالقيم الدينية والأخلاقية، ويحتاج أيضاً إلى تنمية روح المواطنة لديه، والانتماء للأرض التي يعيش عليها.
معهد البحرين للتنمية السياسية أخذ على عاتقه الاهتمام بشريحة في غاية الأهمية، طلاب وطالبات المدارس لتوعية هذه الفئة بحقوقهم والتمسك بها، وجعله سلاحاً يهتدون به في مشوار حياتهم، وعدم التفريط به، مهما كانت مبررات المحيطين به، وذلك، من خلال مسابقة وطنية لتعزيز قانون حقوق الطفل في الوسط المدرسي بنسختها الثانية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. فمسؤولية توعية الأطفال وحمايتهم ودعمهم بحقوقهم ليست ملقاة على عاتق جهة معينة مثل الأسرة ووزارة التربية والتعليم فقط، فالمجتمع بجميع مكوناته المختلفة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات تلقى على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الأطفال وكيانهم والبيئة المحيطة بهم، الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية.
معهد البحرين للتنمية السياسية خطوطه بارزة في التنمية وأهدافه واضحة، ففي كل مرة نلامس نتاجه المثمر وما يقدمه من مؤتمرات وورش عمل ومحاضرات متنوعة، يتسابق الجميع لحضور هذه الفعاليات التي تؤتي نتائجها بعد حين، فهذه المرة ركز المعهد على قانون حقوق الطفل، عن طريق أدوات محببة لدى الأطفال حتى تصل الرسالة واضحة لهم لمعرفة حقوقهم وواجباتهم، وذلك من خلال الرسم والأفلام القصيرة والمسرح وغيرها من هذه الأدوات القيمة التي تنمي لديهم الوعي الاجتماعي، ووعيهم كإنسان لديه كرامة كما الكبار، ومشاركة الأطفال في مثل هذه المسابقات تنمي لديهم البحث عن ذاتهم واحترامها في المقام الأول، ومملكة البحرين ولله الحمد، تحرص على أن تهيئ البيئة والأرض الخصبة للحفاظ على الأطفال وصون حقوقهم المختلفة، لذلك نرجو أن يتكاتف الجميع لحماية الأطفال وعدم زجهم في الصراعات المختلفة وخاصة السياسية، والمزايدة بهم في المسيرات والاعتصامات، وعدم استخدامهم في الترهيب وتعريضهم للمخاطر، ونرجو أيضاً أن تتم محاسبة كل فرد يحرض الأطفال على الإرهاب ويستخدمهم أدوات رخيصة للترويج لأجندات خاصة. وإرهاب 2011 سجل واضح في انتهاكات ارتكبت في حق الطفولة، فحق الطفل على أسرته ومجتمعه ليس الأكل فقط، وإنما هم بحاجة إلى رعاية صحية جيدة ومسكن جيد وعلم وتوعية وإرشاد تقيه من شر أولئك الذين يزجون الأطفال في أجنداتهم، فتحية من القلب إلى معهد البحرين للتنمية السياسية على جهودهم.