انتشر فيديو مصور لمؤتمر صحافي لوزير التربية والتعليم الأردني عقده لتوضيح سياسته التعليمية الجديدة، و هي سياسة صادمة للمجتمع الأردني لأنها أفرزت عن هبوط في نسبة نجاح الثانوية العامة إلى 41% فقط.
يقول الوزير بعد أن أوقفنا الغش ووحدنا الامتحانات الوطنية واتخذنا إجراءات صارمة فيما يتعلق بتصحيح العلامات كانت هذه هي النتيجة.
ثانياً أوقفنا توظيف المعلمين عن طريق الخدمة المدنية لأنه غير مسموح أن تكون وزارة التربية والتعليم مكاناً لتوظيف العاطلين!!
احتاج وزير التربية أن يعقد مؤتمراً صحفياً ويكون مزوداً لحقائق صادمة تجعل المجتمع مستعداً لتلقي العلاج المر الذي سيبدأ به الوزير.
استعرض الوزير المستوى المتدني للمخرجات التعليمية بكل وضوح وبكل جرأة، عرض نماذج للإجابات، عرض نماذج للفشل في معرفة الأساسيات.
وضع المجتمع أمام مسؤوليته وحملهم معه النتائج المستقبلية في حال عدم إجراء جراحة عاجلة، تماماً كالطبيب الذي يصارح المريض بعواقب عدم التزامه بالعلاج ليتحمل هو مسؤولية قراره.
إجراءات الوزير لها ضحايا، أولهم من رسب لأنه كان سينجح (بالتساهيل) يشكلون 60% من طلاب السنة النهائية في الثانوية العامة، هؤلاء لن يسكتوا سيتظلمون وسيصرخون وسيستعينون بالصحف وبالنواب وبالوساطات، كيف يمكن للوزير أن يصمد أمام هذا الضغط؟
ثانياً هؤلاء سيعيدون العام الدراسي وستزدحم الفصول الدراسية ببقاء 60% كان من المفروض أن يتخرجوا والآن سيضافون للتلاميذ الجدد مما سيلقي عبئاً على المدارس والمدرس، وستضج المدارس بالشكوى.
طابور المنتظرين على سلم الوظائف سيزيد لأن التوظيف كمعلم أصبح صعباً واشتراطاته كثيرة وشاقة وتتطلب الموافقة على التدريب قبل التوظيف.
اليوم الدراسي سيمدد وستبدأ الاعتراضات على هذه (اللخبطة) في مواعيد وترتيبات الأسر.
هذه بعض النماذج التي يستعد وزير التربية الأردنية لمواجهتها والصمود أمام ضغوط الصحف والنواب والوساطات.
الأردن يعرف كما نعرف نحن أنه ما لم يتطور النظام التعليمي ليواكب احتياجات السنوات العشر الأخيرة فإن كل مخططات تنويع مصادر الدخل وزيادة الموارد ستذهب هدراً.
والأردن يعرف ونحن معه نعرف أن عملية التطوير هذه عملية جراحية ما لم يكن الجراح جريء وصاحب قرار فإنه سيعجز عن القيام بها.
والأردن يعرف ونحن نعرف أن العمليات الجراحية التي لها ضحايا وخصوم لابد أن يستعد لها مسبقاً لتهيئة المريض وتحميله المسؤولية مع الطبيب الجراح، وذلك يتطلب القيام بخطوات استباقية من الحملات الإعلامية والتواصل مع مفاتيح مؤثرة وكسب الصحافة والإعلام مسبقاً، حتى يكون للمشروع أصدقاء يقفون معه في وجه العواصف.
البحرين من الدول التي كانت على استعداد للقيام بهذه العملية الجراحية الكبيرة ووضعت المشارط وهيأت غرفة العمليات ودربت الطاقم، فأنشأت هيئة ضمان جودة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم العالي وكلية المعلمين، حتى إذا ما جاء وقت التنفيذ تراجعت وترددت ثم جردت كل الطاقم المهيأ من صلاحياته المفروضة ولم يبق غير المريض مخدراً ومسجى فوق السرير.
وكأن عصا سحرية مست كل تلك الاستعدادات وجمدتها حتى كساها الثلج، نريد صدمة كهربائية تنفض جسد المريض وتذيب الثلج عن طاقم الجراحة، نريد قراراً سيادياً من أعلى القمة للقيام بهذه الجراحة التعليمية العاجلة.. هذا ما تحتاج البحرين مثلما تحتاجه الأردن.