في آخر يوم من عام 2015 صدرت أحكام قضائية بالإعدام والمؤبد لعدد من المتهمين بقتل رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل البحرين وقيادتها، لنعيش جميعاً بأمن وأمان، ووقفوا في وجه الإرهابيين الذين كانوا ولا يزالون يعدون العدة ويترصدون لقتل أفراد الأمن متجردين من كل معاني الإنسانية، فالذين تم الحكم بحقهم قد أسسوا جماعة إرهابية الهدف منها القتل، وبحيازتهم الأسلحة وزرع الأجسام المتفجرة بعد استدراج رجال الشرطة لمكانها، والتي أودت بحياتهم وهذا كله مع سبق الإصرار والترصد.
ومع صدور تلك الأحكام العادلة من القضاء البحريني المشهود له بالنزاهة ومراعاته لكل الضمانات القانونية في درجات التقاضي وحق المتهمين في هيئة من المحامين تدافع عنهم ليثبتوا للمحكمة براءتهم من التهم الموجهة إليهم، يبقى التنفيذ الذي هو مطلب أهالي رجال الأمن لهذه الأحكام بعد أن عاث هؤلاء الإرهابيون فساداً في البلاد واستباحوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وبثوا الرعب بين المواطنين وأشاعوا الفوضى في البلاد، فقد ضاق الناس ذرعاً ونفد الصبر على ما يقوم به المخربون من إرهاب ضاربين بعرض الحائط كل القوانين.
فمن استشهد من رجال أمننا أو جنودنا البواسل كان في ساحات العزة وهم يدافعون عن عقيدتهم ووطنهم وسقطوا بشرف وشموخ وهم يذودون عن حياض الوطن، فهؤلاء الأبطال الشهداء ليسوا كالذين باعوا وطنهم من أجل مصالح شخصية أو طائفية وارتموا في أحضان من أرادوا الشر بالبحرين والخليج بل والمنطقة، فهذه الأحكام حتماً ستكون رادعة لمن تسول له نفسه الإضرار بالأمن الوطني للمملكة، والإعدام هو تطبيق لشرع الله بالقصاص ليحيا الناس ويعيشون في سلم اجتماعي.
في الحقيقة إن أغلب شعب البحرين يتمنون أن يأتي الدور على المحرضين لهؤلاء الإرهابيين والذين كانوا سبباً بفتاواهم باعتبارهم رجال دين ودعوا إلى سحق وقتل رجال الشرطة وهو استغلال واضح لمنبر الجمعة والمساس بأمن الوطن وتعريض حياة رجال الأمن للخطر، وبالتالي فإن الأولى محاسبة الإرهابي الحقيقي الذي يتخفى خلف ستار الدين أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان، فلا حصانة لأحد قبالة أمن الوطن ولا أحد فوق القانون، فالجميع سواسية في الحقوق والواجبات سواءً كان رجل دين أو غيره، وننتظر من الدولة أن تطبق القانون على هؤلاء المحرضين لأنهم هم من يقفون خلف كل ما يحدث من استهداف لرجال الشرطة فدماء رجال الأمن في رقبتهم إلى يوم الدين.
* همسة أخيرة:
إن رجال الأمن الذين استشهدوا وسالت دماؤهم الطاهرة، ضحوا بأنفسهم من أجلنا لنعيش في عزة وكرامة ولتظل راية البحرين خفاقة عالية بعروبتها في ظل قيادة وحكم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.