بدأ عام جديد فهل نشهد فيه نهاية لهذه المشكلة التي أقحمونا فيها وتأذى منها الجميع وتسببت في تغبيش المستقبل؟ لم يعد هناك وقت لسماع التبريرات وتبادل الاتهامات فقد بلغ السيل الزبى وصار لابد من التفكير في حل يخرج به الجميع «منتصرين». ليست الحكومة وحدها المعنية بالقيام بهذا الأمر ولكن مختلف الأطراف ذات العلاقة بما فيهم أولئك الذين وقفوا على الحياد ينتظرون ما ستسفر عنه الأحداث ومارسوا كل فنون السلبية خلال السنوات الخمس الأخيرة وكأن الأمر لا يعنيهم.
اليوم وبعد كل هذا الذي جرى صار لهذا الوطن حق على الجميع كي يعملوا من أجل إنقاذه، فمن غير المنطقي ولا المعقول أن يستمر الحال على ما هو عليه لأن هذا يهدد المستقبل ولا ينحصر ضرره بالواقع. انتظار الجمعيات السياسية قيام الحكومة بمبادرة وتوفير حل سحري يخرجنا مما نحن فيه ليس واقعياً، واعتقاد الحكومة أن الجمعيات السياسية يمكن أن تبادر بمفيد يدون في سجلها الوطني ليس واقعياً أيضاً، وليس واقعياً كذلك ممارسة السلبية كالتي مارسها أولئك الذين نظروا إلى ما يجري على أنه مجرد «هوشة» بين الحكومة و«المعارضة».
بعد هذه السنوات الخمس وبعد كل هذا الذي مر وجرى صار الجميع ملزماً بالعمل على إيجاد نهاية لكل هذا، ربما صار صعباً وغير عملي الدخول الآن في فصل جديد من الحوار -وإن كان لابد من الدخول فيه ذات يوم- لكن بالتأكيد ليس صعباً ترتيب لقاءات ولو على شكل حلقات نقاش تضم النخبة يتم خلالها بحث الكثير من الأمور وتقريب وجهات النظر التي تعين على الوصول إلى مرحلة الحوار النهائي والنفاذ من هذه المشكلة التي عطلت الكثير من الأمور.
في هذا السياق ينبغي من الجمعيات السياسية أن تنحي جانباً الآخرين الذين يعتبرون أنفسهم معارضة وسلبوها دورها وأن تمنعهم من التدخل في أمور لا يملكون القدرات التي تعينهم على تحقيق أي نجاح فيها، فهم دخلاء على العمل السياسي ويعملون من أجل أهداف تخدم الأجنبي. هذه الخطوة لو تمت فإنها كفيلة باستعادة الجمعيات السياسية بعضاً من الثقة التي فقدتها وصار بإمكان الحكومة أن تأخذ وتعطي معها وتتداول كل ما ينبغي تداوله من موضوعات.
تنحية أولئك وإخراجهم من الدائرة يفتح الطريق أمام الجمعيات السياسية والأطراف الأخرى ذات العلاقة ليدخلوا في مناقشات وحوارات مباشرة مع الحكومة، وسواء كانت تلك المناقشات والحوارات معلنة أو تعقد بعيداً عن الأضواء فإنها يمكن أن توصل إلى المرحلة التي تعين على وضع نهاية ترضي الجميع وترضي الوطن.
اليوم لا يختلف اثنان على أن ذلك البعض الذي أقحم نفسه في العمل السياسي وتسبب في الكثير من الألم لهذا الشعب ولهذا الوطن هو العقبة الكأداء التي إن أزيحت عن الطريق انفتح أمام التفاهم المعين على الوصول إلى حل نهائي، لهذا فإن أول خطوة ينبغي من الجمعيات السياسية أن تتخذها هي تنحيته ووضع حد لممارساته السالبة، وقبل هذا وذاك منع المنتمين إليها من مشاركته في تلك الممارسات كما هو حاصل الآن ومثاله الظهور اليومي لعدد من أعضاء جمعية «الوفاق» على شاشة فضائية «العالم» الإيرانية يشاركون ذلك البعض فيما يفعله وما يردد من كلام لا قيمة له يقلل من شأن هذه الجمعية ويضعف موقف الجمعيات السياسية إجمالاً حيث يظهرها على أنها تتكامل مع ذلك البعض وتوافق على ممارساته.
خمس سنوات يفترض أنها كانت كافية للتحريض على الخروج من هذه المشكلة خصوصاً وأن المواطنين ملوا وتعبوا من كل هذا الذي جرى ولايزال، فهل يكون العام الجديد الذي بدأ قبل يومين العام الذي نشهد فيه نهاية هذه المشكلة؟