هذه هي المواقف التي كنا ننادي بها منذ زمن تجاه جارة السوء، والتي لا تستحق أصلاً كلمة «جارة»، بل هي دولة عدوة، تستهدف البحرين بلادنا منذ عقود، وتصدر لنا الإرهاب، وتصنع الطوابير الخامسة والعملاء، وتعتاش على خونة الداخل ومواليها في الشر.
هكذا يكون «تقطيع» أوصال الشيطان، وإن كانت إيران وصفت الولايات المتحدة الأمريكية منذ جاء الخميني في السبعينات بأنها «الشيطان الأكبر»، فإننا اعتبرناها منذ بدء محاولاتها اختطاف البحرين وحتى اليوم أكبر «شيطان» يجب أن نقف منه موقف الضد وأن نتصدى لأتباعه وزبانيته.
السعودية بخطوتها الجريئة التي لا تصدر إلا عن الكبار، وعن القوى العالمية الكبرى، وعن مملكة واثقة من قوتها وحقها، بخطوتها حركت المياه الراكدة، وتصدرت ركب العرب وأهل الخليج ليأخذوا موقفاً من عدوة الشمال التي زاد استهدافها لبلداننا، وطغت إساءاتها، وتفرعنت إلى حدد الجنون، وباتت تعترف صراحة وبكل عين مكشوفة بعملائها الذين غرستهم في بلداننا.
قلنا كثيراً، وقالها مسؤولون لدينا في البحرين، وكررها قبل فترة قصيرة وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله، إن من أراد إيران فليذهب لها، واكفونا شركم وأذاكم. اذهبوا لإيران هذا إن قبلت بكم، هذا إن ارتضيتم أن تعيشوا عبيداً لديها، خاصة وأن «خائنو الأوطان» لا موقع محترماً يحظون به عند الدول والجهات الخارجية التي جندتهم، فهم ليسوا سوى أدوات، ليسوا سوى أوراق إن احترقت، فإن من صنعها يلقيها في سلة المهملات ومزبلة التاريخ. إذ ما يفيدني عميل خارج البلد الذي يفترض أن يخونها لصالحي؟! ماذا يضطرني لإعاشته والصرف عليه حين يأتي لبلادي بعد أن يطرد من بلاده الأصلية بسبب افتضاح أمره وفشله في تنفيذ الأوامر المسندة إليه؟!
عملاء إيران لابد وأن يطالهم نفس المصير من خلال محاسبتهم قانونياً، وألا يترك لهم المجال من باب سعة الصدر والسماح بأن يصلوا لمرحلة الظن بأنهم قادرون على تطويع الأنظمة والقوانين لتراعيهم، بالتالي يطغون في الأرض ويعيثون فيها الفساد، بل ويصلون لمرحلة تهديد الدولة والنظام بالسلاح مثلما حصل لدينا من قبل رؤوس فتنة وتحريض ورموز عمالة للخارج، هم الآن في السجون بحكم القانون.
نثق كل الثقة بالشقيقة المملكة العربية السعودية وحنكة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأيده بنصره، لذا كان إعلان مملكة البحرين باتخاذ نفس الخطوات تجاه عدوة الشمال متوقعاً، قطع للعلاقات الدبلوماسية، إذ لا يتوجب وجود علاقات مع عدو، وسحب البعثات الدبلوماسية، وطرد عناصرهم وإغلاق سفارتهم التي هي أصلاً مصدر للتآمر على البحرين، ومركز لمنح الدعم للانقلابيين والإرهابيين، وبؤرة تصدير لأجهزة ومعدات تخدم الإضرار بالبحرين، مثل الأجهزة التي كشفت أيام الدوار والتي من خلالها بان الدور «اللوجستي» الذي لعبه سفير عدوة الشمال وسفارته.
ما قامت به السعودية درس يحتذى به، ومثال أصيل لبلد لديه قانونه يطبقه دون أن تطرف له عين، لبلد يحتكم إلى شرع الله ولا يعطله، لأن كلام الله أعلى من أي كلام. لا تهادن مع العدو، ولا هدنة مع خائن، ولا قانون يعطل بسبب صراخ دكاكين حقوق إنسان أو أنظمة غربية «تتفلسف» علينا، والتي لو يحصل لديها ربع ما يحصل لدينا من إرهاب لاتخذوا إجراءات أشد وأكثر صرامة.
دافعت إيران عن عميلها النمر دفاع «الأم الثكلى» على فقد ابنها، رغم كونه سعودي الجنسية، دافعت عنه وكأنه مواطن إيراني من قمة رأسه لأخمص قدميه، وفعلت ذلك لأنه بالفعل باع وطنه الأصلي ومنح ولاءه لأسياده الذين حولوه لعبد عند الولي الفقيه ينفذ ما يريد.
خلايا إيران عديدة، وعناصرها الموالية لها بائعة أوطانها كثيرة، واليوم لابد لدول الخليج أن تنتبه لهذه الخناجر المسمومة التي توجه نصالها لظهر دولها عند أقرب سانحة، لا يغرنكم تقلب لسانهم، ولا تقية مواقفهم، لدينا في نموذج الدوار الانقلابي أعنف مثال، كيف من كان يدعي أنه مع الدولة، ثم انقلب عليها، وكيف من وقف ضدها عاد لـ «يتلون»، ويدعي أنه يقف معها حين رأى قوة الدولة والقانون.
شكراً للبحرين وقيادتها على اتخاذ الموقف الصحيح القوي المساند للشقيقة السعودية، ونأمل بأن يكون ما يحصل على الساحة بداية صحوة ونهوض لتوحد خليجي ضد «الشر الأول» الذي يحيق بنا، ضد الدولة العدوة التي تدعي أنها «تملك البحرين»، والتي تحلم بتفتيت الخليج العربي من خلال استهداف السعودية.
ربنا أرنا فيهم عجائب قدرتك، واحفظ أرض الحرمين، واحفظ خليجنا العربي من كيدهم وشرهم.