في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، قال تعليقاً على موضوع الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد «إذا لم تكن الحكومة الإيرانية متورطة بهذه العمليات فإنها مقصرة وبشكل ملحوظ جداً في حماية بعثة دبلوماسية على أراضيها»، حيث رأى أن «الاعتداء انتهاك صارخ لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية»، وأنه جاء «بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكلت تحريضاً سافراً شجع على الاعتداء على بعثات المملكة»، أي أن الاعتداءات كان مرتباً لها، وبالتأكيد لا يستبعد أبداً أن يكون من قام بهذا الفعل التخريبي عناصر من الباسيج الذين لا يرتدون بزات عسكرية ويفعلون ما يؤمرون فلا يعرف أحد الفاعل الحقيقي وتلصق في ظهر العامة، وإلا فإن مسألة حماية مبنى أي بعثة دبلوماسية مسألة سهلة ولا يمكن اختراق الأمن إلا إن كان الحامي حرامياً. هذا أيضاً يكشف جانباً من التفكير الإيراني الذي يفترض الغباء في الآخر ويعتقد أن الجميع عمي وصم وأنه الوحيد الذي يسير بعينين وأذنين.
كان الأفضل من كل هذا التحريض الذي قامت به إيران ضد السعودية والفوضى التي سعت إلى خلقها في المنطقة وتعريض حياة أفراد البعثة الدبلوماسية السعودية وأهاليهم للخطر، كان الأفضل أن تجد إجابات منطقية للرد الطبيعي على احتجاجها على تنفيذ حكم الإعدام في حق من حكم عليهم بالموت، حيث الجميع تساءل وبصوت عال عن الإعدامات التي تنفذ يومياً في إيران بحق وبباطل.
فضائية «سكاي نيوز عربية» وبعد أن كبر هذا السؤال ولم تجب إيران عنه بثت تقريراً مدعماً بالأرقام والحقائق جاء فيه أن «حالات الإعدام في إيران ازدادت منذ تولي حسن روحاني الحكم في أغسطس عام 2013، فحسب الإحصائيات والتقارير وصلت حالات قضايا الإعدام خلال النصف الأول من عام 2015 إلى نحو 753 حالة شبه مؤكدة، بينما أشارت التوقعات إلى أن الرقم سيتجاوز الألف حالة إعدام مع نهاية العام قبل 3 أيام»، وبين التقرير أن إيران تأتي بعد الصين في عدد حالات الإعدام.
من الأرقام التي تضمنها التقرير أن إيران أعدمت في عام 2011 ثلاثمائة وستين شخصاً، وفي 2012 ثلاثمائة وأربعة عشر شخصاً، وفي 2013 تضاعف العدد فوصل إلى ستمائة وأربعة وعشرين شخصاً، ثم زاد في العام التالي ليصل إلى سبعمائة وثلاثة وأربعين شخصاً، وسبعمائة وثلاثة وخمسين شخصاً في العام المنصرم والذي رجح فيه التقرير أن تصل الحالات إلى الألف حالة إعدام. وحسب التقرير نفسه ووفقاً للأرقام الصادرة عن منظمات دولية وخصوصا منظمة العفو الدولية أعدمت إيران عام 2007 أكثر من ثلاثمائة وخمسة عشر شخصاً، وفي العام التالي ثلاثمائة وستين شخصا ثم في العام 2009 ارتفع العدد إلى ثلاثمائة وثمانية وثمانين شخصاً، أعدموا في الغالب بتعليقهم بالرافعات في الشوارع العامة وتركت جثثهم مدلاة لساعات أو ربما لأيام.
إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بحجر. هكذا تقول الحكمة وهكذا كتب وعلق كل من يعرف هذه الحقائق عن إيران التي لا تعدم المدانين في عمليات تهريب وبيع المخدرات فقط ولا المتورطين في قضايا القتل لزوم القصاص ولكنها تعدم أيضاً كل من يخالف نهجها وينتقد حكومتها أو المرشد الذي يعتبرونه ظل الله على الأرض. ومن يتابع ما يجري على الناس في الأحواز وفي غيرها من المحافظات التي نهبت وأضيفت إلى خريطة إيران عنوة يعرف تمام المعرفة أن بيت إيران من زجاج وأن الأفضل لها ألا ترمي الآخرين وخصوصاً الشقيقة الكبرى بحجر حتى ولو كان صغيراً. ولذلك فإن قطع العلاقات الدبلوماسية خطوة مهمة.