في البحرين تتساقط علينا بلاوي إيران أكثر من زخات المطر للأسف. تتساقط علينا المخططات الإجرامية وعمليات التنظيم لصفوف العملاء، ومحاولات إمدادهم بالسلاح والأوامر لتنفيذ الأعمال الإرهابية.
أشك بأن هناك دولة في العالم عانت من هذا التغلغل العدائي الذي تعاني منه البحرين من دولة قريبة مثل إيران.
إيران كانت ومازالت وستظل تطالب ببلادنا على اعتبار أنها قطعة منها في مقام أول، وتطالب بالخليج العربي على اعتباره الأرض التي يمتد عليها حلمها ضمن مشروع التوسع الصفوي.
فقط في السنوات الأربع الأخيرة ضبطت أجهزة الأمن البحرينية عدداً من الخلايا الإرهابية يفوق ما قد تضبطه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها على امتداد أراضيها الشاسعة. ضبطت البحرين تشكيلات وتجمعات وتنظيمات هدفها واحد يتمثل بضرب الأمن الداخلي، وكلها تخدم جهة واحدة ممثلة بـ«العدو الإيراني».
نعم، هذا أقل توصيف يطلق على الدولة التي تعب بعض مسؤولينا ومسؤولي الدولة الخليجية والعربية وهم يسمونها «دولة صديقة» لكن دون فائدة، فإيران من خلال نظامها الحالي، مهما لبست من أقنعة، ومهما تجملت، ومهما مارست «التقية» السياسية، ستظل دولة كارهة لكل ما هو عربي، دولة تحارب المذهب السني بوجه مكشوف، تستحوذ على إرادة مسلمين شيعة رغماً عنهم، دولة تريد زوال الخليج العربي وحكوماته ودوله وكل الشعوب التي لا تدين لـ«الولي الفقيه» بالطاعة العمياء والتبعية التي تصل لمستوى العبودية.
بالأمس أعلنت الأجهزة الأمنية البحرينية عن ضبط خلية إرهابية جديدة تقف وراءها إيران عبر حرسها الثوري، كاشفة للناس الحقائق وكافة المعلومات التي توضح عمليات التجنيد التي تتم من قبل إيران لهؤلاء الأشخاص الذين باعوا بلادهم بـ«تومان بخس» وولاء أبخس، وكيف يتم التخطيط لهم، ومدهم بالسلاح والدعم، والأهم توفير كافة أنواع التدريبات العسكرية بغية تنفيذ عمليات على الأرض.
هذا كشف جديد لخلية تنضم لخلايا عديدة سبقتها، كلها مشكلة من قبل النظام الإيراني وعبر مسؤولين فيه وضباط من الحرس الثوري، وعبر أناس هربوا من البحرين واتخذوا إيران أو المستوطنات الإيرانية مثل العراق وجنوب لبنان مقراً لهم ولتحركاتهم.
اليوم، لا بد من عمل أفلام وثائقية تترجم للغة الإنجليزية والفرنسية عن تاريخ محاولات إقلاق الأمن الداخلي في البحرين من قبل النظام الإيراني، أفلام ترصد كل المحاولات والعمليات، وتوضح بالصوت والصورة اعترافات عملاء إيران وتفاصيل عمليات تجنيدهم ومراحلها، وتفاصيل عمليات التخطيط وطرق إمدادهم بالمعلومات وكيفية تهريب السلاح. لابد وأن يعرف العالم من هذه الأفلام كيف أن بلادنا تواجه في شمالها عدواً متربصاً يريد اختطافها، حاول في السبعينات اختطافها من الخارج ففشل، وبعدها أخذ يحاول مرات ومرات من الداخل عبر صناعة طوابير خامسة، وتجنيد العملاء ومازال فاشلاً في ذلك.
لكن الشر الإيراني مستمر، وهذا واقع، من خلال عمليات التجنيد ومحاولات تهريب الأسلحة، ونحمد الله بأن أجهزتنا الأمنية طورت الكثير من أساليبها وطرق عملها، وأثمرت جهودها الواضحة في ضبط كثير من المخططات وكشف الخلايا والوصول للمنتسبين لها، والأهم ضبط الأسلحة المراد تهريبها والمواد المتفجرة.
أجزم بأن وزارة الداخلية لديها معلومات وصور وفيديوهات أكثر مما يتم عرضه في النشرات الإخبارية والبرامج الأمنية المعنية بكشف هذه المخططات، بالتالي لا بد من الاستفادة من هذه المواد لتوثيق المحاولات الإيرانية لاستهداف البحرين، وفضح هذه المخططات ومن يقف وراءها ومن يعمل لصالح هذه الجارة العدوة.
من قبض عليهم وهم يتآمرون مع إيران على البحرين وأمنها وأمن مواطنيها لا بد وأن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى، إذ أي تهمة أكبر من أن تخون بلدك لصالح من يجاهر بأنه يعاديها، ومن يردد القول دائماً بأن البحرين ولاية تابعة له؟!
وليس هم فقط، بل حتى من يحاول التبرير لهم، ويقلل من أحكام القضاء بحق من يخون بلده، ومن يتطاول على أجهزة الأمن، هؤلاء متعاطفون مع خائن الوطن، بالتالي لا فارق شاسعاً بين النوعين.
وزارة الداخلية البحرينية، وزيراً ووكلاء ومنسوبين جميعهم، نقف لهم احتراماً على جهودهم ويقظتهم الدائمة، ونشكر الله على توفيقه لهم في ضبط هذه الخلايا وكشفها، وفي التصدي وإفشال المخططات الإجرامية التي تحاك للإضرار بالبحرين.
أصابع إيران في الخليج لا بد وأن تقطع، لا يجب التهاون معها، ولا مع أذيالها، ومن يحب هذه الدولة العدوة أكثر من بلده الأم، فليذهب ليرتمي في أحضانهم، هذا إن قبلوا به أصلاً.