«إن الجيش والإعلام يحاربان معاً على الجبهة»، هذه النظرية الغربية تلخص دور الإعلام في وقت الحروب.
فالإعلام ذراع أصيل في الحرب وله دور لا يقل عن دور الجنود البواسل المرابطين في ميدان المعركة.
ومع التطور الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام بات على الإعلام استغلال كافة هذه القنوات الإعلامية للعب دور أمثل في وقت الحرب. فهل استطاع إعلامنا الخليجي لعب هذا الدور في الحرب التي نخوضها حالياً لإعادة الشرعية في اليمن؟!
بنظرة خاطفة وتقييم سريع على القنوات الخليجية خلال فترة الحرب التي ستوشك على إكمال عامها الأول، فإن التقييم متفاوت جداً بين القنوات ولكنه في الإجمال يصل إلى درجة «غير مرضٍ».
كما ذكرت سالفاً فإن الإعلام لا يقل أثراً عن وجود الجنود على ساحة الميدان، ولكن ومع ذلك لم نجد قناة خليجية مشتركة تعنى بإدارة هذه الحرب إعلامياً. قناة قادرة على التأثير في الرأي العام الخليجي والعالمي وتبث بعدد من اللغات الرئيسة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية وحتى الإيرانية!
لا أريد أن أقلل من شأن أي دولة خليجية أو أوجه لها أصابع الاتهام والقصور، لأنني أتكلم عن الأداء الخليجي بشكل عام فما الذي تغير في وقت الحرب في قنواتنا الخليجية.
أغاني حماسية تبث كلما استشهد أحد من جنودنا البواسل، أخبار رسمية منقولة وغير مصاغة بحرفية وتكنيك تعبوي عسكري، برامج تحليلية شحيحة موجهة للداخل مع إغفالها التأثير الخارجي وإغفال الحرب النفسية والدعاية والتأثير على الأفكار والاتجاهات وانعدام الحملات الإعلامية الخليجية المشتركة.
فعلى الرغم من أن دول الخليج تعتبر من الدول التي تمتلك رؤوس أموال ضخمة وتستثمر في شتى أنواع الصناعات إلا أنها لم تلتفت حتى الآن إلى أهمية «صناعة الإعلام» وخاصة في أوقات الحرب.
إننا في وقت حرب ومن ينكر ذلك فهو إنسان «واهم» فالسيطرة على ساحة المعركة لا تعني أننا لسنا في حرب، فهل أداؤنا -الإعلام الخليجي- مواز لمستوى التقدم الذي نعيشه على أرض المعركة؟!
فهل يعقل أن يكون لدينا قوات عربية مشتركة وإعلامنا وقنواتنا تغرد خارج السرب ويتفاوت أداؤها من دولة إلى أخرى؟!
مليارات هي حجم استثمارنا في الحرب. لن أسميها مصروفات أو خسائر فهذه حرب لإعادة الشرعية كما ذكرت مسبقاً والدفع فيها يعد «استثماراً». أفلا يستحق الإعلام الخليجي والعربي نسبة من هذه الميزانية ليقوم بدوره في الحرب على أكمل وجه لاسيما أننا نمتلك طاقات إعلامية وطنية ومبدعة على رأس المؤسسات الإعلامية المحلية والخليجية والعربية قادرة على وضع خطط إعلامية لوقت الحرب بكل كفاءة؟!