أستغرب ممن يقول إنه بحريني وأن ولاءه وانتماءه لهذه الأرض، لكن أفعاله وأقواله تدل على أنه يموت حباً في إيران، وأنه أول من يبادر للدفاع عنها، وينتقد أية مواقف تتخذها البحرين ومعها أشقاؤها دول الخليج ضد نظام خامنئي.
أصلاً، كيف يكون هناك حب لمتضادين في قلب واحد؟! هذا أمر مستحيل التحقق، وإن وجدتم أحداً يدعي ذلك، فإنه بالتأكيد «يكذب» أو «ينافق»، لأن في داخله طرفاً واحداً غالباً، يحبه، وفي المقابل يبغض الثاني، لكنه «يتجمل» لأن الظروف لا تخدمه، حتى يخرج بوجهه الحقيقي بكل أريحية.
بالتالي نكرر ما نقوله دائماَ، بأن من ترونه اليوم يبرر لإيران، أو ينتقد خطوات البحرين ومعها دول الخليج في قطع العلاقات، أو يتباكى على تداعيات ما يحمله المستقبل، أو يصيح وينوح على الأضرار الاقتصادية «18 مليون دولار حجم الواردات منهم.. الله والضرر»، فإن هذا قلبه على إيران وليس البحرين، ولاؤه الداخلي الذي يخفيه لنظام الولي الفقيه الإيراني لا للبحرين الخليجية العربية.
في بلادنا لن نهادن أحداً، ولن نتقبل منه أن «يستغفلنا» بلبس قناع «كذب» جديد.
اليوم المواقف لابد وأن تكون واضحة، أنت مع البحرين أم مع من يعاديها ويستهدفها منذ القدم وحتى اليوم وفي المستقبل أيضاً؟! هنا الإجابة إما بـ«الأبيض» أو «الأسود» وخلافهما يعني أن أمامكم كاذباً منافقاً متلوناً مدعياً.
سمعنا أصواتاً في الآونة الأخيرة وبعض من كتب في أماكن مختلفة منها وسائل التواصل الاجتماعي، أغلبهم يكتب بحذر وتخوف عن الخطوات التي اتخذتها السعودية بشأن إعدام المحرض الموالي لإيران نمر النمر، وما أعقبه من قطع للعلاقات الدبلوماسية وطرد للبعثة الإيرانية وما استجلبه الموقف من تضامن مؤكد من البحرين وبعض دول الخليج والدول الإسلامية، أغلبهم يكتب بحذر بهدف انتقاد السعودية أو بهدف «الغمز واللمز»، وغايتهم في النهاية تتمثل في التبرير لإيران، والقول إن الخطوات التي اتخذت غير حصيفة، ويحذر من التبعات، مدعياً أن خوفه على الخليج، في حين أننا نعلم خوفه إلى أين يتجه.
حينما كانت إيران تستهدف البحرين صراحة، وحينما كان مرشدهم ومسؤولوها وفي برلمانهم وفي قنواتهم الطائفية التحريضية يتعرضون للبحرين بلادكم، أين كانت أصواتكم؟! أين كانت انتقاداتكم للعدو الذي يستهدف بلدكم؟! لماذا لم تردوا على إيران؟! لماذا لم تلعنوها كما تلعنون من يعاديها؟! لماذا كان بعضكم يظهر مراراً وتكراراً على قنواتها للحديث عن بلاده البحرين بالسوء في نفس الوقت الذي يواصل خامنئي وأتباعه استهدافنا؟!
من يقف مع عدو البحرين فهو عدونا، وإن كان ينتمي للبحرين ويدعي أنه مواطن مخلص لهذا التراب، إذ ليس وطنياً الذي يرى جهة تستهدف بلاده فيسكت، وليس موالياً للتراب من يرى جهة تريد سلبه من أهله الشرعيين فيسكت، وليس مخلصاً الذي يرى بلاده تستهدف فيقف في صف عدوها الذي يستهدفها، بل يظهر في قنواته ويبرر له ويدعمه.
قبح الله وجوهاً عميلة ترى بلادها تستهدف فتدعم من يستهدفها. والله ما ضيع دولاً وأسقط إمبراطوريات ودمر حضارات إلا هؤلاء العملاء الذين يبيعون أوطانهم للخارج.
حتى أحد أبرز ديكتاتوريي العصر الألماني أدولف هتلر عرف هؤلاء، فأطلق تسمية «الطابور الخامس»، والذي يعني به الجيش الداخلي للدولة الغازية، والذي تشكله بداخل الدول المراد استهدافها واحتلالها، ويكونون من أبناء تلك الدول، لكنهم يخونونها ويكون ولاؤهم ودعمهم سواء خفياً أو معلناً للدول الطامعة. هؤلاء قال عنهم هتلر بأنهم «أحقر» البشر، والغبي من يأمن لهم، حتى من استخدمهم كطابور خامس، إذ من يخون بلده الأم متوقع جداً أن يخون الغريب، خاصة وأن الغريب سيعامله مثل الخادم أو فردة الحذاء التي ترمى.
حينما يصل الأمر لاستهداف بلادي لا تطلب مني أن أكون محايداً، ولا أن أفعل مثلما يفعل بعض الساعين «لاقتناص الغنائم» وحتى «المناصب» بأن أدعي أنني «ممسك للعصا من المنتصف»، في استهداف بلادي أنا «متطرف حتى النخاع»، ضد من يستهدف البحرين، هذا التراب «خط أحمر»، ومن يرخص به ويبيعه للعدو، لا يستحق أن يسير عليه ولا أن يدفن فيه. بعض خونة الداخل والانقلابيين لدينا، حينما يرون «قبضة الحزم» بارزة للدولة «يخافون» و«يرتعدون» وتتغير لهجتهم ويتلون كلامهم ويحاولون «تضييع» الماضي أو مسحه، والمضحك أن بعضهم ممن كانوا يستهدفون البحرين والسعودية بقبيح الكلام وبذيئه، ومن كانوا يلمعون إيران ويدعمونها، اليوم «قلبوا» لسانهم ووصلوا للاستماتة في الادعاء بأنهم مع البحرين ضد أي استهداف خارجي لها، مع ملاحظة «عدم جرأتهم»، على ذكر كلمة «إيران».
هؤلاء الخونة هم أصلاً أساس الاعتداء الخارجي على بلداننا، هم الطوابير الخامسة التي تزين للعدو الصورة، وتجعله واثقاً بأن هناك من سيسهل طريقه من الداخل.
اليوم لابد من الحزم مع عملاء إيران في الداخل، لابد من محاسبة أي شخص يتعاطف مع العدو ضد بلاده، البحرين لابد وأن تكون «خطاً أحمر» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من يتجاوز هذا الخط لا تهاون معه إطلاقاً.