الشعوب هي قوتُ الأوطان وغوثها، وإذا كانت القرارات الشجاعة والتاريخية هي من تعلي أمجاد الأوطان، فإن مواقف الشعوب وتضحياتها الغيورة والصادقة هي من تبني الأوطان، وتذكروا أن قيم الوطنية لا يمكن لأي كائن كان سلبها من الشعوب المخلصة، وأن قمة الوطنية عند الشعوب هي التضحية.
إنها عملية إنسانية بحتة عابرة للمشاعر لا يشعر بها إلا كل مخلص وشريف، فطم على الولاء والانتماء!!
أدعوك اليوم عزيزي القارئ الكريم، بنية خالصة، فالقليل من العمل مع الإخلاص كثير، والكثير من العمل مع الرياء قليل، والفطين لا تعجبه كثرة الدنانير بل الثواب الكثير، لذلك أقولها لك، كل دينار تدفعه في سبيل شراء منتج إيراني، يستخدم لشراء سلاح لقتل أطفالنا وإخواننا في سوريا والعراق واليمن.
كل دينار أو درهم أو ريال يدفع لشراء منتج إيراني، يدخل في دعم المشروع الصفوي المتآمر على وطنك ويسعى إلى تفريس الخليج واحتلال بلاد الحرمين.
شراء بضائع ومنتجات الفرس المناكيد، يدخل في حساب قتلة طارق الشحي، وكاشف منظور، ومحمد فاروق عبدالصمد، وأحمد المريسي، وماجد أصغر، وراشد المعمري، وغيرهم من شهداء الواجب، وأذناب إيران التي سعت وما زالت تسعى إلى قلب نظام الحكم في البحرين.
شراء أي منتج يصنع في إيران أو يحمل «باركود بأرقام 626» هو بمثابة شراء حبال المشانق التي يعلق عليها أهل السنة في إيران، بل ولشراء الجرافات التي تهدم مساجدهم بها.. قاطعوا شراء منتجات الكيان الإيراني المحتل للأحواز العربية والعراق وسوريا واليمن وجزر الإمارات.
حرب المقاطعة الشعبية هي حرب مقدسة فعالة وسلاح فتاك والانتصار فيها مضمون، وهي أقوى الأسلحة، وقادرة على إصابة الولي الفقيه في مقتل، ومن شأنها أن تساعد على انهيار إيران من الداخل، وهي رسالة قوية لبني صفيون، كي يعرفوا حجمهم الحقيقي وقوة دول الخليج العربي، لذا دعونا نفعل هذا السلاح كشعوب خليجية متحدة متوحدة، وليكنْ جزاء من يجوع أطفالنا في «مضايا» من جنس العمل، بل أفدح وأضل، وسيكون غداً جزاء من يباركون ظلمه وتجويعه لأهلنا في سوريا من جنس العمل، بل وأفدح وأضل، فتلك سنة الله فى الكون، ولن تجد لها تبديلاً.
المسلم الحقيقي الذي يقف الآن على أرضية صلبة من المبادئ والغيرة على دينه وعروبته، هو من يثور من أجل دماء أشقائه التي تسيل أنهاراً في سوريا، والأحواز، واليمن، والعراق، وإذا كنت يا عزيزي لا تستطيع دعمهم ومساعدتهم، فالأجدى بك ألا تدفع ثمن الرصاص الذي يقتلون به.
قطع العلاقات الدبلوماسية بقدر ما أسعدنا وأثلج صدورنا كشعوب شريفة وحرة، وبقدر ما هو أمر مطلوب وملح، لأن من شأنه أن يعزز من حرب التحالف الخليجي في مكافحة الإرهاب، لكون إيران دولة مارقة، توفر المأوى والدعم المادي للجماعات الإرهابية، وتشكل التهديد الأخطر على السلام والأمن العالمي في العالم وليس على دول الخليج فحسب، لكنه وحده لا يكفي، وأزعم أن الأمر سيختلف كثيراً لو فعلت الشعوب الخليجية سلاح المقاطعة الشعبية.
ونقول لتجار الخليج.. غرف التجار في دول مجلس التعاون: شعوب الخليج وحكوماتها قطعت علاقاتها بإيران فماذا تنتظرون؟؟
عار عليكم.. عار عليكم.
«مضايا» تجوع وقبلها كانت معضمية الشام والزبداني وغوطة دمشق وحمص، وانتم تملؤون خزائنكم من تجارتكم مع من يجوعهم ويقتلهم، ودون أي حراك منكم أو ردة فعل تلجم السفاحين على الاستمرار بجرائمهم؟!
حصار «مضايا» هو حصار لأخلاقكم.. وقتل أطفالها، هو قتل لضمائركم.