أصدق وصف يطلق على النظام الإيراني بأنه «نظام فاشي» لا يقل شكلاً ومضموناً عن الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التي شهدها العالم طوال قرونه الماضية.
فإن كان أدولف هتلر ديكتاتورياً، وموسوليني فاشستياً وفي نفس الخانة ستالين، فعلى الأقل شعوبهم لم تكن تذبح ذبحاً شنيعاً مثلما تفعل إيران بشعبها.
الأحواز وهي دولة عربية، تمارس فيها إيران أشنع أنواع الإجرام الذي عرفه التاريخ، القتل هناك جائز لأي جندي يمسك مسدساً بيده، أرواح البشر بالنسبة لديه لعبة يتفنن في إزهاقها، حتى الأطفال يقتلون بدم بارد وبصورة بشعة تحاكي بشاعة القتل الإسرائيلي لأطفال فلسطين المحتلة.
والله لو كان الديكتاتوريون أمثال ستالين وموسوليني وهتلر أحياء لاقشعرت أبدانهم من هول الإجرام الذي يمارسه نظام خامنئي في بلاده وفي البلدان التي يضع عليها نظام «الولي الفقيه» يده ويحكم سيطرته عليها من خلال كتائب أتباعه وطوابيره الخامسة.
الشنق بدون محاكمة، وعلى أعمدة الإنارة شعار إيران الشهير عالمياً، ويكفي أنها أكثر دولة في العالم تمارس الإعدام «بالنظر لمساحتها وشعبها»، والخطير أنها تقوم به دون محاكمات، بل القتل يتم بأوامر، ولا يشترط فيه أن يكون وفق إجراءات منظمة وفي مناطق مهيأة، بل الشوارع والساحات العامة وأماكن سكن الناس هي أكثر المناطق التي نفذ فيها الحرس الثوري وقوات الباسيج عمليات الإعدام العلنية.
هذا النظام الفاشي الذي يمارس القتل بحق شعبه، يريد أن يمارس دوراً مناقضاً لما يقوم به، حينما يتحدث عن دول أخرى، حينما تريد إيران النيل من المملكة العربية السعودية والبحرين، تبدأ بتشغيل أسطوانة حقوق الإنسان والحريات، في حين هي أصلاً أكبر قامعة للحريات، وأكبر منتهك لحقوق الإنسان.
إيران التي يحكمها رجل واحد، يدعي بأنه «وكيل الله في الأرض» تحت مسمى «الولي الفقيه»، هذه الدولة التي يحكمها النظام الفاشي الأول في العالم، لا تسمح لأي منظمة دولية بدخولها، خاصة إن كانت حاملة لمسمى «حقوق الإنسان» أو «الحريات»، بالتالي حين تتحدث عن حقوق الإنسان نكون أمام حالة «عهر» صريح.
وخيراً ما فعلت دول مجلس التعاون الخليجي باتفاقها على إجراءات موحدة مضادة لهذه الدولة العدوة، وما كشف عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن قرار مجلس الأمن وأن توحد السعودية والخليج العربي وموقفهم القوي هو وراءه، لأمر يبعث على التفاؤل والارتياح، ويؤكد أن دول الخليج العربي بإذن الله ستكون دوماً وحدة واحدة، خاصة حينما يستهدفها العدو، وحينما تهدد في أمنها وسلامة شعوبها.
نعم، مازلنا نطلب إعلان الاتحاد الخليجي بشكل رسمي، وأن هذه الخطوة التي بدأت بفكرة ومبادرة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، من شأنها تقوية الخليج العربي وتعزيز وحدته، لكن لله الحمد فإن مواقف دول الخليج تتوحد بدون حتى اتفاقات مكتوبة أو بروتوكولات موقعة حينما تدق ساعة الحقيقة.
القراءة الحالية للمشهد السياسي تقول إنه رغم بروز بعض الأصوات النشاز التي تحاول ممارسة «الفلسفة» على دول الخليج بالأخص السعودية والبحرين بشأن قطع العلاقات مع الجارة العدوة، فإن المشهد الحالي يثبت بشكل قاطع بأن الفوضى الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط بالأخص في الشام سببها الأول إيران.
العراق المتقلب على صفيح ساخن، محكوم من قبل إيران عبر عملاء لا يجرؤون على مخالفة «الولي الفقيه» الذي يسجدون تحت أقدامه من دون الله، بل قمة المهزلة حينما يخرج «عبد» تابع لخامنئي متحدثاً باسم العراق وعارضاً «وساطته» لحل الأمر بين السعودية وإيران. إذ كيف يكون «العبد» وسيطاً بين سيده ورب نعمته وبين خصمه؟!
الإجرام السوري المدعوم من قبل إيران و«حزب الله» أخذ اتجاهاً أكثر تصعيداً ودموية في الأيام الأخيرة، وكأنه ينتقم لإيران مما تعرضت له، إذ ما أكثر بشاعة مما يحصل اليوم من كارثة إنسانية حقيقية في بلدة «مضايا»، والقتل بأنواعه للأبرياء فيها، وتعريضهم لمجاعة مهلكة، مع الاستخفاف بأرواح البشر بنشر صور وأقوال من قبل عناصر «حزب الله» الإيراني يرقصون فيها على جثث ودماء الأبرياء!
الولايات المتحدة الأمريكية عليها اليوم تحديد موقف واضح وصريح من إيران، فاتفاقها مع نظام الولي الفقيه بشأن الملف النووي، لم يكن سوى «ضوء أخضر» لهذا النظام الفاشي ليوغل في مزيد من الإرهاب والإجرام، فواشنطن أعلنت بوجه مكشوف أنها وراء مصالحها، وفي المقابل لتفعل إيران ما تريد.
مثلما صنعت «القاعدة» و«داعش»، أمريكا هي صانعة الإجرام الإيراني بسكوتها وقبولها بالإجرام الحاصل في سوريا، وقبله حينما سلمت لهم العراق لقمة سائغة، وما بينهما حينما غضت النظر عن تدخل إيران في فوضى «الخريف العربي» بالأخص في الخليج وما تعرضت له البحرين.
اليوم التعويل لا يجب أن يكون على الغرب، بل على دول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية لردع هذا الإرهاب الإيراني، ولإيقاف هذا النظام الفاشي الذي لا يعرف إلا لغة القمع والقتل والدمار.