«الإرهاب» على ثلاثة مفارق أمريكية
في الأسبوع الماضي، شهدت تركيا أكثر من عمل إرهابي خلال ثلاثة أيام فقط، وفي غمرة من صمت وحيرة وانشغال من العالم بقضاياه المصيرية، صحونا يوم الخميس الماضي على وقع مجموعة انفجارات هزت جاكرتا، ولربما لكثرتها لم نعد نستذكر بقية ونوعية العمليات الإرهابية التي تصدمنا كل حين.
ليس هنالك أي ارتباط بين إسطنبول وجاكرتا، لكن هنالك عدواً واحداً مشتركاً هو «الإرهاب»، هذا العدو الذي لا يميز بين دولة وأخرى، ولا يعترف بصديق ولا بعدو، فحين تصل أصابعه إلى دول آمنة مطمئنة، وحين يتنقل رجاله بين أوروبا وآسيا في طرفة عين، فاعلم أنها مسألة أكبر من الخطر، وأن العالم المتقدم بصمته عن كل هذه العمليات الإرهابية اليومية في الشرق والغرب، سيجعل من الإرهاب قوة حقيقية تتمدد حيثما شاءت، والدليل هي المسافة بين إسطنبول وجاكرتا.
لا نعلم حقيقة ما هي الحقيقة، إذ كل ما نعرفه اليوم، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية - على اعتبار أنها أقوى دولة في العالم - غير مكترثة بآخر إحداثيات الإرهاب من الناحية الواقعية، فبعيداً عن نمط الاستنكار الاستهلاكي، لم نجدها تتصدى لهذا الأمر بطريقة شرسة للحفاظ على أمن العالم وسيادة الدول كما تدعي، فكان التراخي عنوان هذه المرحلة لواشنطن، وعليه وجدنا الإرهاب يتنقل بكل أريحية بين عواصم كل الدول. هذه أحد الأبعاد التحليلية لفكرة تمدد الإرهاب.
هناك من يذهب إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب عبر العالم، لكن ما لا يمكن أن تحتويه أمريكا هو أن الإرهاب بدأ يفرض وجوده الحقيقي الضارب في كل أرجاء الدنيا، مما أفقد واشنطن القدرة على محاصرته والقضاء عليه، بمعنى، أن أمريكا «الزعيم» اليوم في ورطة حقيقية لعدم قدرتها على محاربة الإرهاب على مختلف الجبهات والعواصم، لأن من يذهب إلى هذا الرأي، يؤكد أنها كانت تتوافق بسبب تلاقي مصالحها يوماً ما ببعض العمليات الإرهابية، فمررت بعضها ووافقت على بعضها الآخر من وراء الكواليس.
أما الرأي التحليلي الثالث، فإنه يذهب بنا إلى أبعد من ذلك، وهو أن أمريكا ضالعة بشكل مباشر أو لديها العلم المطلق منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى هذه اللحظة بكل ما يجري من إرهاب في كل أنحاء دول العالم، فأمريكا الدولة التي لا تنام لا يمكن أن تنام أعينها عن آلاف التفجيرات منذ عام 2001 وحتى اليوم، وعليه ستكون واشنطن مقتنعة لحدٍ ما بهذه «الفوضى الخلاقة» التي أعلنتها صراحةً «كوندليزا رايس» حين كانت أحد أركان الحكومة الأمريكية وقتها.
ثلاثة صور للموقف الأمريكي حيال الإرهاب وكلها متطابقة مع الواقع وما يجري من فوضى في كل أرجاء المعمورة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما هو الصحيح منها؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة، وإن كانت النتيجة واحدة في كل المقامات الثلاثة، إذ سيكون المتهم نفسه لن يتغير، حتى وإن تغير المشهد السياسي، فالتاريخ لن يرحم من مد يده للإرهاب أو سانده أو باركه أو صمت عنه.
في الأسبوع الماضي، شهدت تركيا أكثر من عمل إرهابي خلال ثلاثة أيام فقط، وفي غمرة من صمت وحيرة وانشغال من العالم بقضاياه المصيرية، صحونا يوم الخميس الماضي على وقع مجموعة انفجارات هزت جاكرتا، ولربما لكثرتها لم نعد نستذكر بقية ونوعية العمليات الإرهابية التي تصدمنا كل حين.
ليس هنالك أي ارتباط بين إسطنبول وجاكرتا، لكن هنالك عدواً واحداً مشتركاً هو «الإرهاب»، هذا العدو الذي لا يميز بين دولة وأخرى، ولا يعترف بصديق ولا بعدو، فحين تصل أصابعه إلى دول آمنة مطمئنة، وحين يتنقل رجاله بين أوروبا وآسيا في طرفة عين، فاعلم أنها مسألة أكبر من الخطر، وأن العالم المتقدم بصمته عن كل هذه العمليات الإرهابية اليومية في الشرق والغرب، سيجعل من الإرهاب قوة حقيقية تتمدد حيثما شاءت، والدليل هي المسافة بين إسطنبول وجاكرتا.
لا نعلم حقيقة ما هي الحقيقة، إذ كل ما نعرفه اليوم، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية - على اعتبار أنها أقوى دولة في العالم - غير مكترثة بآخر إحداثيات الإرهاب من الناحية الواقعية، فبعيداً عن نمط الاستنكار الاستهلاكي، لم نجدها تتصدى لهذا الأمر بطريقة شرسة للحفاظ على أمن العالم وسيادة الدول كما تدعي، فكان التراخي عنوان هذه المرحلة لواشنطن، وعليه وجدنا الإرهاب يتنقل بكل أريحية بين عواصم كل الدول. هذه أحد الأبعاد التحليلية لفكرة تمدد الإرهاب.
هناك من يذهب إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب عبر العالم، لكن ما لا يمكن أن تحتويه أمريكا هو أن الإرهاب بدأ يفرض وجوده الحقيقي الضارب في كل أرجاء الدنيا، مما أفقد واشنطن القدرة على محاصرته والقضاء عليه، بمعنى، أن أمريكا «الزعيم» اليوم في ورطة حقيقية لعدم قدرتها على محاربة الإرهاب على مختلف الجبهات والعواصم، لأن من يذهب إلى هذا الرأي، يؤكد أنها كانت تتوافق بسبب تلاقي مصالحها يوماً ما ببعض العمليات الإرهابية، فمررت بعضها ووافقت على بعضها الآخر من وراء الكواليس.
أما الرأي التحليلي الثالث، فإنه يذهب بنا إلى أبعد من ذلك، وهو أن أمريكا ضالعة بشكل مباشر أو لديها العلم المطلق منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى هذه اللحظة بكل ما يجري من إرهاب في كل أنحاء دول العالم، فأمريكا الدولة التي لا تنام لا يمكن أن تنام أعينها عن آلاف التفجيرات منذ عام 2001 وحتى اليوم، وعليه ستكون واشنطن مقتنعة لحدٍ ما بهذه «الفوضى الخلاقة» التي أعلنتها صراحةً «كوندليزا رايس» حين كانت أحد أركان الحكومة الأمريكية وقتها.
ثلاثة صور للموقف الأمريكي حيال الإرهاب وكلها متطابقة مع الواقع وما يجري من فوضى في كل أرجاء المعمورة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما هو الصحيح منها؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة، وإن كانت النتيجة واحدة في كل المقامات الثلاثة، إذ سيكون المتهم نفسه لن يتغير، حتى وإن تغير المشهد السياسي، فالتاريخ لن يرحم من مد يده للإرهاب أو سانده أو باركه أو صمت عنه.