لا أرى أي هدف من تأسيس ناد للإعلاميين الرياضيين العرب - في ظل وجود أكثر من هيئة على امتداد الوطن العربي - سوى أنه سيولد المزيد من الشتات للإعلام الرياضي العربي عامة والمزيد من الصراعات الشخصية اللاهثة وراء المناصب بصورة خاصة!
كنت أتمنى لو أن الجهود المبذولة لتأسيس هذا النادي وجهت لتعزيز مكانة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وجعله المظلة الإعلامية الرياضية العربية الوحيدة التي ينضوي تحتها كل الإعلاميين الرياضيين العرب بحيث يتم انتخاب رئاسته ومجلس إدارته كل أربع سنوات مع تدوير مقره بين الدول العربية الأعضاء أو بحسب ما تراه الجمعية العمومية، مع الإبقاء على العضويات الوطنية في الاتحادات القارية والاتحاد الدولي للصحافة الرياضية باعتبارها هيئات سيادية، بدلاً من تعدد الهيئات الإقليمية كنادي الإعلاميين والاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي واتحاد غرب آسيا وما قد يستجد من هيئات لا طائل من ورائها سوى المزيد من التشتت الإعلامي الرياضي العربي والمزيد من هدر المال والجهد والوقت في اجتماعات ومؤتمرات واتفاقيات ورقية على حساب تطور الكوادر الإعلامية العربية التي لا تنال إلا الفتات من كل هذه البهرجة ولعل ما يطالعنا به الإعلام الرياضي من طرح خجول للقضايا الرياضية العربية أكبر شاهد على تراجع المستوى المهني!
الإعلام الرياضي العربي عامة والخليجي خاصة بحاجة اليوم إلى صقل كوادره الوطنية والارتقاء بأدائهم المهني من خلال انتقاء الخريجين الأكاديميين منهم والموهوبين في دورات متقدمة نظرياً وميدانياً بدلاً من الاستمرار في النهج الحالي القائم على ورش عمل ودورات قصيرة لا تتجاوز الأسبوع الواحد، كما يستوجب أن تلعب النقابات المهنية أو مثيلاتها من الجمعيات واللجان الإعلامية الرياضية العربية دوراً فاعلاً من تأمين المستقبل الوظيفي للكوادر الوطنية العاملة في هذا الحقل مع التأكيد على أهمية الالتزام بالمواثيق الدولية للإعلام لكي تكون مخرجاته ذات مردودات إيجابية على الرياضة بدلاً من الاجتهادات الشخصية و«الفقاعات» المفبركة!
أعلم تماماً أن هذا الرأي قد لا يعجب البعض ممن يستهويهم الوضع الحالي للإعلام الرياضي العربي على اعتبار أنهم أكثر المستفيدين من هذا التشتت، ولكنني أرى أن مثل هذا الوضع لو استمر فسوف يزيد من عتمة المستقبل وأن علينا كإعلاميين رياضيين عرب أن ننظر إلى مستقبل الجيل القادم وأن نهيىء له الأرضية الصلبة التي تمكنه من مواكبة التطور الإعلامي الرياضي العالمي مهنياً وأضع عشرات الخطوط الحمراء تحت كلمة مهنياً!
دعونا نتجرد من عواطفنا و نفكر جدياً في توحيد الصف فإعلامنا الرياضي العربي في أمس الحاجة إلى اللحمة والالتفاف تحت سقف واحد بدلاً من التكتلات التي لم نجن من ورائها سوى تأخر مسيرة هذا الإعلام الرياضي.