في البداية من الواجب القول إن ظهور الوزراء في هذه الفترة والحديث بشأن موضوع الساعة المعني بوضع الاقتصاد والخطة التي ستتبع للتعامل مع الأوضاع، هي مسألة جيدة، إذ كنا ومازلنا نطالب بمزيد من التواصل مع المسؤولين والحديث بشفافية ومصارحة الناس.
إلا أن ما يؤخذ على البرنامج التلفزيوني الذي ضم عدداً من الإخوة الوزراء، وكلاً منهم تحدث في شأن قطاعه وما يرتبط بدوره مع الأزمة الحالية، هو غياب صوت المواطن، وهنا نعني اقتصار البرنامج على المسؤولين دون وجود رأي يمثل الناس ويعبر عنهم، سواء أكان من خلال استضافة شريحة ممثلة عنهم أو نواب يفترض أنهم يتحدثون باسم الشعب أو أقلها أعضاء من الشورى كالأخ جمال فخرو، خاصة وأن الأخير - ونقولها بلا مجاملة - أثبت أنه صاحب فكر ونظرة استراتيجية، وهو تصدر قلائل تحدثوا بواقعية بشأن ما سنواجهه من أزمة مالية وحذر بالأرقام والإثباتات، وناقش الميزانيات بصراحة وشفافية، بطريقة تدفعني للقول وبلا تردد إن مثل هذا الرجل جمال فخرو يمثلني كمواطن وبقوة.
كنا نريد الاستماع لإجابات من السادة الوزراء على كثير من استفسارات الناس، إذ مع التقدير والاحترام للمشاريع التي تم الحديث بشأنها، رغم أهميتها ورغم أن الاستماع للسرد ومعرفة المشاريع تدفعنا للقول بأن الحمدلله العمل لن يتوقف وهناك مساع لخدمة الوطن ستستمر، إلا أن الحديث عن الوضع الاقتصادي بشكل مفصل ودقيق كان هو المطلوب.
سألنا في هذه المساحة خلال الأيام الماضية ومباشرة بعد رفع سعر البنزين، سألنا عن وضعية المواطن بالنسبة لدخله وبالنسبة للخدمات المقدمة له، وطلبنا المكاشفة والمصارحة والحديث بشكل شفاف عن المستقبل في هذا الشأن، وهل سيتأثر المواطن في رزقه ومدخوله. وللأسف ورغم بعض التصريحات وما قيل في البرنامج، حتى الآن لا يوجد جواب شاف يجعل المواطن يترك عنه القلق. حينما نطلب إجابات، فإننا لا نطلب سرد إنجازات، بل إجابات محددة على الأسئلة المطروحة، إذ بعض الإنجازات التي وردت يراها المواطن بشكل مختلف، إذ يعتبرها من صميم عمل المسؤولين، بل هي واجبة عليهم، وإن لم يحققوها فهم يخلون بمسؤولياتهم.
الرسالة صريحة هنا، تتمثل بضرورة التعامل بوضوح بشأن الأوضاع، لا تتركوا المواطن يضرب أخماساً بأسداس ولا تجعلوه يتصور سيناريوهات قد لا تتحقق، ولا تجعلوه يعيش ضيقاً وكدراً وهو يترقب في أي لحظة يجعله يوغل في الهم والحزن.
كلنا في قارب واحد، كلنا أبناء هذا الوطن، وما يجري عليه يجري علينا، وكذلك يجري على المسؤولين، بالتالي إن كنا نطالب المواطن بتحمل نوع من المسؤولية، فأخبروه ما هي المسؤولية التي عليه تحملها وكيف سيكون شكلها في المستقبل.
معرفة مختلف الآراء بالنسبة لمختلف الشرائح في البلد أمر مهم، إذ في الأوقات الصعبة أو الأزمات من غير الحصيف الاقتصار على رأي واحد أو عدم الوقوف على آراء الآخرين، خاصة وأن هذه الأوضاع تداعياتها ستطال الجميع. بمعنى لو أن الموضوع يخص شريحة معينة ضيقة العدد لأمكن الاقتصار على معرفة رأيها والوقوف على ملاحظاتها، لكنها معنية بجميع المواطنين وحتى المقيمين في البلد، وهنا حتى تكتمل أضلاع المربع لابد وأن يكون لهم حساب ويُسمع لهم. هناك نوع من الضيق والتذمر وحالة من الإحباط، هذه حقيقة لا يمكننا أن نصد عنها أو نلغيها أو ننكر وجودها، وسيكون خداعاً للنفس إن حاولنا تجميل الواقع، لكن لمعالجة هذه الأمور أو أقلها التخفيف من حدتها ووطأتها لابد من المصارحة والمكاشفة والحديث بشفافية، دعونا نتحدث بشكل مفتوح مع بعض، دعونا نعرف مالنا وما علينا، حينها يمكننا أن نضمن وجود نوع من التفهم، بل لربما نجد طريق التقبل أقل وعورة، أو أن نجد الدعم والإسناد من المواطن نفسه. في النهاية المواطن البحريني إنسان بسيط في مطالبه، أبيض القلب، يحب تراب هذه الأرض، اجعلوه يتحمل المسؤولية من تلقاء نفسه، إن عرف الوضع بحقيقته الكاملة وعرف دوره المطلوب واكتشف الأدوار الصعبة التي يقوم بها كل طرف. هدفنا في النهاية خير هذه الأرض وخير من عليها، مع تمنياتنا لأي جهد صادق لخدمة هذا الهدف بالتوفيق والسداد.
عمل إرهابي في نادي النويدرات!
ما حصل من تخريب طال صالة نادي النويدرات أمر مؤسف بالفعل، إذ في الوقت الذي تبذل فيه وزارة الشباب والرياضة جهوداً واضحة وملموسة في عملية دعم الشباب واحتضانهم ومنحهم الخيارات الإيجابية العديدة، من الإجحاف أن تقابل هذه الجهود التي تخدم شباب وأهالي أي منطقة بالتخريب والإفساد في الأرض.
التحية هنا لأعضاء نادي النويدرات وأهالي المنطقة لشجبهم هذه الأعمال، فهي قد عكرت عليهم فرحة افتتاح طال انتظاره لثلاث سنوات. وما نأمله بأن يحرص الناس على مثل هذه المنشآت التي لم توجد إلا خدمة لشباب هذا الوطن، وحفاظاً عليهم من الاحتواء الخاطئ.