لا جدوى من أن يجتر الإنسان المشكلة، «ويقعد يعلج فيها»، ولكن من المهم أن يحاول أن يجد الحلول المناسبة بشكل إيجابي، وأن يتعود على مواجهة المشاكل والخروج منها بأقل الخسائر، البحرين تمر بأزمة اقتصادية، كما بعض الدول في المنطقة، عوامل عدة جعلتنا نجتمع في دوامة واحدة - وإن شاء الله - نأمل بأن تستقر هذه الدوامة على أرض قوية صلبة، تقوينا وتقوي عزائمنا وقراراتنا، قد تكون الأيام القادمة هي الأصعب في تاريخ البحرين، إلا أن على الجميع مواجهة التحدي بأن «نكون أو لا نكون»، وأن نفكر بجدية تامة لإيجاد حلول تناسبنا لإنعاش اقتصادنا، خصوصاً فيما يتعلق بالسياحة، فمن منا لا يتمنى أن تكون بلاده وجهة المسافر للسياحة، ومن منا لا يتمنى أن تكون «ديرته» واضحة بإنجازاتها المتميزة على خارطة العالم، خصوصاً وأن مملكة البحرين عندها من المقومات لتكون هي وجهة كل مسافر، لما تملكه من حضارة عريقة ومواقع تاريخية عظيمة. ما يأتي من السياحة ليس بقليل سواء أن كانت سياحة ثقافية أو تاريخية أو ترفيهية وحتى التعليمية والصحية منها، مملكة البحرين تستقبل كل عام محبي سباق السيارات «الفورمولا 1»، من جميع أنحاء العالم، وتستقبل محبي الطائرات، في معرض الطيران، وتستقبل أيضاً محبي الثقافة، في ربيع الثقافة، جميعهم مشاريع راقية ولها محبيها، وندرك بأن في هذه المواسم ينتعش اقتصاد البحرين قليلاً، ولكن تحتاج البحرين أيضاً لمشاريع أكثر حتى تكون البحرين هدف كل سائح على مدار السنة، لربما ينقصنا التسويق لمهرجانات ومشاريع البحرين في الخارج خصوصاً في المنطقة، التسويق الخارجي مهم جداً ويحتاج إلى «نفس طويل» حتى تكون مملكة البحرين بالفعل وجهة المسافر. منظمو مهرجان «البحرين تتسوق» قاموا بتجربة جميلة وهي التسويق عن المهرجان وعن البحرين من خلال حملة إعلامية في المنطقة وهذا ما نحتاجه، «التخطيط المسبق للتسويق عن البحرين»، وشباب البحرين لا يقلون عزماً عن شباب أي دولة مجاورة، فهم يتمتعون بالإبداع والتفكير الإيجابي والتخطيط السليم، ولكنهم يحتاجون إلى فرص ذهبية للتسويق عن أفكارهم، البحرين بحاجة أيضاً إلى مبادرة من بعض الجهات لاغتنام الفرص أيام المهرجانات والاحتفاليات للتسويق عن البحرين والتسويق عن مؤسساتهم ولكن بصورة صحيحة. ما يميز بعض الدول التي تنتعش سنوياً اقتصادياً وسياحياً هو جدية المشروع الترفيهي، بمعنى، أين عين عذاري؟ أين الحديقة المائية؟ أين هي المشاريع الضخمة القوية التي تجذب المسافر؟ للأسف نسمع عن بعض المشاريع الترفيهية ولكن مثلما يقولون المشروع «وبيزات المشروع» تذهب مع الريح، أيضاً أين السياحة التعليمية؟ «لوّل» كانت البحرين وجهة طالب العلم، والآن أصبحت الدول المجاورة تشكك في شهادات بعض الجامعات، أليس استقطاب طلاب العلم نوع من أنواع السياحة التي تنعش الاقتصاد؟ أين الترويج لأطبائنا في البحرين؟ لماذا انعكس كل ذلك سلباً عليها في الوقت التي كانت البحرين وجهة المتعلم والمريض، نتطلع من أصحاب القرار إلى إعادة صياغة رؤية البحرين وصياغة استراتجيتها الاقتصادية والسياحية، لربما لو طرحت مسابقة لمن هم فوق سن 14 سنة لتطوير السياحة وإنعاش فرصة التعرف على آثار البحرين التاريخية والتراث البحريني، لحظيت الجهات المعنية بكثير من المشاركات ومن الأفكار والإبداع، مجرد فكرة والفكرة الواحدة تأتي بأفكار عديدة، هذا ما نطمح به، أن يساهم الجميع في إنعاش السياحة والاقتصاد في البحرين.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90