حينما ننظر للبحرين كبلد، له ولاؤنا ومن ترابه انتماؤنا، فإننا من الطبيعي سنفرح لأي فرح تعيشه بلادنا، والمقابل صحيح، سنحزن لأي شيء يوثر عليها سلباً.
هنا ندخل في شرح لمفهوم المواطنة وحقيقة الولاء الذي ينبع من داخل الفرد بلا شرط أو قيد، وبلا مصلحة ترتجى، فالوطنية لم تكن يوماً سلعة لها ثمن، بل على العكس هي الدافع للتضحية من أجل الوطن.
وعليه يخلط الأمور كثيراً من يرى وجوب لبس نظارة سوداء في كل حين فيما يتعلق بالوطن، من منطلق أن السلبيات الكثيرة موجودة، وأن حلولها مازالت لم تتحقق، ما يعني التسليم ولو ضمنياً بأن هذه هي الأوضاع ولن تتغير.
رغم الظروف الصعبة الحالية وتأثر بلادنا بها، ورغم الاضطرار لاتخاذ إجراءات صعبة أيضاً إزاءها، المواطن لم يكن مستعداً معها ولا متفقاً أو قابلاً بها، إلا أن النظرة للوطن لابد وأن تكون إيجابية ومتفائلة، وإلا فإننا لن نقدر حتى اللحظات التي نعيشها على ترابه، بل سيصعب علينا الاستمرار في الحياة، إذ سنعيش في المقابل داخل دوامة من الهموم.
كل شر فيه خير، أتذكر هذه الجملة، وأقرنها فوراً بما يجعلنا نؤمن أكثر بقدر الله وقوته وحكمة تدابيره، إذ لا تنسوا «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، والعكس صحيح.
بالتالي أعود للحديث عن بلادي حينما تفرح ويكسوها الجمال، وحينما تنجح في استقطاب أنظار العالم وتتميز في تنظيم الفعاليات والمحافل الكبيرة، إذ هذا النجاح مكسب بحد ذاته، مثلما حصل في معرض البحرين الدولي للطيران في نسخته الرابعة، والذي يأتي نتيجة جهد لا يمكن التقليل من شأنه وحجمه، إذ هو جهد يبين قدرة البحرين على التميز حتى في وقت الأزمات.
مثل هذه المعارض لها من المنافع الكثير بالتأكيد، وفي ظروفنا الحالية تركيزنا ينصب على العوائد الاقتصادية للبلد، إذ ما نقرؤه على صفحات الجرائد وما يصل مسامعنا من تصريحات للمسؤولين بشأن الحراك الاقتصادي الحاصل، يبين أن هناك منافع عادت على البحرين اقتصادياً من خلال ما شهده المعرض من صفقات وشراكات واتفاقيات، والتي بعضها إن لم تكن البحرين طرفاً فيها فإن لها نسبة كونها الدولة الراعية والحاضنة للحدث.
الآن لدينا جزئية يجب أن نحققها لنخلص إلى التأكيد على فائدة المعارض العالمية بالنسبة للبحرين، وكيف أن لها أثراً طيباً على مختلف الأصعدة، سواء السمعة العالمية أو مد جسور تعاون وخلق شراكات إيجابية، والأهم طبعاً دعم الاقتصاد.
وعليه فإن معرفة العوائد الرقمية لمثل هذه المهرجانات والمعارض والاستضافات العالمية مسألة هامة، لتصل الصورة بكاملها للمواطن، خاصة وأن البعض تدور على لسانه أسئلة بشأن ماهية النجاح المتحقق وأثره، بالتالي إيصال المعلومة له أمر هام، والتوضيح بشأن الفوائد والمكاسب أمر مطلوب.
كل مواطن اليوم عينه على البلد، يريد لها الخير الكثير، لأن خيرها لابد أن يعم ويطال المواطن نفسه، ويدعو للبحرين بأن تنجح في كل خطوة تخطوها في مجال الاستثمار ودعم الاقتصاد الوطني، إذ هو السبيل والطريق لمواجهة الأوضاع التي فرضتها علينا الظروف العالمية، بالتالي عززوا التفاؤل والإيجابية لدى الناس من خلال بيان النجاحات التي تتحقق، والتي من شأنها خلق انطباع إيجابي لديهم.
ولا ننسى هنا بأن المباركة واجبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله على النجاح والتقدير لجلالته على دعمه لهذه المهرجانات، وتشريفها بحضوره الشخصي لفعالياتها في رسالة واضحة على ضرورة دعم الحراك الاقتصادي في البلد.
وكذلك التقدير موصول للرجل رفيع الأخلاق سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة لجهوده وحسن إدارته لملف تنظيم هذا المعرض الدولي للمرة الرابعة، وكذلك لعشرات البحرينيين الذين عملوا على إنجاح الاستضافة كلا في موقعه وعبر المسؤولية الملقاة عليه.
* اتجاه معاكس:
بعض الأرقام التي نشرت في الصحافة بخصوص توقيع اتفاقيات وصفقات تحتاج لإيضاحات من قبل المسؤولين يزيل أي لبس أو شروحاً لتفصيل الأمور بشكل أدق، خاصة وأننا نتحدث عن أرقام كبيرة جداً في ظل التوجه الحالي للدولة لخفض النفقات والتقشف.
الوضوح والشفافية أفضل الطرق لمنع اللغط وإزالة اللبس والتوضيح للناس، وهذا الجانب هو ما نحتاج لتعزيزه بشدة اليوم في ظل الظروف الراهنة.