لاحظنا في الفترة الأخيرة جهود إدارة موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» في إغلاق الحسابات المخلة بالآداب العامة، وكل وسم «هاشتاق» منافٍ لأخلاقيات العمل بالإعلام الاجتماعي، حفاظاً على الهدف الأساس الذي وفرت من أجله «السوشيال ميديا» وتطورت. ورغم هذا الجهد الانستغرامي إلا أننا لا نزال نبحث عن قرارات صارمة لمحاربة الفساد الأخلاقي الإلكتروني على غرار ما يحدث من محاسبة للفساد الاقتصادي الإلكتروني كالابتزاز، فإذا كانت القوانين الحالية تكفل حرية الفكر والرأي طالما تعبر عن الشخص نفسه، فلابد من تغييرها أو تعديلها فيما يصب في مصلحة المجتمع ويمنع ابتزاز الأخلاق والتمرد على الدين والتمرد على القانون بحجة حرية الرأي.
على سبيل المثال، قضية الشذوذ الجنسي ذلك المرض الذي تحول إلى ظاهرة بشعة، سلبت اهتمام الناس على مختلف مشاربهم الدينية ومصنفاتهم الثقافية وطبقاتهم الاجتماعية، حيث أصبح هذا الاهتمام ذو اتجاهين بين الدفاع والهجوم، وبين مؤيد ومعارض. مما لاشك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع «انستغرام» - الموقع المجاني الأكثر استخداماً في العالم العربي - تعد الوسيلة الوحيدة التي سلطت الضوء ووجهت الانتباه لهؤلاء الشاذين والمتحولين، وكانت لهم المنفذ السهل لنشر فكرهم ونهجهم وزيادة متابعيهم بين مؤيد ومعارض، رغم أن «الانستغرام» يعمل بشكل يومي على إغلاق كل الحسابات المنافية للأخلاق العامة إلا أن هناك تزايداً في إنشاء حسابات جديدة لتلك الفئة، وكأنما الأمر تحدٍ لكل من يحاول إيقافهم ومنع نشر ثقافتهم.
وفي الوقت الذي كفل فيه الإعلام الجديد حرية النشر والاستخدام ووفر الخدمة المجانية لكافة الأشخاص، إلا أنه مع الأسف الشديد استهلاك تلك الفئة على وجه التحديد واستغلالهم له في نشر محتوياتهم المتمردة على القانون والتشريعات والعادات والتقاليد، جعلتهم تحت الأضواء كالمشاهير، وجلبت لهم متابعين بأعداد كبيرة لحساباتهم، فكان هناك جهة تدافع عن حرية فكرهم ولربما تلتمس لهم أعذاراً لم يكفلها لا دين ولا قانون، وقسم آخر يهاجمهم من خلال كتابة تعليقات لهم غير مأخوذة بعين الاعتبار من قبلهم. وبين الطرفين، هناك المراهقون الذين سرعان ما يتأثرون وينجرفون وراء مجتمع افتراضي خلقه شخص مريض ليبرر بمختلف الطرق فكراً عقيماً وثقافة منحطة.
أما على الصعيد الشخصي للأفراد مستخدمي مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، فلابد من الإلمام بأخلاقيات العمل والاستخدام لتلك الشبكات، ولابد من احترام الذات وعدم تعريضها للخطر سواء من خلال الترويج لأفكار وأفعال مخلة بالآداب والأخلاق أو من خلال تعريضها لمتابعة ومشاهدة ما لا يليق ومبتز للنفس البشرية التي حصنها الدين قبل أي شيء آخر من الخطيئة، فالنفس أماره بالسوء ما لم يتمسك الإنسان بالأخلاقيات ويحفظها من كل سوء.