خلوني أقولها بصراحة، بعض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أصبحت مثل جحا ومسماره، ومسمار جحا للذين لا يعرفون القصة الطريفة بمغزاها العظيم، هو أن «جحا باع بيته لآخر ما عدا مسمار جده المعلق في وسط البيت، واشترط جحا على البائع بأن يكون له الحق في أن يزور المسمار متى شاء، حتى يطمئن جحا على المسمار، و«علشان» المسمار، كان جحا يزور بيت الرجل صباحاً ومساء، خصوصاً في أوقات الطعام بهدف مشاركة أهل البيت طعامهم وشرابهم، «المهم» صاحب البيت طفش من تطفل جحا اليومي على بيته وعدم احترام خصوصية أهل البيت حتى في أوقات الطعام بسبب مسماره وترك له البيت بالمسمار يزوره متى يشاء».
بعض المنظمات الدولية للأسف أصبحت مثل جحا تتطفل على وطننا العربي بحجة المسمار، وتراقبنا وتتنهك خصوصيتنا العربية والإسلامية، وتخلط الأوراق فيما يتعلق بعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا العربية، باسم حقوق الإنسان، وبرغم توقيع الاتفاقيات والمعاهدات والإعلانات والقرارت الدولية، وفي ظل وجود القوانين التي تنظم وتبني الأمم، إلا أن لا ضمانات من هذا كله لحفظ حقوق الإنسان بمفهومه الأخلاقي وقدسيته الأزلية، ولو كانت للاتفاقيات عدالة منصفة، وفي المعاهدات كلمة شرف، لما سمحت لبعض الدول أن تنشر الشر والإرهاب في الأقطار العربية، ولكان أول ثمار هذه القرارات الدولية إعادة فلسطين المغتصبة إلى أهلها، ولكان أول البنود في حفظ الحقوق، حق الأحواز في الاستقلال عن إيران وجعل الإقليم ذات سيادة وكيان يتمتع أهله بحقوقهم في اعتناق المذهب واللغة، ولحفظت تلك المبادئ الدولية أبسط مبادئ حقوق الإنسان في العيش الكريم وحفظت كرامة أهل العراق، ولنصرت تلك القوانين حقوق سوريا في الحياة بعدما طوقها إرهاب نظام بشار الأسد وإرهاب الميليشيات الشيطانية، وحاصر أهلها الجوع والموت والخوف من كل مكان، ولكان أهل اليمن السعيد، ينعمون بخيرات البلاد بعد التدنيس من قبل ميليشيات المتمردين الحوثيين وأنصارهم «حزب الله»، ولو كانت تلك المعاهدات والقوانين والقرارات تنظر بعين الحق لشاهدت حقيقة البحرين في مبادراتها الكثيرة ومساعيها في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، ولدافعت عن البحرين بعيداً عن حقوق مسيسة واتفاقيات مكشوفة باسم حقوق الإنسان.
نحن لسنا بحاجة إلى من يعلمنا حقوق الإنسان، فالدين الإسلامي كمعظم الديانات المختلفة يدعو للسلام والحفاظ على حقوق الإنسان، وقد تضمنت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول حقوق الإنسان منها حرية التعبير وحرية الاعتقاد وحفظ كرامة الإنسان وحق الحياة وحق العدالة وغيرها كثير، ذلك لأن القرآن لكريم وسنة رسول الله هما المنهجان اللذان يسيران المسلم إلى الدرب الصحيح والذي من خلالهما تصان حقوقه وحقوق الآخرين، حقوقنا المختلفة ليست بمسمار جحا وليست بالبضاعة التي تفرش في كل محفل، هذا المسمار لا يخدمنا بل يخدم الأجندات المسيسة باسم الحقوق والحريات، فانتهاكات بعض الدول في أنها تتطاول على حقوقنا في كل جانب، فمسمار جحا يكيل بمكيالين وينظر بعين واحدة.
يمكن الخطأ الذي عمله مالك البيت في قصة جحا والمسمار بأنه طفش وترك البيت والمسمار لجحا، ولكن دورنا اليوم ألا نترك البيت بحجة المسمار، أظن أنه آن الأوان أن ينزع المسمار ويعطى لجحا حتى يعلقه في بيته، فبيته بحاجة إلى مسامير يسد بهم ثقوب جدرانه!!