يرافق التوتر السياسي والأمني هذه الأيام انخفاض في سعر النفط، رغم أن العادة جرت أن الصراعات تدفع بسعر النفط للارتفاع، مما يجرنا في الخليج العربي إلى إشكالية غاية في التعقيد، فقد تدنى النفط تحت 30 دولاراً فتبنت السعودية، أكبر اقتصاد في الخليج، تدابير تقشف مما ينبئ بانكماش اقتصادي. هنا يأتي التساؤل ما هي انعكاسات هذا الانخفاض على منطقة تشهد صراعات مذهبية دامية ويعصف بها الإرهاب بحركة تتسارع بوتائر دراميةٍ دامية؟ تتمثل الإشكالية في تعدد مصادر النفط، فطلب اليوم لم يعد يستطيع أن يواكب العرض، وسيزداد الانخفاض مع انفتاح إيران الاقتصادي التي بصدد إنتاج نصف مليون برميل يومياً، والتي هي متعطشة للأموال لضخها في اقتصادها المهترئ، بسبب العقوبات، بغض النظر عن السعر المتداول. وبالرغم من أن انخفاض سعر النفط يمكن ألا يؤثر على قابلية الدولة للإنتاج ولكنه بالتأكيد سيؤثر على قابلية الشركات للاستثمار في المشاريع التي طرحتها الحكومة والتي تبلغ قيمتها مائة مليار دولار. فانخفاض سعر النفط يقلل من ربحية الاستثمارات، كما إن انفتاح إيران مازال هشاً وهناك دائماً احتمال أن يعاد فرض عقوبات أخرى على إيران، تلك العوامل تقلل من جهوزية الشركات الأجنبية للاستثمار فيها، ربما هذا سيدفع إيران إلى التصرف بحذر في المنطقة بشكل يجنبها أية عقوبات محتملة حتى تبني ثقة لدى المستثمرين، فهي تعلم أن من يطلب الزيادة دون تروي يقع في النقصان.
أما بالنسبة لروسيا فانخفاض سعر النفط يمثل فاجعة لها خاصة مع تزامن العقوبات وانخفاض عملتها مما سيرغم الحكومة على خفض الإنفاق وهنا يمكن للتعثر الاقتصادي أن يكون وسيلة ضغط على روسيا للتفاوض بالنسبة لسوريا. فدخولها الحرب لم يكن لإنقاذ بشار الأسد بقدر ما لإثبات نفسها كقوة عظمى. وقد نشرت صحيفة «الفايننشيال تايمز» الأمريكية في 22 يناير الحالي أن روسيا طلبت من الأسد الرحيل ولكن الأخير رفض. وبالرغم إن الكرملين نفى المعلومة فإنه يمكن أن تكون مثل تلك التسريبات للصحافة نوعاً من التلويح بقابلية روسيا للتفاوض على موضوع سوريا.
الانخفاض الحالي في أسعار النفط من الممكن أن تكون له انعكاسات إيجابية بعد عامين لأن انخفاض سعر النفط اليوم يقتل الجدوى الاقتصادية من استخراج النفط الصخري وهذه صناعة في بدايتها. لذلك فهبوط اليوم يمكن أن يلغي مصدراً بديلاً للنفط ويؤمن بذلك أسعاراً أعلى في المستقبل مما سيدفع بالعجلة الاقتصادية. كما إن لدول الخليج احتياطات تمكنها من تحمل الأسعار متدنية لأعوام عدة، و لكن تلك الأسعار ستؤثر بشكل كبير بالدول المحيطة كالعراق واليمن. ويعني ذلك تقليل فرص العمل وازدياد الفقر وتعميق حدة التوتر الأمني مما سيسهل على الإرهابيين استقطاب الشباب. لذلك وبالرغم من أن انخفاض سعر النفط يمكن أن يكون له آثار إيجابية في المدى المتوسط ولكنه سيزيد من تخبط المنطقة في العامين القادمين. فميراثنا كدول من العالم الثالث لايزال ثقيلاً.
{{ article.visit_count }}
أما بالنسبة لروسيا فانخفاض سعر النفط يمثل فاجعة لها خاصة مع تزامن العقوبات وانخفاض عملتها مما سيرغم الحكومة على خفض الإنفاق وهنا يمكن للتعثر الاقتصادي أن يكون وسيلة ضغط على روسيا للتفاوض بالنسبة لسوريا. فدخولها الحرب لم يكن لإنقاذ بشار الأسد بقدر ما لإثبات نفسها كقوة عظمى. وقد نشرت صحيفة «الفايننشيال تايمز» الأمريكية في 22 يناير الحالي أن روسيا طلبت من الأسد الرحيل ولكن الأخير رفض. وبالرغم إن الكرملين نفى المعلومة فإنه يمكن أن تكون مثل تلك التسريبات للصحافة نوعاً من التلويح بقابلية روسيا للتفاوض على موضوع سوريا.
الانخفاض الحالي في أسعار النفط من الممكن أن تكون له انعكاسات إيجابية بعد عامين لأن انخفاض سعر النفط اليوم يقتل الجدوى الاقتصادية من استخراج النفط الصخري وهذه صناعة في بدايتها. لذلك فهبوط اليوم يمكن أن يلغي مصدراً بديلاً للنفط ويؤمن بذلك أسعاراً أعلى في المستقبل مما سيدفع بالعجلة الاقتصادية. كما إن لدول الخليج احتياطات تمكنها من تحمل الأسعار متدنية لأعوام عدة، و لكن تلك الأسعار ستؤثر بشكل كبير بالدول المحيطة كالعراق واليمن. ويعني ذلك تقليل فرص العمل وازدياد الفقر وتعميق حدة التوتر الأمني مما سيسهل على الإرهابيين استقطاب الشباب. لذلك وبالرغم من أن انخفاض سعر النفط يمكن أن يكون له آثار إيجابية في المدى المتوسط ولكنه سيزيد من تخبط المنطقة في العامين القادمين. فميراثنا كدول من العالم الثالث لايزال ثقيلاً.