سجلت النسخة السابعة عشر لبطولة الأمم الآسيوية لكرة اليد للرجال التي احتضنتها مملكة البحرين خلال الأسبوعين الماضيين نجاحاً تاريخياً مميزاً سواء على صعيد التنظيم والاستضافة أو على الصعيد الفني والجماهيري، وكنا نمني النفس برعاية تجارية تليق بحجم البطولة وتواكب هذا التنظيم الرائع، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
البطولة نالت تقدير «امتياز مع درجة الشرف» بشهادة قادة اللعبة في العالم وفي القارة الصفراء ممن شاهدوا فصولها المثيرة على أرض الواقع أو ممن تابعوها تلفزيونياً على القنوات الفضائية وهذه الشهادة في حد ذاتها تعد بطولة مستحقة للجنة المنظمة العليا للبطولة وللاتحاد البحريني لكرة اليد المدعوم من اللجنة الأولمبية البحرينية.
يكفي أن كرة اليد الخليجية حجزت ثلاثة مقاعد من أصل المقاعد الآسيوية الأربعة في نهائيات بطولة العالم التي ستقام العام القادم في فرنسا وهي منتخبات قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية، ويكفي أن «رجالنا» استحقوا البطاقة المونديالية للمرة الثالثة على التوالي الأمر الذي يؤكد علو كعب اليد الخليجية عامة والبحرينية خاصة وهذه كلها دلائل واقعية على نجاح البطولة..
ليس هذا فحسب بل أن مستوى الأداء المتقدم الذي ظهر به منتخبنا الوطني في هذه النسخة يبعث على الأمل والتفاؤل والاطمئنان بمستقبل كرة اليد البحرينية وأن هذا الفريق بإمكانه أن يذهب إلى أبعد مما كان عليه في النسخ الماضية من البطولة العالمية إذا ما وضع له برنامجاً إعدادياً متكاملاً يؤمن له المزيد من الخبرة العالمية والاحتكاك الدولي وهذا ما يستوجب أن يعمل عليه اتحاد اللعبة بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الأولمبية مع ضرورة أن يكون للقطاع الخاص إسهامات وطنية لدعم إعداد هذا الفريق للمشاركة العالمية.
وإذا كان أداء منتخبنا عنواناً عريضاً لنجاح هذه البطولة فإن «المانشيت» الرئيس لهذا النجاح هو ذلك الحضور الجماهيري الحاشد والمميز الذي أبهر كل المراقبين والمتتبعين لأحداث البطولة وشكل العلامة الفارقة لهذا الحدث القاري، بل إنه شكل العنصر الرئيس لتفوق منتخبنا الوطني في المباريات الحاسمة أمام إيران والسعودية واليابان وكان عنصراً مؤثراً جداً في المباراة النهائية أمام المنتخب «العالمي» القطري حامل اللقب والتي كان فيها «الأحمر» نداً شرساً للعنابي وكان بالإمكان أفضل مما كان لولا إرهاق الدقائق الأخيرة التي تفوقت فيها الخبرة «العالمية» القطرية وحسمت اللقاء بفارق خمسة أهداف..
لا نجد ما نقوله للمنظمين والإداريين واللاعبين والجماهير الذين تكاتفت جهودهم وأثمرت عن هذا النجاح المميز سوى «كفيتو ووفيتو»..