ما تقوم به مجموعة الانقلاب على الدستور والميثاق خارج البحرين من تحريض للرأي العام في المجتمع الدولي ومن تحشيد دولي ضد مملكة البحرين مازال متواصلاً منذ أعوام تسبق2011، منذ عام 1996 لم يتوقف، فهذا ميدانها الرئيس مع حلفائها وتقاطعت مصالحهما معاً لإسقاط الدول الخليجية في فوضاها الخلاقة، فلا تقفوا عند حديثهم لنا في الداخل، بل انظروا لحراكهم في الخارج، هنا الوجه الحقيقي الذي يجب أن ننظر له وليس خطابهم الداخلي، وعلى أساس هذا الوجه الحقيقي يجب علينا أن نضع استراتيجية التعاطي معهم.
حين ضيقت الحكومة البريطانية على حراك هذه المجموعة بعد أن ثبتت علاقتهم بالإرهاب وبالتمويل الإيراني، نقلت المجموعة نشاطها إلى واشنطن ونيويورك بمساعدة اللوبي الإيراني ولم يعد التركيز على بريطانيا فقط، إضافة إلى عواصم القرار الدولي في أوروبا كجنيف وبروكسل، تنشط هذه المجموعة نشاطاً نوعياً خطيراً يفوق في خطورته ما كانت تقوم به في بريطانيا، ويركز على الإعلام الأمريكي الآن ومن يتابع عن قرب الهجمة الممنهجة في الإعلام الأمريكي ضد البحرين يرى أن اللوبي الإيراني الذي نجح في تمرير الاتفاق النووي هو من يساعد المجموعة الانقلابية الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، إذاً هذا هو الحراك الأصلي الحراك الحقيقي الحراك الذي يجب أن نضع استراتيجيتنا للتعامل مع هذه المجموعة على أساسه، لا على خطابها المحلي والداخلي والمدغدغ للعواطف والضارب على وتر التسامح والنسيان، كيف ننسى ومازالت معاولكم تضرب في ظهورنا حتى اللحظة؟
ساذج من يعتقد أن مجموعة الداخل تنفصم عن المجموعة التي تتحرك في واشنطن ونيويورك وبروكسل وجنيف وبريطانيا، ساذج من يعتقد أن مجموعة الداخل توقفت عن الاتصال بالسفراء وتحريضهم على البحرين، حتى مجموعة الداخل، خطابها للعامة شيء وخطابها وحراكها مع السفراء شيء آخر، ما يقولونه لسفراء الغرب غير ما يقولونه للشارع البحريني ولبعض أصحاب القرار الذين مازالوا يأملون في هذه المجموعة خير.
مشاريع الوحدة الوطنية ومشاريع اللحمة الوطنية ومشاريع التصالح وغيرها من مشاريع «عفا الله عما سلف» يجب أن تتواصل في البحرين لا تتوقف، ولكن يجب أن تكون بمعزل عن هذه المجموعة الخطرة تحديداً والتي مازالت حتى اللحظة متمسكة بموقفها من الاتكال على الخارج وتحريضه على البحرين، وما الحملة والهجمة الإعلامية والبرلمانية والمنظماتية التي جرت في الآونة الأخيرة إلا بفضل حراك كوادر هذه المجموعة في العواصم الغربية، فكيف يفصل من يصدق هؤلاء ويمد لهم يده بين هذا الحراك وبينهم؟
مجموعة حسين عبدالله في الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بالوفاق قلباً وقالباً وهي من يحرك ملفات المجموعة في أمريكا وحسين عبدالله هو مؤسس منظمة «الأمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين» ومديرها التنفيذي ولديه الجنسية الأمريكية. قاد حسين، بصفته مديراً تنفيذياً، حراك المنظمة المشبوه للتأكيد أن سياسات الولايات المتحدة تدعم حركة ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، وعلاقته باللوبي الإيراني قوية ويمولون حراكه بالدفع لذات الشركة التي تقدم لهم خدماتها، ويعمل حسين كذلك مع أعضاء من الكونجرس الأمريكي للتأكيد على أن تصل أصواتهم إلى مسؤولي الحكومة الأمريكية والرأي العام الأمريكي الأوسع، ومن الذي يعمل معه جنباً إلى جنب؟ إنه الوفاقي مطر إبراهيم مطر الذي كان في عام 2011 المتحدث غير الرسمي لائتلاف 14 فبراير، غادر البحرين إلى الولايات المتحدة ومنحه مشروع منظمة الشرق الأوسط للديمقراطية هناك «جائزة القادة الديمقراطيين» في العام 2012، وهما مع مجموعة أخرى يقفون وراء الحملة الممنهجة والمنظمة والممولة التي نراها في الصحف الأمريكية ضد البحرين!!
السؤال الأزلي الذي نطرحه منذ 2011 إلى الآن ماذا أعددتم لمواجهة هذه المجموعات في العواصم الأوروبية والعاصمة الأمريكية؟ الجواب لا شيء، الجواب محبط ليس لأننا لم نعد شيئاً فحسب، بل لأن منا من يميل لتصديق أن مجموعة الداخل بجمعيتها السياسية بصحيفتها بنقاباتها بأفرادها ليس لها علاقة بمجموعة الخارج ... الصبر من عندك يا رب.