كشفت إدارة الأوقاف الجعفرية عن إطلاق سلسلة مجمعات استثمارية شعبية تحمل مسمى "وقف بلازا" في مختلف محافظات المملكة لاستثمار الأراضي الوقفية في خلق فرص عمل للشباب واحتضان المهن الحرفية الشعبية وتعزيز التنمية الحضرية وإحياء الموروث التاريخي والحرفي والثقافي في مختلف مناطق البحرين، فضلاً عن تنشيط السياحة العائلية بما يسهم في تنمية إيرادات الوقف بعوائد مجزية بالإضافة إلى المساهمة في تنمية المجتمع.
وسيكون مشروع مجمع "أسواق الخميس" الشعبي أولى هذه المشروعات المدرجة على هذه الخطة، ويهدف المشروع إلى إحياء سوق الخميس التاريخي في المساحة المجاورة للمسجد الأثري الذي سيحيي منطقة الخميس، إذ من المؤمل أن يتحول المشروع بحلته الجميلة إلى موقع جذب سياحي عالمي.
وبهذه المناسبة أعلن رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن آل عصفور "أن الأوقاف الجعفرية وضمن استراتيجيتها المستدامة على المدى البعيد تبنى مجلس الأوقاف مشروع إحياء الحرف القديمة لخلق معالم تراثية تعيد مجد الموروثات الحضارية التي تتميز بها البحرين بشكل منظم وضمن استراتيجية مستقبلية تسهم في خلق وظائف وفرص عمل جديدة للعاطلين وتكون رقماً مؤثراً في الاقتصاد الوطني، وتأسيس مراكز جذب سياحي عائلي للداخل والخارج بما يسهم في تنمية الوقف وأن تكون الأوقاف أداة فاعلة في تنمية المجتمع".
وأفصح رئيس الأوقاف الجعفرية أنه تم التواصل مع سعادة وزير العمل السيد جميل بن محمد علي حميدان الذي أبدى استعداده للدخول بقوة لعقد اجتماع على اعلى المستويات مع وزارة الثقافة وتمكين لرفع توصيات الى مجلس الوزراء الموقر لاعتمادها ضمن رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
كما تم الإتفاق مع معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة مي بنت محمّد آل خليفة على تكوين مسار ثقافيّ تنمويّ وعمرانيّ، يتّصل فيه مسجد الخميس التاريخي بمدرسة الخميس والمعروفة باسم مدرسة المباركة العلويّة ويشمل المسار في اتّصاله بالمكوّنات المكانيّة كلاً من عين بو زيدان والمزارع المحيطة بهذه المنطقة.
وسيتضمن مشروع مجمع "أسواق الخميس الشعبي" العديد من المحلات التجارية على الطراز القديم بالإضافة إلى مطاعم شعبية ، ومحلات لعرض مقتنيات الأسر المنتجة والمشغولات اليدوية، وذلك إلى جانب تخصيص مشاغل للحرف اليدوية التقليدية، واستراحاتٍ عائلية ومرافقَ للخدمات الأخرى، وساحة مفتوحة للمعارض والفعاليات".
وأضاف رئيس الأوقاف الجعفرية قائلاً:" يقع مشروع مجمع سوق الخميس في الموقع التاريخي لسوق الخميس التاريخية، حيث احترف سكان البلاد القديم الفلاحة وبيع اللؤلؤ كما تشير المصادر التاريخية، كما كانت البلاد مركزا ماليا واداريا للبحرين، ولها ميناء يقع على خليج توبلي او خليج "القاب" تشحن منه التمور، وتفرغ منه المراكب الشرعية الصغيرة حمولتها على رصيف مبني من الحجارة، وكانت منارتا (مسجد الخميس) تقومان بمهمة ارشاد السفن المتوجهة نحو هذا الميناء".
وقد كان لسوق الخميس أثر واضح على الحراك الاقتصادي واستثمار رؤوس الاموال، فقد كانت هذه السوق موئلاً للباعة والتجار تتوافد عليه من كل انحاء البحرين، فالسوق كانت تمتد من (عين أبوزيدان) غرباً الى موضع مدرسة الخميس حاليا شرقا، وهو مقسم الى اسواق بحيث ان كل سوق مخصص لسلعة معينة فعلى سبيل المثال: سوق البقالة، سوق السماكين (بيع الاسماك)، سوق بيع اللحوم والقصابة، سوق المحاصيل الزراعية، سوق الحلوى، وسوق لبيع الحمير والمواشي.وإلى جانب "الفرشات" او "البسطات"- وهي في الغالب- محال بيع مؤقتة، فهناك الدكاكين والمحلات التجارية التي بني بعضها بالطين والحجارة، والمقاهي الشعبية التي كان يتجمع فيها الوجهاء والأعيان.
وكانت الأسواق تقام حول (مشهد الخميس) بشكل دائم ليشتري الناس لوازمهم المنزلية، وأهم الاسواق سوق الخميس الذي يقام امام مشهد الخميس في يوم الخميس من كل اسبوع، حيث يقصده الناس من العاصمة والمناطق المجاورة لبيع منتجاتهم من شروق الشمس الى العصر، ويعرض الباعة منتجات البحرين من مواد غذائية وملابس وطيور وحيوانات وعطور وبخور وأثاث، ويقصد هذا السوق من جميع انحاء البحرين، كما يقصده الناس للترفيه عن النفس.
أما مشروع مجمع أسواق "المدينة الشمالية" الشعبي سيكون الثاني ضمن سلسلة مشاريع (أوقاف بلازا).وكشف رئيس الأوقاف الجعفرية عن وجود مستثمر لمشروع أسواق المدينة الشمالية الذي ستلحق به منطقة خدمات تحمل اسم (المحطة الكبرى) على غرار المحطة الكبرى في دبي لتصنيع (ويلات) السيارت حسب الطلب، بالإضافة الى مشروع (كاربر فايبر) لتلبية الطلب على تطوير موديلات السيارات في الشكل الداخلي والخارجي على حدٍ سواء، وذلك للمرة الأولى على مستوى البحرين.