بكل قوة نشد على يدي وزير الداخلية الرجل القوي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لما قاله عبر خطابه الوطني يوم أمس، والذي أراه خطاباً يمثل كل بحريني مخلص لتراب البحرين الغالية، مبايعاً النظام الشرعي بقيادة جلالة الملك حفظه الله.
كلمة قوية هي امتداد للكلمات القوية التي اعتدنا سماعها من رجال البحرين المخلصين، بالأخص وزير الداخلية، وهي المسألة التي أكدنا ضرورة وجودها في المسؤولين حينما أشرنا قبل أيام لـ «ظاهرة» عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الذي أثبت أنه امتداد للرجل القوي الأمير سعود الفيصل رحمه الله، ونحسب وزير الداخلية البحريني معهم في خانة الرجال الأقوياء الثابتين على الخط الوطني، غير المهادنين بشأن أمن البحرين وسلامة أهلها.
نؤيد كل المضامين التي تطرقت لها الكلمة القوية، ونؤكد بالفعل على أن المخطط الانقلابي الإيراني الذي استهدف البحرين قبل خمس سنوات قد فشل فشلاً ذريعاً، ومعه تساقطت أقنعة كثير من العملاء، والكارهين للبحرين ونظامها وشعبها المخلص.
وضع النقاط على الحروف، مسألة هامة في تشخيص أي حالة تستهدف الوطن، وعليه فإن الاستمرار في إيراد وصف «السلمية» من قبل من وقفوا على منصة الانقلاب رافعين وقابلين لشعار إسقاط النظام، ما هي إلا «هرطقة» لا ينبغي السكوت عنها أو تمريرها.
الجمعيات التي تحاول المزايدة على البحرين ونظامها وأهلها المخلصين، عليها أن تلتزم الصمت، فهي التي حاولت الانقلاب على كل شيء، هي التي «فشلت» و«انفضحت» في شأن محاولة التنصل من ارتباطها بإيران وبأهدافها الاحتلالية المريضة التي تستهدف البحرين.
أعمال الإرهاب وقتل رجال الأمن الذين سقط منهم 17 شهيداً ومعهم آلاف الجرحى، أعمال تبررها الجمعيات المؤدلجة التابعة لـ «الولي الفقيه» أو التابعة لأتباعه، على أنها وسائل سلمية وحرية تعبير، وفي هذا التبرير «قبح» و«عهر» سياسي تعودناه ممن يقتل القتيل ويمشي في جنازته، ممن يقول «إسقاط» ثم يتباكى خائفا ويقول قلت «إصلاح»، ممن يقول للمخلصين للبحرين «اخرجوا منها» ثم يلبس لباس الحمل الوديع ويقول «نحن مع التعايش».
الإرهاب لا تقبله البحرين ولن تتعايش معه، ولن تتعايش مع ممارسيه ومؤيديه، والفضل بإذن الله للمخلصين من أبناء هذه البلد الطيبة، ولأجهزة الأمن الساهرة على أمن البحرين، المتصدية لكل محاولات التغلغل المريض والعبث السقيم.
هؤلاء لابد وأن يكونوا أمام القانون إن استمروا في أفعالهم وفي مخططاتهم واستهدافهم للبحرين، ولابد ألا تأخذنا في الحق لومة لائم، كما قال وزير الداخلية، فمن يعمل ضد البلد من الاستحالة أن نعتبره جزءا منها، من الاستحالة أن «نخدع» أنفسنا ونقول إننا «سنتعايش معه».
من الاستحالة أن أتعايش مع من باع البحرين وطني وأساء لملكي ولقيادتها من أجل إرضاء إيران الكارهة ولتنفيذ مخططاتها وأجندتها، من الاستحالة أن أضع يدي في يد عملاء قالوا للمخلصين «ارحلوا»، بل ارحلوا أنتم لإيران ومن يدعمكم.
وكلمة إشادة مستحقة نوجهها لوزير الداخلية حينما قال بشكل صريح وواضح بأن من يخون بلاده ويعمل ضدها لا يمكن القبول بأن يتم توليتهم مناصب أو يدخلون في سلك العسكر والداخلية، والأحق بذلك، الأحق بأن يكون قرب القيادة والعاملين في قطاعات البلد هم الرجال المخلصون لها، الوطنيون الذين لا يرخصون بذرة تراب من أرضها.
لا يغرنكم تلونهم، لا يغرنكم تبدل خطابهم وكلماتهم وما يخطون، ولا يغرنكم وضع «المسكنة» ولبس رداء الوطنية مجددا، والله ما حصل ذلك إلا حينما أبرزت البحرين قوتها، إلا حين طفح الكيل وصار من اللازم تطبيق القانون ووقف العبث.
هؤلاء لا يهدئون، بل يعملون من تحت الرماد، يخططون، يتمسكنون حتى يتمكنون، اليوم يستميتون في نفي ما فعلوه، في إخفاء النوايا الحقيقية، ويتهمون من يفضحهم ويتصدى لهم بأنه «مؤزم» ويريد الإضرار بالوحدة الوطنية وإشعال الطائفية. لكن والله لو عادت الأيام لما حصل قبل خمسة أعوام، لما ترددوا في النهوض مجدداً، والقيام بنفس ما قاموا به، العميل يظل عميلاً، والخائن يظل خائناً وكارهاً الوطن من الاستحالة أن يتعلم حبه.
اللهم احفظ البحرين من كيدهم وشر مخططاتهم، وأنعم علينا برجالات أقوياء لا يلتوي الخطاب لديهم، ولا يأخذهم التردد في الرد على هؤلاء ومن فوقهم.
كلام وزير الداخلية يمثلني ويمثل كل مواطن مخلص محب لبلاده وقيادته، فشكراً للشيخ راشد.
* اتجاه معاكس:
التهنئة واجبة لأسد البحرين الأمير الوالد خليفة بن سلمان على استمرار عمليات التقدير الدولية لجهوده في المجالات الإنسانية وبناء المجتمعات، والتي تأتي لتثبت وتؤكد على مكانة سمو رئيس الوزراء في المجتمع الدولي كقامة إدارية رفيعة المستوى، وكسياسي محنك له من التجارب الغنية والإنجازات العديدة المؤثرة ما يضعه في مراتب متقدمة في مجال التنمية البشرية.
مبروك لرمز الثبات وأمير المخلصين خليفة بن سلمان، أطال الله في عمره وحفظه من كل سوء.