تشرفت مؤخراً بمقابلة سيدي صاحب الجلالة ملك البحرين المفدى بعد إصداري كتاب «سم طال عمرك» وهو كتاب يوثق قواعد الإتيكيت والبروتوكول المحلية والخليجية.
إن لقائي بجلالته حفظه الله، يعد بمثابة وسام فخر وعزة، وكيف لا؟! وهو ملك القلوب، وملك الجميع.
ولأن في حضرة وهيبة جلالته قد لا تنصاع لي الكلمات كما اعتدت، قررت أن يكون مقالي هذا رسالة إلى جلالته، لعلي أستطع أن أوصف لجلالته ما لم أتمكن من قوله في حضرة جلالته حين ذاك.
سيدي صاحب الجلالة، عندما علمت بأنني سأحظى بشرف مقابلة جلالتكم، غمرتني السعادة، لا أتحدث هنا عن السعادة العادية التي من الممكن أن أشعر بها نتيجة أي مؤثر، بل هي سعادة خاصة، هي سعادة ممزوجة بالفخر والاعتزاز والتقدير والكثير الكثير من الهيبة. فلحضوركم يا صاحب الجلالة هيبة لا يستطيع أن يتحدث عنها إلا من حظي بشرف مقابلة جلالتكم.
وعندما حان موعد اللقاء كنت قبلها قد أعددت سطوراً، وحفظتها عن ظهر قلب، وتدربت عليها لكي أرتجلها أمام جلالتكم، ولكن وما إن تشرفت برؤية جلالتكم هربت مني كل الكلمات وتلاشت، لدرجة أنني حاولت أن أسترجع حروف الهجاء العربية لعلي أستطيع أن أتدبر الموقف وأصيغ جملاً جديدة لأتشرف بإهدائكم إياها، ولكن هيبة حضوركم جلالة الملك جعلتني أتوسل الكلمات لكي ترضخ لي وتعبر عن عظيم تقديري وامتناني بمقابلة سموكم لإهدائكم كتابي المتواضع، وأتمنى أن أكون وفقت بذلك.
وعندما بدأت أسمع كلمات الإطراء والإشادة بمجهودي من جلالتكم تمنيت لو أن الدقائق تقف ولا تتحرك، كانت كلمات جلالتكم لي بمثابة خطة العمل التي يجب أن أنتهجها وأواصل فيها، لربما لا تعلم يا جلالة الملك حجم الفخر والتقدير الذي شعرت به ولكنه شعور كبير يصعب على قلمي وصفه بكلمة مناسبة.
ولمن يهمه الأمر من المهتمين بالكتابة والبحث العلمي فاني ومن خلال هذا المقال أنقل لكم وصايا جلالة الملك لي، وهي رسالة لكل أبنائه من المهتمين بالجانب العلمي والأدبي والإنتاج الفكري، حيث أوصاني سيدي صاحب الجلالة بمواصلة الكتابة والتدوين لكي لا يعبث بإرثنا وثقافتنا التشويه أو التزوير، ولكي نثري مكتباتنا الوطنية بكتب ومؤلفات خطت بأيدٍ بحرينية مخلصة، ونتاج فكري يخدم المجتمع البحريني.
كما أوصاني جلالته بمواصلة العمل والجهد من أجل خدمة «الوطن»، وأوصاني بأن أسخر قلمي الصحافي لخدمة المجتمع البحريني وتنوير الرأي العام.
كانت كلمات جلالته وتوجيهاته ليست لي فقط بل شعرت بأنه يحملني مسؤولية إيصالها لكل شباب البحرين المجد والمجتهد، والذي يسعى بالفعل لخدمة الوطن.
سيدي صاحب الجلالة كان لقائي بجلالتكم شرفاً عظيماً يتطلع إليه كل الشباب البحريني المخلص، وكما كتب سابقاً «كلنا نحلم بلقاء جلالتكم»، فكل شعبك يتطلع إلى شرف اللقاء بكم، وإلى شرف السلام على جلالتكم، ليعبر لكم عن حبه واعتزازه وفخره بكم يا ملك القلوب.
فدمت لنا يا ملك القلوب ملكا عزيزاً شامخاً تقود مسيرة النهضة والتطوير.. وسم طال عمرك.