الأمير سعود الفيصل رحمه الله وأسكنه واسع رحمته، أسد من أسود هذه الأمة العربية، فقد كان سلاحه قوة الكلمة وقوة الحجة، لم يخف من قول الحق في حياته أبداً، فخاف منه الكثيرون باختلاف مراكزهم القيادية، كان الرئيس والوزير والقائد يحسب له ألف حساب، لأنه رحمه الله لا يتلون ولا تغريه المناصب، جميل من مملكة البحرين أن تجسد عرفانها للأمير سعود الفيصل رحمه الله لمواقفه الشجاعة مع حكومة وشعب البحرين، فإطلاق شارع باسم الأمير سعود الفيصل تعبير بسيط لمحبة صادقة من قيادة وشعب البحرين له، جعل الله قبر الأمير سعود الفيصل روضة من رياض الجنة، وجعله في عليين، آمين.
علاقة مملكة البحرين مع المملكة العربية السعودية ليست وليدة 2011 كما يظن البعض خاصة دول الغرب، فموقف السعودية الأخوي الشجاع مع البحرين أبعد من هذا التاريخ بعقود كثيرة، يكفي بأن تربط المملكتين برابط حسن الجوار والثقة المتبادلة بينهما، بجانب الروابط الأخرى وأعمقها وهو رابط الدين الإسلامي، ثقتنا بالمملكة العربية السعودية وطدها الأجداد والآباء، وبانت نواياها وصدقها الأيام والتحديات التي واجهتها البحرين ودول الجوار، فالثقة ليست ورقة أو اتفاقية وإنما هي صفة حبرها النوايا الصادقة النابعة بيقين المصير الواحد المشترك، والمواقف التي تمر بها الدول هي تاريخ تسطره الأيام، لنبني عليها بعد ذلك مواقفنا تجاه أي دولة من دول العالم، والمملكة العربية السعودية من الدول التي لا يمكن أن ننسى نواياها الطيبة معنا ومواقفها الحازمة والدفاع عن الحق وليس لأي مأرب آخر.
تجمع دول الخليج بإيران بأهم رابط ألا وهو الدين الواحد، وبيننا معها أيضاً مواثيق واتفاقيات دولية، ولكن لا الدين ولا هذه الاتفاقيات تشفع بأن تجعل إيران دولة صديقة أو دولة نثق بها أو بنواياها مهما أعطت من وعود أو وقعت من اتفاقيات، إيران تزرع العداوة في المنطقة والتاريخ الطويل يشهد بذلك، فمحاولاتها الاستفزازية في التدخل في شؤون دول الخليج، ومحاولاتها المتكررة في زعزعة الاستقرار في المنطقة وجرها لخوض حروب وخلافات ناتج من إرهاب مقصود منبعه المد الإيراني، وهذا فارق كبير بين المملكة العربية السعودية وإيران التي تريد الهيمنة والسيطرة على دول المنطقة، فالثقة هي الفاصل بيننا وبينها، وشتان بين نوايا السعودية ونوايا ايران، وهذا ما يجعل من السعودية دولة مستهدفة بضغوطات داخلية وخارجية، فهناك ايدي تحاول زعزعة أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها بالتخريب وزرع الفتن والخلافات والإرهاب بين الشعب السعودي الواحد، ومحاولة استفزازها سياسياً وعسكرياً، لأنها صمام الأمان للمنطقة، وهي ثقتنا وسندنا من غدر العدو، حفظ الله بلادنا من المكر والخيانة.
* تحية من القلب
إلى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، «كفيت ووفيت»، فمشاركتك في انتخابات رئاسة «الفيفا» وسام على صدر كل بحريني حتى وإن لم يكن الفوز حليفك، فالمشاركة هي الفوز الحقيقي في هذه المنافسة القوية، يكفينا ثقة كل من آمن بأن الشيخ سلمان بن إبراهيم قادر على العطاء والتغيير والإضافة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتحية من القلب أيضاً إلى الشعب البحريني الذي وقف معكم بقلب وروح واحدة داعياً لكم بالفوز، فقد سخر أبناء الشعب إمكانياتهم وطاقتهم للوقوف معكم سواء عبر وسائل الإعلام أو الإعلانات بالشوارع، ويكفي دعاء الجميع لكم، هذه هي البحرين الجميلة بأبنائها الذين يرفعون الرأس في المحافل الدولية، دمتم للبحرين عزاً وفخراً ودامت البحرين مرفوعة الرأس.