للوهلة الأولى، ظننت وأنا أشاهد راية البحرين ترفرف في أكبر محفل رياضي وأمام أنظار جميع أقطار العالم ووسائل الإعلام العالمية، أني أحلم، ولولا تأكيد زوجتي العزيزة «أم راشد» أنني أحيا عالماً واقعياً معايشاً وملموساً، لتبين لي أن لحظة الفخرالتي كانت تكسوني من أخمص قدمي إلى قمة رأسي، مجرد عالم افتراضي «تويتر»..
«هارد لك» سلمان بن إبراهيم، كفيت ووفيت، لم تخسر وإن كان البعض يعتبرها وبحساب الورقة والقلم، خسارة، إلا أنها خسارة بطعم الفوز، ونقولها بكل فخر، ومن أعماق قلب بحريني مخلص ومحب، شكراً يا بن البحرين البار فقد عرف العالم من خلالك من هي البحرين، وعرف أن فيها كفاءات قادرة على خوض مضمار المنافسة على أعلى المناصب الدولية وبقوة.
فطوال عمري، كنت أثق بقدرات البحريني على تحقيق الإنجازات وصنع الريادة، ومؤمن أن البحريني يستحق أكثر مما هو عليه، وقادر على تحقيق أكثر مما هو فيه، وإن كلمة مستحيل لا وجود لها في قاموسه، وها هو سلمان بن إبراهيم يؤكد ما كنا نؤمن به ونقوله طوال عمرنا، ولولا العناد والغباء والتعنت والذي أصبح ماركة عربية مسجلة، لنجح «بوعيسى» في تحقيق المستحيل.
ويا أمة ضحكت من «غبائها» الأمم..
الشيء الغريب والمحزن في الآن نفسه، أنه وفي اللحظة التاريخية التي كان يخوض فيها ابن البحرين البار غمار المنافسة على كرسي أكبر منصب عالمي في كرة القدم، وفي الوقت الذي كانت قلوبنا تهتف وأكفنا تبتهل المولى أن يوفق سلمان بن إبراهيم، كانت هناك حملة شعواء تمارسها ألسن قذرة وفكر تافه وخلق منحط، وإن كانوا – للأسف – محسوبين علينا نحن معشر البحرينيين، إلا أنهم لا يمكن أن ينتموا لهذه الأرض ولا لإنسان هذه الأرض، بل هم نبت شيطاني.
نعم لقد استبد الخونة والعملاء وفي عز لحظة الانتخابات، فأثخنوا فيك الظلم يا بن البحرين البار، وقالوا عنك ما ليس فيك، وألصقوا بك التهم تلو التهم، وأنت منها بريء، وحرضوا عليك، ومارسوا بشتى الطرق كل صنوف الكذب.
للأسف، مثل هذه القطعان الضالة والتي تتغذى على الدرن والقاذورات الفارسية وتغذي الفتن والأحقاد بين أبناء الشعب، هي من تعيد إلى الأذهان ذكرى يوم التآمر على هذا الوطن، وهي من تبعد فكرة التصالح، وتستحضر ذكرى انقلاب 11 فبراير 2011، وتجعلنا لا نصدق المقولة الشهيرة «إخوان سنة وشيعة، وهذا الوطن ما نبيعه»، وأقولها ناصحاً ومبرئاً ذمتي أمام الله: «اللي يشمت في بلده وقت أزمتها لا يستحق شرف جنسيتها».
وأقسم بالله أنني كنت أتمنى فوز سلمان بن إبراهيم لأسباب عدة، من بينها، أن تموتوا بغيظكم، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وزمان قالوا يا جحا عد موج البحر، قال الجايات أكثر من الرايحات..
* نوائب:
عزيزي القارئ الكريم، نصيحة تقبلها مني لوجه الله في أول يوم دوام من أيام الأسبوع: لا تضيع وقتك مع من يضيعون أوقاتهم فى مناكفات ومشاحنات ومسرحيات فيما بينهم، وتطليع العبر كلا في الثاني، وحتى لا تعيش حالة اكتئاب ويرتفع عليك مستوى ضغط الدم والسكر، وتصاب بجلطة على نهاية الأسبوع، لذا بلاش تتابع أو تستمع لتصريحات السادة المحترمين نواب الشعب، والتي ما أنزل الله بها من سلطان، وتصدق بأنهم من الممكن أن يستجوبوا وزير الأشغال والبلديات والزراعة، أو وزير التجارة والسياحة أو وزير المواصلات، فإذا كنت تعلمت مما مضى، فستعرف أن تصريحاتهم تلك – وكالعادة – ليس لها وزن ولا محل لها من الإعراب، مجرد أحلام، تشبه تلك الأحلام التي ترفعك إلى سابع سماء ثم توقعك في سابع أرض.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}