اثنان لم ينصلح حالهما إلى الآن والأسباب متضاربة، طيران الخليج، ومجلس بلدي المحرق، وثمن هذا الحال غير «المنصلح» تدفعه البحرين واقتصادها.
في تجمع جميل لمجموعة من الشباب البحريني هم قيادات شركة ألبا الحالية الذين يديرون العملية التشغيلية لعدة أقسام رئيسة في الشركة، ومعهم قيادات بحرينية أخرى لشركة البتروكيماويات، التقيتهم في معرض الحدائق، رأيت كم كان ذلك بمثابة مؤشرات نجاح على كفاءات العنصر البشري البحريني وقدرته على إدارة الشركات والمؤسسات والمصانع إدارة ممتازة ومربحة، سألتهم هذا السؤال للمجموعة وكان عددهم يزيد عن العشرة، ما بال إذا شركة طيران الخليج مستعصية على القيادة البحرينية إذاً؟ ما بالنا نستجدي الإدارة «الشقراء» استجداء التوسل وتتمنع هي علينا؟ ولا أحد يريد أن يديرها، ما بال إدارتها البحرينية تستقيل والرأي العام يجهل الأسباب؟
كيف نجحنا كبحرينيين في إدارة شركات أخرى وإدارات أخرى في البحرين وخارجها وحققت أرباحاً واستقرت أوضاعها وكيف فشلنا هنا؟
أوضاع الشركات الإدارية لا المالية البحرينية وكذلك أوضاع الشركات غير البحرينية والتي يديروها بحرينيون بحاجة أن توضع موضع البحث والدراسة والمكاشفة الحقيقية وتقدم في تقرير لصناع القرار وللرأي العام كذلك، لدراسة أسباب نجاحها وفشلها بشكل عمومي وشامل ويستند إلى معايير واضحة وفق نشاط تلك المؤسسات لا أن تختزل أسباب نجاحها أو فشلها بانطباعات أو آراء تتجاذبها الأهواء.
نحن بحاجة إلى جلسة عمل تقدم فيها الأوضاع المالية والإدارية تقديماً شمولياً يتجاوز الأرباح والتقارير المالية السنوية، تقريراً يخضع للبحث والتمحيص والتحليل لا يمر عبر فلتر المجاملة والدبلوماسية عن أسباب النجاح وأسباب الفشل، ومقاييس النجاح ومقاييس الفشل.
ما هو دور التدخلات السياسية؟ وأين حصلت وماذا نتج عنها؟ ما هو دور الإدارات التنفيذية التي مرت على هذه الشركات؟ ككفاءة وقدرة ومهارات؟ أين نجحت وأين أخفقت ولماذا؟
يفترض في حالتنا البحرينية أن يقيم أداء ممتلكات كشركة قابضة على هذه الشركات بهكذا بحث وتدقيق، لا من خلال التقارير المالية للشركات المنضوية تحت مظلتها فحسب، بل بوضع معايير أخرى إلى جانب الأرباح والخسائر المالية، فهناك معايير نجاح لشركات الطيران على سبيل المثال في العالم تتجاوز معيار الربح المالي، خطوطها وانتشارها وتسويقها للدولة وكفاءاتها التشغيلية وقيمتها المضافة للاقتصادات الوطنية، شيئاً من هذا النوع من التقارير لا يقدم لا لصناع القرار ولا للرأي العام كي يخدمك في توجهاتك المستقبلية ويخفف الضغط عنك في التدخلات السياسية التي تؤثر على القرار الإداري في هذه الشركات بغير علم وبغير دراية.
إنها نوع من التثقيف الضروري والمطلوب لجماعات الضغط التي ستتدخل حتماً، إنما على الأقل للتدخل عن وعي وفهم وإدراك، لتعرف تباعات تدخلاتها العشوائية وأثرها على أداء هذه الشركات، والثمن الذي يدفعه الوطن نتيجة عبثها وتدخلاتها الهوائية المزاج.
أما عن أسباب تعثر مجلس بلدي المحرق المتكرر فقد قلتها لأكثر من عضو في المجلس بدأت أشك أن هناك «عمل» أو «طبوب» أو أن هناك من «يقلب نعله» في الاجتماعات حين تعقد ليمنع اتفاق أكثر من مجلس تم انتخابه، ابحثوا عنه تحت الطاولات!!
هذا هو اجتهادنا المتواضع في البحث عن أسباب فشل بعض مؤسساتنا التي نتدخل كسلطة تنفيذية أو كسلطة تشريعية أو كأصحاب نفوذ أو كرأي عام في قراراتها ونسوقها يميناً وشمالاً فيكون لها أكثر من نوخذة .. ربما لهذا السبب «تطبع»!!