عدم وصول مرشح الوطن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة إلى سدة الرئاسة للاتحاد الدولي لكرة القدم اعتبرها شخصياً خسارة كبيرة لـ«الفيفا» ومكسب كبير لآسيا، وهذه ليست مبالغة ولا مجاملة وليست عبارات عاطفية لتقليل حدة وقع نتيجة الاقتراع النهائي ، انما هي حقيقة نابعة من ثقتنا بكفاءة الشيخ سلمان القيادية انطلاقاً من إنجازاته الملموسة للكرة الآسيوية وارتكازاً على برنامجه الانتخابي المتكامل والقائم على أسس هدفها إعادة الهيبة إلى إمبراطورية كرة القدم العالمية التي عصفت بها مؤخراً فضائح الفساد الإداري والمالي!
هذه المشاعر لمستها يوم أمس الأول وتحديداً بعد إعلان فوز السويسري «انفانتينو» بمنصب الرئاسة بفارق 27 صوتاً حسمتها الجولة الثانية وتحولت خلالها جل أصوات المرشح العربي الآخر الأمير علي بن الحسين إلى «انفانتينو» وهي التي أحدثت الفارق الذي رجح كفة مرشح القارة الأوروبية!
الفخر والاعتزاز بابن الوطن كان سيد الموقف سواء ممن كانوا يرافقونه هناك في زيورخ وعاشوا سيناريوهات الحدث في موقعه، أو من الملايين الذين كانوا يتابعون أسخن انتخابات تشهدها الفيفا منذ تأسيسها في عام 1904، كلهم أعربوا عن سعادتهم بما ناله الشيخ سلمان من ثقة عالمية ولم تختلف مشاعرنا نحن هنا في البحرين عن هذه الملايين فقد اعتبرنا تواجد الشيخ سلمان في هذا المعترك الانتخابي، تأكيداً على كفاءة القيادات البحرينية ومكسباً إعلامياً وترويجياً للبحرين وسط الحشد الإعلامي العالمي الذي كان يتابع الحدث لحظة بلحظة.
حتى الشيخ سلمان نفسه – وكعادته –استقبل النتيجة النهائية بكل روح رياضية وكان أول المهنئين للرئيس الجديد والابتسامة مرتسمة على محياه ..
عندما نقول إن الفيفا هو الخاسر وآسيا هي الرابحة فإننا نعني ما نقول، فآسيا سعيدة ببقاء الشيخ سلمان على قمة هرم قيادة الكرة الآسيوية ليستكمل مشروعه التطويري، ونحن سعداء بصدق الوعود الآسيوية التي لمسناها في صناديق الاقتراع وهذه المصداقية تؤكد اللحمة والوحدة الآسيوية التي نجح الشيخ سلمان في تحقيقها ضمن أهدافه الإصلاحية للبيت الكروي الآسيوي.
اليوم ونحن نطوي صفحة انتخابات رئاسة الفيفا المليئة بالدروس والعبر لا نجد إلا أن نهنئ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة على خطوته الجريئة وندعو له بالمزيد من النجاح في مسيرته القيادية للكرة الآسيوية والعالمية.