منذ تولي خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم، ووتيرة الحزم تتسلسل بخطى واثقة ونهج حازم للتصدي للعدوان الإيراني والمد الصفوي في المنطقة، والسياسة الحازمة التي يتبعها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي، وأيدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي بمواقفهم الجادة، أعطت ذلك قوة وهيبة للمنطقة، فالحزم من صفات القادة في تناول القضايا الجوهرية خصوصاً عندما تحيط بلادنا العربية الفتن وتحاصرها الصراعات، فقد جاء العصر الذي لابد لقادة دول الخليج من أن يقفوا ويلتحموا يداً واحدة في موقف فاصل وحازم في وقت انتشر الشر والفساد في الأرض، وعم الإرهاب في محاولة لاختطاف دولنا ومكتسباتها الوطنية، فقادتنا هم السياج المنيع يحمون مجتمعاتنا من الإرهاب بتعدد أهدافه.
لقد سقط قناع «حزب الله» منذ زمان، وباتت مآربه واضحة، وتبينت الحقائق للعالم، لقد خطف الحزب لبنان وسلب شعبه، وحرمه من أن يعيش بسلام، واحتل «حزب الله» لبنان هذا البلد الجميل بشعارات وهمية تحقيقاً لمطامع إيران حتى يكون لبنان معبراً وجسراً لدول الجوار، ويكون ملاذاً ومأوى للإرهابيين، ومدرسة للانقلابيين ومستودعاً لذخائر إيران، لبنان أصبح يؤوي إرهاب «حزب الله» بعدما كان لبنان بلد الثقافة والجمال، فأين لبنان اليوم بعدما كان ينافس الدول العربية في العلوم والفن والثقافة؟ أين وصلت السياحة في لبنان؟ وكيف تصنف السياحة في لبنان الآن؟ هل يقصدها سياح الطبيعة والثقافة أم سياح الإرهاب في مدرسة «حزب الله»؟!
ظهر «حزب الله» في لبنان متخفياً وراء «ولاية الفقيه»، كانت أهدافه ضبابية لإعادة بناء لبنان بعد الحرب الأهلية، ولكنها بانت بعد ذلك، من خلال النعرات الطائفية والإرهابية لتكشف حقيقتهم في منهجية اختطاف لبنان ودول المنطقة شيئاً فشيئاً، فمال «حزب الله» المدعوم من إيران ينفق على الانقلابيين في دول الخليج، وأسلحة «حزب الله» التي يتباهون بها ما هي إلا أسلحة يتدرب عليها الإرهابيون للانقلاب على حكومات الدول العربية، والشواهد واضحة في سوريا حيث استخدم «حزب الله» كل طاقته في الحرب ضد الشعب السوري الأعزل ولم يستخدمها ضد الاحتلال الصهيوني.
تراجع دعم السعودية للبنان قرار حازم وقرار صائب، لأن المسألة ليست عدم إدانة لبنان للهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران فقط، وإنما هي وقفة لوضع حد لـ»حزب الله» الزائف في أفعاله وأقواله، الذي ألحق لبنان منذ ظهوره بالخراب في كل شيء حتى في نفوس وفرح اللبنانيين، بمعنى آخر «طفح الكيل». موقف دول الخليج ليس موقف تضاد مع الشعب اللبناني وإنما هي حماية لهذا الشعب الذي وثق بشخص اكتشفه الجميع بأنه يستتر برداء إيران، فلعل هذا الموقف الحازم يكون بداية خير للشعب اللبناني الذي نكن له المحبة والأخوة، يبقى لبنان بلداً عربياً متسامحاً مع جميع الأديان وليس بلداً متشدداً وإرهابياً تابعاً للدولة الفارسية.
* كلمة من القلب لفقيدات العمل الخيري:
فقدت مملكة البحرين اثنتين من بناتها اللاتي وهبن أنفسهن لعمل الخير، رائدة العمل النسائي المغفور لها بإذن الله الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، ورائدة العمل التطوعي المغفور لها بإذن الله نعيمة أحمد اليعقوب، نساء البحرين الفاضلات، «بنات المحرق»، اللاتي عملن بلا كلل أو تعب لخدمة المجتمع ونهضة البلاد من خلال أعمال تطوعية وخيرية وإنسانية، في وقت كان التسليط الإعلامي على جهودهن غير متاح أو غير متواجد، فقد أحب الله أن يكون عملهن في ذاك الوقت ابتغاء لمرضاته، وأن يعملن في الخفاء، قليل هم في أيامنا هذا -من الرجال والنساء- من يعملون في الخير من غير أن تسلط على أعمالهم الخيرية أضواء الشهرة والتسويق عن مشاريعهم الإنسانية، فمنهم من ينتهج سيرة أصحاب الأيادي البيضاء الخفية في العطاء أمثال الشيخة لولوة آل خليفة ونعيمة اليعقوب، رحمهما الله برحمته الواسعة، وأسكنهما جنات الخلد، وألهم أهلهما الصبر والسلوان.