يتميز الإعلام الرياضي بميزات عدة تجعله الأكثر حيوية والأكثر تجدداً، فهو الإعلام الذي يستحوذ على اهتمام قطاعات كبيرة ومتنوعة من الجماهير، سواء كانوا رجالاً أو سيدات، مهما اختلفت أعمارهم فالجميع يتابع الفعاليات الكروية، سواء المحلية أو العالمية بنسب متفاوتة والتي قد لا تعكس حجم الحضور الجماهيري في الملعب، بمعنى أن حجم المتابعة واتساعها لا يتمثل في مدرجات الملاعب. فتواجد الجماهير في الملعب أقل من نسبة المتابعين من خارج الملعب لعوامل عدة، منها تطور وسائل الإعلام والتواصل والنقل التلفزيوني التي تجعلك في وسط الحدث بسهولة وتنوع. فهل المطلوب من الإعلام الرياضي في أنديتنا توصيل الأخبار ونشرها فقط؟
من خلال قربي بالمنسقين الإعلاميين في الأندية ألمس التطور المرحلي في عمل المراكز الإعلامية في الأندية على مستوى جذب الكفاءات للعمل فيها وأيضاً على مستوى الاهتمام بالمحتوى والمضمون الإعلامي، وذلك يتحقق من خلال الاطلاع على التجارب العالمية ومزجها بالواقع البحريني. إذاً لدينا تجارب محلية تسير في خطوات ثابتة نحو الاحتراف حسب ما يتاح لها من موارد وإمكانيات.
لم يقتصر دور المراكز الإعلامية في الأندية البحرينية على نشر النتائج والأخبار، بل قامت هذه المراكز بدور كبير في زيادة عدد جماهير هذه الأندية وعودة من ابتعد عن المتابعة، وحفزت اللاعبين لبذل المزيد. فهم الآن تحت التركيز الإعلامي، وهذا بحد ذاته دعم غير مباشر من المراكز الإعلامية لتطوير الجانب الفني في الفرق الرياضية.
إن أهم ما نستخلصه من رصد عمل المراكز الإعلامية في الأندية هو قدرتها على حشد الجماهير وتحفيز اللاعبين والإداريين وتسويق منجزات الأندية وحجم منتسبيها، وفي خطوة متقدمة سيكون لها الدور الأكبر في التسويق وجذب الرعاة للأندية وفرقها المختلفة. فلا تسويق من غير إعلام إيجابي واع وديناميكي، كل هذه الأدوار والأهمية الاستراتيجية للمراكز الإعلامية لن تؤتي ثمارها من غير دعم الأندية المتواصل لها بالجانب البشري والمالي وغيره حسب المتاح، والأهم إعطاؤهم الحرية في العمل وتذليل كل عائق بيروقراطي أمامهم. فالمطلوب منهم دور أكبر مع دخولنا في الاحتراف الذي يعطي النادي حق بيع التذاكر وحقوق النقل التلفزيوني وغيره من المساحات الإعلانية والفرص الاستثمارية.
ختاماً؛ أشكر وأقدر عمل جميع منتسبي المراكز الإعلامية في الأندية على جهودهم في خدمة منظومة كرة القدم في أنديتهم والبحرين بشكل عام، ورغم قلة الموارد والإمكانيات لكننا نلمس التحدي والتميز فيهم، والقادم بإذن الله أجمل على مستوى الدعم والتسهيل.