مثلي مثل آلاف من المواطنين غيري، أرسلوا أبناءهم إلى المدارس الخاصة بغية الحصول على تعليم أفضل لأبنائهم يؤهلهم لدخول سوق العمل، وخوض المنافسة عبر اكتساب العلوم الحديثة الممزوجة بالمهارات التي يتطلبها سوق العمل، وأعتقد أن معظم أولياء الأمور مروا بما مررت به، من خلال القيام بالمفاضلة بين المدارس ومعاييرها وأسعارها، حتى اختاروا المدارس التي يعتقدون أنها هي المدارس الأفضل لأبنائهم.
«والأفضل» كلمة مطاطة، «فالأفضل» لي قد لا يكون كذلك لغيري. ولهذا وضعت معايير التقييم والقياس لكي نكون أكثر دقة في الاختيار، وهنا أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى هيئة ضمان جودة التعليم على جهودها في وضع معايير قياس للمدارس في مملكة البحرين سواء الحكومية أو الخاصة. ولكن للأسف معايير هيئة ضمان الجودة «معايير مطاطة» للرأي العام، قد يفقهها القائمون على الهيئة فقط!
ماذا تعني كلمة ملائم؟ وماذا تعني كلمة مرض؟ وماذا تعني كلمة جيد؟
وهل يعقل أن يكون عدد المدارس التي تحصل على تقييم ممتاز في مملكة البحرين تعد على أصابع اليد الواحدة؟ وكيف يمكن أن ترضى هيئة ضمان الجودة بألا تكون جميع المدارس في البحرين سواء الخاصة أو الحكومية مدارس «ممتازة»؟! وما هي الخطوات والتدابير والمدة الزمنية التي اتخذتها لتحسين العملية التعليمية لكي تكون جميع مدارس البحرين ممتازة؟!
وهل تقييم جيد يعني أنه «جيد» يعني «يمشي الحال»، أو «نص نص»! علماً بأن المجتمع البحريني والمواطن البحريني لديه طموح كبير ولا يرضى بالجيد! فهل يدفع ولي الأمر «دم قلبه» على رسوم مدرسة مستواها «جيد»! نحن كشعب غالبيتنا لا نزود سيارتنا بالبنزين الجيد، فهل نستأمن أبناءنا في مدارس تقديرها جيد!
وماذا يعني «مرض» هل يعني أنه «مقبول» أو «لا بأس به»؟!
والطامة الكبرى إذا راجع ولي الأمر موقع الهيئة واكتشف أن تقييم مدرسة أبنائه التي يدفع فيها «آلاف الدنانير» غير ملائمة! ماذا تعني غير ملائمة؟! هل تعني «انقل أبناءك لمدرسة أفضل»؟ وإذا كانت المدرسة غير ملائمة لماذا تسمح الهيئة بوجودها أصلاً؟!
للأمانة حاولت جاهدة أن أتعرف على معنى لهذا التصنيف ولكني شعرت أن المفردات التوصيفية للتقييم تحتاج إلى توضيح أكبر للجمهور؟
أنا مثل آلاف غيري لا نرضى أن يدرس أبناؤنا في مدارس مرضية أو جيدة، ونسعى كل السعي لأن يكون التعليم في البحرين تعليماً «ممتازاً» لتحصل كل المدارس على تقييم ممتاز.
وأتمنى من الهيئة أن تبذل جهوداً إعلامية أكثر لشرح مفردات القياس، ودورها في تطوير أداء المدارس بالتعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم، أو تغيير مصطلحات التقييم بمصطلحات تتلاءم مع فهم المواطن البحريني، ووضع خطة زمنية محكمة لتحويل جميع مدارس البحرين إلى مدارس «ممتازة». كأن تضع الهيئة هدفاً واضحاً لها أنه بحلول 2020 تكون جميع المدارس «ممتازة» من خلال تطبيق المعايير التي تؤهل المدارس للحصول على هذا التقدير مثلاً.