ظاهرة جديدة أفرزها الإعلام الجديد، ولم تتضح معالمها بعد، ولم يُنظر لها بالشكل الكافي. إنها ظاهرة الفتيات الفاشنستات التي تميزت بها الفتيات الخليجيات تحديدا. الغريب أن أغلبهن محجبات وأكثرهن محتشمات برغم أن جميعهن متبرجات وينتمين إلى حقل الدعايا والاستعراض. والفاشنستات بوصف بسيط استنادا إلى نشاطهن الحالي الذي قد يتطور مستقبلا، هن فتيات مازال أغلبهن في بداية العشرين من أعمارهن، يحترفن لبس الأزياء واستعمال مساحيق التجميل ويقمن بعرض ذوقهن في المظهر عبر حساباتهن الألكترونية خصوصا «الأنستغرام» و«السناب تشات». وبناء على عدد المتابعين للفاشنسته تنهال عليها عروض «الدعايا والإعلان» فتبدأ بالترويج لشركات تصنيع المكياج وكريمات العناية بالبشرة ومحلات الأزياء، وهي تحصل على كل السلع السابقة مجاناً وتتقاضى مبالغ مالية نظير قيامها بالعرض والإعلان. وقد تمكنت العديد من فتيات الفاشنستا من جني أرباح كبيرة نتيجة تعاقدهن مع شركات كبرى وسفرهن إلى معارض دولية لبعض شركات إنتاج مساحيق التجميل أو الملابس أو الحقائب النسائية...الخ. مما جعل كثيراً منهن يستغنين عن وظائفهن الرسمية ويتوسعن في الدعايا لتشمل المطاعم والفنادق وحتى العيادات الطبية المختلفة. الفاشنستا إذن لا تختلف عن عارضة الأزياء أو فتاة الإعلانات. ما الجديد إذن في هذه الظاهرة؟ ربما نمط الإعلان الذي لا يكلف الشركة المستفيدة الكثير. فعمليات الدعايا والإعلان مكلفة من ناحية الاستعانة بشركات خاصة وعمليات تصوير وإخراج والاستعانة بمواقع وديكورات خاصة. وربما نوع الفتيات اللاتي يوصفن بأنهن فاشنست. فتلك الفتيات أكثر حيوية وتأثيراً بما يتملكنه من متابعين على حساباتهن الألكترونية من فتيات الإعلانات التقليدية اللاتي لا يظهرن إلا في مقطع فيديو قصير أو صورة ثابتة. حيث إن الفاشنستات متجددات عبر تعدد السلع التي يعلن عنها وعبر مشاركتهن لمتابعيهن بالمناقشات والإجابة عن الاستفسارات.
هل ثمة مشكلة في الفتيات الفاشنستات؟ هل الفاشنستا وظيفة يمكن تصنيفها؟ شخصياً لا أستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة. فلست متابعة شغوفة لتلك الفتيات، وهي ظاهرة لم تكتمل معالمها بعد ولم تظهر نتائجها بشكل واضح. ولكني أرى أن هذه الظاهرة لا تخرج عن السطحية التي أفرزتها الثقافة الاستهلاكية ووسائل الإعلام الاجتماعي. إنها شكل من أشكال التسليع الذي صار يكتسح رؤيتنا للحياة وللفتاة بشكل خاص. وفي الأمر مبالغة كبيرة في الترويج للمظهر الخارجي والانشغال به وتطويره والتفرغ لأجله!
ومن المرجح أن يتزايد عدد الفاشنستات لأن الشركات المستفيدة من خدماتهن تتجاوز الكثير من القضايا المتعارف عليها في دنيا الإعلانات، وتهتم فقط بعدد المتابعين والمتفاعلين. وعليه أفيدكم بأني فوجئت بفاشنستا «منقبة».. نعم منقبة تعرض أفضل الأقلام من وجهة نظرها لرسم الحواجب وأفضل تكنيك لرسم كل نوع من أنواع الحواجب وتطبق التكنيك على حاجبيها اللذين يبرزان فوق عينيها المزدانتين بالعدسات الملونة ورموش التركيب بين فتحة نقابها. وذات الفاشنستا «المنقبة» تعطي درساً آخر في صفحتها على اليوتيوب في كيفية استخدام أحد كريمات الأساس مطبقة ذلك على بشرة إحدى يديها!!
لذلك سوف تزداد عدد فتيات الفاشنستات لأنهن لن يجدن قيداً في الحجاب أو النقاب أو التصوير من غرف نومهن ومن هاتفهن الخاصة. سيجدن التحدي فقط.. في الحصول على عدد كبير من المتابعين المتفاعلين. وقد تلجأ بعضهن لكثير من الاستعراض لجذب المتابعين وهنا قد نرى العجب وقد تظهر العبر.