حينما نسمع خبراً هنا وهناك عن قيام مجموعة من الشباب بسد الشوارع العامة، أو محاولات لاستهداف الشرطة، أو فعاليات ودعوات للتظاهر ومناهضة الدولة، لابد وأن نتساءل بشأن المستفيد من هذا كله، ومن من مصلحته أن تستمر الأوضاع بهذه الصورة في البحرين؟!لا تقنعونا بأن هذه الممارسات تدخل في سياق الحراك السياسي السلمي الذي كفله دستور مملكة البحرين، ودعا إليه مشروع جلالة الملك الإصلاحي، هو خارج هذا الإطار تماماً. جلالة الملك حفظه الله من خلال مشروعه الإصلاحي فتح أبواباً عديدة للتعبير عن الرأي وممارسة حرية العمل السياسي، هو من منح الضوء الأخضر لتأسيس الجمعيات ومنها السياسية، هو من أعاد الحياة البرلمانية، هو من «بيض» السجون، ومنح من هم في الخارج حق العودة والعمل لأجل وطنهم. وعليه من قام بفعل كل هذه الأمور وبشجاعة نادرة، إذ الأنظمة الحاكمة قلما ونادراً ما تغير النمط الذي تحكم به من قوانين وتشريعات، نقول من قام بفعل كل هذه الأمور مثل الملك حمد بن عيسى من الاستحالة أن يقبل بأية تراجعات لمشروعه الإصلاحي، أي أن جلالته لن يقبل بتراجع الحريات، وتقييد العمل السياسي. هذه هي الحقيقة، وهذا ما يحاولون محاربته، فملكنا أعاد الحياة البرلمانية، لكن ممارسيها ومن دخلوا غمارها شوهوا صورتها من خلال أداء سيئ صادر من البعض. هو من فتح باب الحريات على مصراعيه، لكن من استوعب المسألة بشكل خاطئ، حول حرية التعبير إلى إساءات وتطاول وشتائم واستهداف، وصلت إلى مستوى التطاول على الدولة ورموزها. هو من دعا الجمعيات السياسية للعمل في الظاهر وفي العلن من أجل خدمة البحرين والعمل على تطويرها، بل جلالته من وجه بمنح هذه الجمعيات الدعم المالي والتسهيلات العديدة، لكن بعض من انخرط في عمل هذه الجمعيات حرفها عن مسارها، وأوصلها لنهاية سوداء حينما تحولت لأدوات مساهمة بقوة في محاولة الانقلاب الأخيرة، وتأجيج شباب ودفعهم لمناهضة الدولة. هناك مستفيد مما يحصل، وهناك جهات من الاستحالة أن تقبل رؤية البحرين تعيش بسلام، من الصعب عليها أن ترى وجود تناغم بين الشعب وقيادته، وطبعاً «يخرب» مخططاتها ويفشلها إن رأت أطياف المجتمع البحريني ومذاهبه متحدة معاً تحت راية البيت، وتدين بالولاء لملك واحد. الحقوق التي يدعي بعضهم أنه يسعى لها، يعرف تماماً بأن البحرين وملكها لم تغلق باباً أبداً أمامها، بل الدولة وملكها هما المؤديان لحقوق الإنسان، وتشهد على ذلك مبادرات جلالته ومكرماته وتعاطيه مع مطالب الناس، لكن هؤلاء بأنفسهم يريدون أن ينتهكوا حقوقهم وأن يتخلوا عنها ويبيعوها، حتى يتاجروا في النهاية ببضاعة «المظلومية» التي بان واضحاً تماماً أنهم لا يعيشون بدونها. إيران العدوة الأولى للبحرين، ستظل مستنفرة طاقتها وأموالها واستغلالها للمذهب الديني، حتى تضمن الاستمرار في زرع العملاء وتشكيل الطوابير الخامسة، وللأسف هناك من يصدق هذا النظام الذي تحول لأول عدو للعرب وتفوق حتى على إسرائيل في ذلك، إذ لو كان العدو الصهيوني محتلاً لبلد عربي واحد هو فلسطين يعيث فيه الفساد وينكل بشعبه، فإن إيران تعترف بل تفتخر بأنها تسيطر على 4 دول عربية، هي تحكم العراق، وتحكم سوريا، ولبنان عبر «حزب الشيطان»، ومحاولتها البائسة في اليمن تندحر أمام التحالف العربي. من يجحد بالنعمة التي يقدرها الله له، لن تجده راضياً أبداً، وفي البحرين ندرك تماماً بأننا نعيش أفضل من شعوب كثيرة، ونعرف تماماً بأن لدينا ملكاً عادلاً، ونظام حكم عمر هذه الأرض وبناها عبر عقود، لم يفرق بين الناس على أساس عرقي ولا مذهبي، بل احترامه للجميع واضح، حتى الديانات الأخرى لها موقعها واحترامها، بخلاف ما يحصل في إيران التي يضرب الانقلابيون المثل فيها، وهم أصلاً لا يمكنهم العيش فيها إلا «تبعاً» لنظام الولي الفقيه. بما هو موجود لدينا ومتاح عبر منظومات وتشريعات وقوانين يمكننا أن نجعل البحرين بلداً أجمل، عبر التلاحم بين الشعب والقيادة، وتعزيز قيم الولاء والانتماء يمكن أن نحمي البحرين ونجعلها سداً قوياً لكل من يحاول اختراقها وزعزعة أمنها واستقرارها. لكن هناك من لا يريد ذلك، هناك من يعمل وينفذ كل ما يصب لصالح إيران، يعمي عينيه بيده، ينهي مستقبله ومستقبل أبنائه بإرادته، يحول مجتمعه الآمن لبؤرة صراع وحروب، يظن واهماً بأن في إبدال البحرين بنظام شبيه بإيران مكسباً له، وضماناً لحياة أفضل له، بينما الحقيقة تقول إن «المغفل» وحده الذي يبيع بلده لأجل بلد آخر ونظام آخر لا يمكن أن يعامله بنصف المعاملة التي كان يحظى بها في بلاده وفي ظل نظامها.
{{ article.visit_count }}
«مغفل» من يريد استبدال البحرين بإيران!
اتجــاهـــات
«مغفل» من يريد استبدال البحرين بإيران!