كل عام والمرأة بخير، سواء تلك التي تعيش معنا في منزل واحد أو تبعد عنا آلاف الكيلومترات، فالمرأة هي المرأة التي لا يمكن أن تغير المسافات والأزمنة من مكانتها في هذا الوجود، فكل نساء الأرض هن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، ولا يمكن أن نستثني أياً منهن في بناء الحاضر فضلاً عن المستقبل، فالمرأة ليست نصف المجتمع بل هي كل الحياة.
تعتبر المرأة «مسيرة نضال» في الطريق المؤدي للإنسانية، وهي أول من طالبت بالاعتراف بوجودها في زحمة الموجودات، وفرضت كيانها بشكل كبير في كل أرجاء العالم، فنضال الأنثى ليس أمراً طارئاً في هذا العصر، بل هي مجموعة من النضالات التي استمرت منذ أن أزيحت عبر قيمٍ جاهليةٍ تارة وتارة أخرى عبر قيم الذكورة الصلبة، وبين هذا الجهاد الأنثوي وبين غلق كل منافذ الحقوق النسوية في وجهها ها هي اليوم تنال مكانتها في كل العالم على الرغم من كل العذابات والآلام والقهر التي عانت منها بسبب جحيم تهميشها منذ فجر الخليقة وحتى يومنا هذا، ففرضت وجودها وكيانها، بل وأثبتت جدارتها وتفوقها على أخيها الرجل في الكثير من ميادين الحياة، فأصبحت المكتشفة والمخترعة والقائدة والمبادِرة والوزيرة والطبيبة والمهندسة والعالمة والمفكرة، فتهاوت تحت أرجلها لافتات «ناقصات العقول» لتثبت للعالم أن نضالها جاء بثمرات يأكل منها السائل والمعتر، دون منة لأحد منه عليها لأنها أثبتت أنها الند الأقوى لكل من كان يمارس في حقها التهميش والإقصاء بصورة لم تنل من مكانتها وكرامتها أي شيء.
ومع كل هذه النضالات الحقيقية للمرأة بشكل عام، نجد أن المرأة العربية بشكل خاص من أكثر نساء الدنيا فيما يخص فرض وجودها وذلك بسبب ضخامة التهميش التي تعرضت له وبسبب القيم والعادات القاسية التي فرضتها ثقافة هذه المنطقة، ومع كل هذه المعارك والدسائس التي حيكت ضد المرأة العربية بشكل مستفز، إلا أنها ثبتت أقدامها في أرضية لزجة وصلبة معاً، حتى أثبتت لنا ولكل الدنيا أنها الرقم الصعب.
أما المرأة البحرينية فإنها كانت السباقة في هذا المضمار، فهي من أوائل النساء العرب اللاتي تواجدن مبكراً في ميادين النضال النسوي، وبفضل هذا الصمود والصبر وتمتعها وتسلحها بالعلم والمعرفة، أصبحت المرأة البحرينية اليوم رائدة في شتى المجالات، إذ لا يوجد منصب محرم عليها أو ممنوع أن تتسلمه في وقتنا الراهن، فهي وأخوها الرجل يعملان معاً لبناء هذا الوطن وبناء مستقبل الأجيال القادمة، فالمرأة البحرينية هي أم العطاء، وهي الركيزة الأساسية في أسرتنا ومجتمعنا وفي كل مكان له من رائحة الحضارة والحياة بصمات للفخر والمجد والخلود. عاشت المرأة أينما كانت، وكل عام والأنثى بألف خير، وعلى وجه التحديد «بنت بلادي».