بعد أن اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي ميليشيات «حزب الله» اللبناني منظمة إرهابية، أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في رد على سؤال برلماني أن «هناك مساعي لإدراج «حزب الله» على قوائم الإرهاب الدولية»، وتلك إشارة واضحة لتحول المصير الداخلي للبيت اللبناني.
وبعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية بتاريخ 19 فبراير الماضي توقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي اللبناني نظراً للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تغييراً بالخارطة السياسية في لبنان، ولعل هذا قد ينسجم مع الشعب اللبناني الذي تتعدد طوائفه ومذاهبه.
ومن هنا، لا بد أن نعلم أن اعترافات الخلايا الإرهابية في البحرين وخاصة المقبوض عليهم في التخطيط لقلب نظام الحكم في عام 2011، صحيحة، حيث إنهم كانوا قد تدربوا وتلقوا جزءاً كبيراً من تعليماتهم من «حزب الله»، كما أن أغلب الهاربين من العدالة اليوم هم من ميليشيات الحزب.
والشاهد هنا قصتي عندما كنت أعمل في العلاقات العامة في بلدية المنامة، ووقتها كان بجانب طاولتي بالعمل أحد الإرهابيين الفارين من العدالة «ع. م»، وهو مهندس يعمل بقسم الرقابة والتفتيش، حيث لاحظت قبل الأزمة بنحو 4 شهور قيامه بالسفر إلى لبنان والإسكندرية، وحينما صارحته عن ماهية الهدف من ذهابه للبنان، قال لي: «أذهب للسياحة»!، وبخبرتي البسيطة في الصحافة والوضع الراهن قلت له «هذا الكلام ما يمشي علي» ورد بـ « ضحكة عابرة»، حينها أدركت بعدها أنه يجتمع مع قادة «الوفاق» وقد واجهته بتلك الحقائق، إلا أن تم ذلك في اللحظة الأخيرة حيث صدر أمر بترقيته إلى رئيس قسم الأسواق وقد أشرف على السوق المركزي، وبعدها انقطعت أخباره إلى أن وصل الأمر به إلى الهروب خارج البلاد والتحاقه بقافلة «حزب الله» اللبناني، خاصة بعد مشاهدتي له عبر قنوات التضليل وخاصة قناة التضليل الأولى قناة «العالم».
ومن هذا الموقف، يتبين أن «حزب الله» قبل كل شيء كانت له اليد الكبرى في أحداث البحرين السابقة والحالية وربما في المستقبل، ولا سيما أنه يعتبر الذراع الأول للحرس الثوري الإيراني، ويعمل على القيام بمهام مختلفة ومنها التنسيق والتدريب وإيصال الأموال للخلايا الموجودة بالمملكة.
إذاً «حزب الله» أضر بشكل كبير بأمن واستقرار دول مجلس التعاون وخاصة البحرين، حيث عانت خلال السنوات الماضية من الكثير من الأوجاع ولا سيما على صعيد القيام بزرع القنابل والمتفجرات وقتل الأبرياء ورجال الأمن البواسل والتي أثبتت تحقيقات الجهات الأمنية ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني والعون المقدم من الحزب اللبناني. وقد قامت دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية بدعم الجيش اللبناني وذلك للحد من تنظيم هذا الحزب وتصدير الخلايا الإرهابية بالمنطقة، إلا أن دول الخليج نفد صبرها إزاء تصرفات الحزب، حيث إن ما قام به الحزب مؤخراً من هجوم على المملكة العربية السعودية مخالف للأعراف الدولية وللعلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية ولبنان.
خلاصة القول، إن بيروت كما يطلق عليها باريس الشرق أمام تحديات داخلية وخارجية ولا سيما على الصعيد الأمني، فلا يمكن أن يكون لـ «حزب الله» المصير نفسه والسيطرة نفسها كما كان بالسابق، فالشعب اللبناني اليوم هو من يرسم مستقبله، حيث إن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي تدعم أي مبادرة لصالح استقرار وأمن لبنان، إلا أن التحدي الأكبر هو هل تتحول لبنان إلى ولاية قّم؟!