لم أستغرب من الصورة المسربة منذ أيام التي جمعت سماسرة الوطن في مكان واحد، في اجتماع عقد بمقر منظمة أجنبية بجنيف لمنظمات حقوقية وشخصيات بحرينية معروفة، والشارع البحريني أيضاً لن يستغرب من هذه الجماعة في الصورة وأمثالهم كثر، لأنهم في كل مناسبة يزايدون على البحرين بالباطل، ينتظرون الفرصة التي تسنح لهم لأن يمزقوا هذا الوطن، لا يفقهون معنى العيب ولا الحرام ولا الباطل، همهم فقط أن تسقط البحرين في حضن إرهاب إيران، يستخدمون كل أداة متاحة، علها تساعدهم في قضية باطلة، ويخلقون الأدوات حتى وإن كانت سكيناً في خاصرة هذا الوطن «ويا ويه استح شوي»، تأخذهم الموجة عالية وعندما تهوي بهم يستغربون ويغضبون، تزعجهم الأحكام الصادرة ضد تآمرهم على الوطن، والتخطيط مع دول ومنظمات إرهابية، يغضبون عندما تسقط جنسياتهم، ويبعدون خارج البلاد، يغضبون عندما تصدر الأحكام بالسجن على من يمارس الإرهاب، يستغربون عندما يحكمهم القانون ويدانون بالقانون، وهم من يرتمون على عتبات كل منظمة زاعمين أنهم ينادون بحقوق الإنسان!
أباطرة الإرهاب في الخارج يخططون لعمليات إرهابية ويجتمعون ويتآمرون مع دول أجنبية، الإرهاب في الخارج ممول بالمال والتدريب، الإرهاب في الخارج لن يستكين حتى تفقه كل الدول بأن الإرهاب والتخطيط لضرب دولة ما هو إلا قوة سوف تزدد يوماً وترتد عكسياً لتضرب الجميع حتى الحلفاء والأصدقاء، والشايب مثال حي، إرهابي لجأ لبريطانيا، لم تتقاعس المحاكم البريطانية عن إدانته وأن يكون خلف القضبان بعد أن كشفت مآربه وإرهابه، فالتعاون الدولي يجب أن يفعل مع الدول المتضررة من الإرهاب وألا تسمح أي دولة بأن تكون دولة حاضنة للإرهاب.
«العصفور الذي يوسخ عشه، عصفور حقير»، حكمة عالمية سمعناها كثيراً، فيها من المعاني المجملة للوطنية والانتماء، هل حقاً يمكن للعصافير أن توسخ أعشاشها؟ وهل يمكن للعصافير أن يأتوا بالثعابين إلى أعشاشهم على شجرة الحياة؟ من الصعب أن نصدق بأن الحيوانات والطيور لا تحب أوطانها أو ناكرة للبيئة التي يعيشون فيها، وهي التي تعلم الإنسان النظام والعمل وأجمل الصفات والسلوكيات، ولكن نصدق بأن الحقوقي فلان والناشط علان والمدعي للوطنية - جميعهم جالسون في وكر يخططون مع الثعبان - فصور الخيانة أكبر برهان على التحالف والغدر على الأوطان والمحاولة للإطاحة بالنظام، وكل إرهابي أداة رخيصة فلا يظن أنه في مركز قوة، هو لعبة في يد البعض، جسد بلا روح، نفس دونية، رخصت أجمل ما في الكون، الأهل والأحباب والوطن.
الاختلاف في قضية ما لا يعني أن نكون أعداءً ونحن جميعاً في بلد واحد تحتضننا وتتسع للجميع، لماذا يزرع الاختلاف - عند البعض - الحقد والكراهية لأقرب الناس، وهم من عاش معهم على الحلوة والمرة - مثلما نقولها - لماذا تكون ضدي لأننا اختلفنا أو تلاحق الثعبان وتكون معه كي تؤذي نفسك وأقرباءك وأصدقاءك وكل المحيطين بك وأولهم وطنك، ولماذا لا تفهم أن من يضحي بوطنه كأنه يضحي بعرضه ودينه حتى وإن كان الوطن عشاً أو شارعاً أو حتى شجرة، ولا شيء بعد الوطن له طعم أو حياة، لا نستغرب من اجتماعات مطولة تخطط لهدم البناء وتدمير معنى التعايش والإنسانية، لا نستغرب من ثلة رضعت من الإرهاب أعواماً، ولا نستغرب ممن باع بيته في العلن.