أخيراً «قرر فريق محامين بريطانيين التطوع لمشاركة المحامي السعودي عثمان العتيبي في مقاضاة المدعو ياسر الحبيب، بعد إساءاته المتكررة للأمة الإسلامية عبر قناته الفضائية». هكذا بدأ الخبر، وفي تفاصيله، «كان العتيبي قد تطوع لمقاضاة «الحبيب» وفريقه وقناته بعد أن جمع 36 مقطع فيديو وقام بترجمتها للإنجليزية، لبرنامجه التلفازي، الذي يحتوي على تحريض على الكراهية بين المسلمين، وشتم لأم المؤمنين عائشة وصحابة رسول الله رضي الله عنهم ولجميع أهل السنة. العتيبي يهدف لإيقاف إساءات الحبيب المستفزة ضد السنة وألفاظه القبيحة ضد زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قدم شكوى رسمية لجهاز مكافحة الكراهية بالشرطة البريطانية وفقاً للأنظمة». وحسب «سبق» فإن فريق المحاماة البريطاني مكون من ثلاثة محامين بريطانيين وجميعهم مسلمون مقتنعون بأن خصمهم يتلقى دعماً قوياً بالمال، وبميزانية شبه مفتوحة.
الموضوع برمته حساس لأنه يتعلق بالسيدة عائشة رضي الله عنها، أم المؤمنين، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ولهذا فإن السكوت عن هذا المتخلف من شأنه أن يؤدي إلى فتنة تزيد من حالة الانشقاق والخلاف بين المذاهب الإسلامية وتؤذي الدين والحياة.
«المعمم ياسر الحبيب لم يعد اسماً مجهولاً لدى المسلمين، بل امتدت شهرته إلى غير المسلمين أيضاً، ومنهم المسيحيون الذين لم يسلموا من تجاوزاته الجارحة على معتقداتهم ورموزهم، أحاديثه مصدر فتنة بين الطوائف والأديان بما تحمله من ألفاظ مستفزة وجارحة لا يمكن أن تصدر عن رجل دين ينبغي أن تكون ألفاظه محسوبة ومهذبة تعكس جوهر عقيدته»، هكذا كتب أحدهم مرة ضمن مقال طويل انتقد فيه هذا الشخص ولفت إلى الأضرار التي يمكن أن تنتج عن السكوت عنه، وتساءل عن الأسباب التي تمنع كبار علماء المسلمين وقفه عند حده.
هذا المريد السوء للمسلمين من مواليد الكويت ومطرود منها لنفس هذه الأسباب، يقيم في لندن ويدير فضائية متخصصة في الفتنة اسمها «فدك»، هي منبره للإساءة إلى المسلمين وغير المسلمين، وحسب «ويكيبيديا»، «عرف بأسلوبه الحاد في بيان آرائه في مجال العقيدة واستنتاجاته وتحقيقاته في التاريخ الإسلامي إلى جانب سعيه الدؤوب لنشر الإسلام الشيعي في العالم بأسلوب مختلف عن الكثير من نظرائه من رجال الدين الشيعة المعاصرين، وقد تركزت محاضراته ومقالاته على إظهار أمور خلافية حساسة بين الشيعة والسنة، وله مواقف سلبية ضد الكثير من الشخصيات الشيعية البارزة إذ اعتبر بعضها شخصيات ساعية لتقديم التنازل العقائدي بما يؤدي لطمس الموروثات الشيعية المائزة للشيعة عن المذهب السني، ومن أبرز من أدانهم بهذا العنوان محمد حسين فضل الله وأحمد الوائلي وحسن الصفار وعلي خامنئي، ويدخل في ذلك إسقاط اعتبار كافة علماء الدين الشيعة العاملين تحت إطار تأييد النظام الإيراني» .
هذا «الحبيب» يسعى إلى الفتنة عبر نبش موضوعات تاريخية مختلف بشأن صحتها ودقتها، يفعل ذلك من دون أن ينتبه إلى أنه بفعله المتخلف هذا يسيء إلى الشيعة قبل غيرهم ويقلل من شأنهم ومكانتهم ويخسرهم حتى المتعاطفين معهم ، الأمر الذي يستوجب تكاتف الجميع لوضع حد له، وتأديبه.
خطوة المحامي عثمان العتيبي مهمة، ومؤازرة المحامين البريطانيين له مهمة أيضاً، ولكنها بالتأكيد لا تكفي، فمثل هذا ينبغي أن يقف الجميع في وجهه، الشيعة قبل السنة، وعلماء الدين قبل العامة، لأنه أداة فتنة ويسعى لها. لعل المناسب استغلال الفرصة لتشكيل فريق كبير من المحامين وعلماء الدين من كل العالم مهمته وضع حد لكل من تسول له نفسه شق الصف والإساءة إلى الأديان والمذاهب والناس والحياة.