صحيح أن البحرين جزء مهم من درع الجزيرة العربية وصحيح أنها أجرت مناورات عديدة منذ تكون الدرع إلى اليوم، لكن مشاركتها في «رعد الشمال» بالنسبة للبحرين «غير».
البحرين اليوم جزء من القيادة الخليجية للتحالف الإسلامي، وجزء أساس من التحالف العربي العسكري الذي أعاد الشرعية لليمن، البحرين اليوم ليست جزءاً من دول متعاونة كما كان حالها سابقاً في مجلس التعاون، البحرين اليوم عضو في تحالف يتحرك كما يتحرك التحالف الأطلسي، قوة ضاربة بأسطول طائرات وأسطول حربي وقوات مشاة وكتائب، البحرين اليوم أمنها مسؤولية هذا التحالف وليس فقط أمنها تحميه اتفاقية أمنية لدول مجلس التعاون.
أربعة أطراف يجب أن تنظر لهذا المتغير الجديد نظرة تعيد من خلالها حساباتها الثلاثة هم إيران والطرف الثاني هو الولايات المتحدة الأمريكية والثالث هم عملاء إيران في المنطقة، أما الطرف الرابع فسوف أؤخر الحديث عنه لاحقاً.
إيران سابقاً كانت تنظر للبحرين على أنها الحلقة الأضعف وإن تعرضت لها ربما ستواجه القوات البحرينية، ستواجه المملكة العربية السعودية وربما.. ربما تواجه قوات لدول مجلس التعاون، خاصة أنها تعتقد أنها حققت اختراقات داخل المنظومة الخليجية ونجحت في جعل مسألة الدفاع عن أمن البحرين مسألة فيها نظر وفيها جدل خليجي خليجي.
اليوم هي أمام تجربة دور التحالف العربي في إعادة الشرعية اليمنية تعطيها نموذجاً وصورة مستقبلية لما يمكن أن تواجهه إن هي فكرت أن تعبث بأمن البحرين.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها كحليف استراتيجي استخدمت ورقة الاتفاقية الأمنية أسوأ استغلال في الضغط على البحرين للإخلال بتوازناتها السياسية بابتزازها بورقة انسحاب الأسطول الخامس وبتعطيل صفقات قطع الغيار، وعليها اليوم أن تعيد قراءة المشهد في ضوء وضع البحرين الأمني الآن فهي أقوى من الداخل وأقوى من الخارج عما كانت عليه قبل عام 2011 دونما حاجة قصوى لأسطولها.
أما الطرف الثالث وهم عملاء إيران في المنطقة وفي البحرين، التي استهانوا بها واعتقدوا أن إسقاط الدولة في البحرين كشرب الماء يكفيه ربيع طائفي يهز الأرضية من تحت الدولة فتنهار، خاصة وجسور المساعدة الإيرانية كانت قد شيدت من لبنان والعراق ومن إيران مباشرة مادية وعينية ولوجستية، اليوم عليهم أن يسمعوا رعد الشمال كيف يهز كيانهم من الداخل، وأن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى في مراجعة هويتهم الحقيقية التي باعوها لوهم طائفي، وجس نبض هواهم من جديد أين سيميل؟ فإن أيقنوا أن الله حق فأهلاً وسهلاً بهم كخليجيين عرباً بحرينيين من جديد قلباً وقالباً وإلا كما قال لهم وزير الداخلية من اقتنع بولاية الفقيه عليه قبل ولاية الدستور البحريني فليرحل إلى حيث فقيهه.
نأتي للطرف الرابع وهو البحرين، نحن الذين علينا أن نعي هذا المتغير ونستوعبه جيداً ونتصرف ونغير سلوكنا على أساسه، نحن الذين علينا أن نتوقف عن «الروع» الذي أصابنا عام 2011 ونتصرف على أساس أننا من بعد الله سبحانه وتعالى جزء أساس ورئيس من تحالف إسلامي وتحالف عربي غير ورقي بل حقيقي وفعلي وخاض حرباً فعلية.
هذا الاستيعاب الجديد مفروض أن يغير من سلوكنا تجاه أمننا الداخلي وسلوكنا تجاه سياستنا الخارجية ويبني سياسة داخلية وخارجية جديدة مغايرة، تتصرف على أساس موقع القوة والأمن والاستقرار فينعكس ذلك في الخطاب الرسمي وفي الإعلام الداخلي والخارجي وفي العلاقات الخارجية حتى ينعكس ذلك على اقتصادنا وتوجهاته وتسويق البحرين على أساس هذا الواقع الجديد.
البحرين فعلاً غير بعد رعد الشمال، هذا ما يجب أن تضعه الأطراف الأربعة في اعتبارها.