تصطك الركب وترتجف الأوصال ويخاف الرعديد والجبان، حينما يرى قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية معاً في صف واحد.
يهاب الخائن ويراجع حساباته المرجف وتتلوى الذيول، حينما يرون توحد القوات الخليجية والعربية والإسلامية.
«رعد الشمال» لم يكن مجرد تمرين عسكري، ولا مناورات حروبية، ولا استعراض للقوة والعضلات، بل «رعد الشمال» كان بمثابة رسالة صريحة واضحة، بأن الأمة إن توحدت بهذا الشكل، فإن على من يستهدفها أن يراجع حساباته، وأن يعود أدراجه، ويضع عملاؤه أذنابهم بين أقدامهم و»يختبئوا» صاغرين.
خذوها قاعدة صريحة، كل من حاول استهداف «رعد الشمال»، وحاول «التقليل» من شأن هذه التظاهرة العسكرية اللافتة، أو أخذ «يلعلع» في وسائل التواصل الاجتماعي بحسابات وهمية لأشخاص «لابسي براقع»، كل من فعل ذلك لا يمكننا وصفه إلا بـ»الخائن» الكاره لوحدة الخليج والعرب والمسلمين.
رسالة «رعد الشمال» ليست فقط للتجمعات الإرهابية والفئات الفوضوية ومثيري الشغب والفوضى والقلاقل، بل هي رسالة لأعداء هذه الأمة، وعلى رأسهم جارة السوء إيران، وأذنابها وعملاؤها.
نعم «داعش» و»القاعدة» هم على رأس القائمة التي بإذن الله سيجتث من فيها، لكن أيضاً ليس بمعزل عن إجرامهم ما تفعله إيران، ولا «الدمى» التابعة لها مثل بشار الأسد وحسن نصر الشيطان وحزبه المجرم.
كل من تابع متحفزاً هذه الاستعراضات الرائعة، وتفاعل معها، وسعد بها، واهتز قلبه فرحاً لرؤية هذه الوحدة غير المسبوقة، تمنوا أن تكون هذه الجيوش هي من «تنسف» المجرم بشار الأسد وتنزعه من مكانه، وتنقذ «بقايا» الشعب السوري البريء من هذا السفاح الذي تدعمه إيران بشكل سافر.
وهي رسالة صريحة لقوى الغرب على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بأن زمن الاستهانة بقوة الأمة الخليجية والعربية والإسلامية انتهى، وزمن الحروب الباردة ومخططات الفوضى الخلاقة يجب أن ينتهي، وأن تفكر واشنطن جدياً بالتعامل بوضوح وشفافية معنا كأمة لا يستهان بقوتها.
طوال سنوات مضت كنا نتعامل مع القوى الغربية وحتى مع الدول الجارة ذات النوايا السيئة بحسن نية، وبرقي أخلاق، لكن ما طالنا منهم العكس. يأتيك الأجنبي الغربي مدعياً بأنه يريد مد جسور التعاون وتقوية علاقات الصداقة، فتتفاجأ به وبمخططاته الخفية مع من يريد تقويض الأمن الداخلي ويدعم كارهيك والخلايا النائمة الموجودة بين ظهرانيك. ويأتيك الجار الذي يقول بأنه يريد إبداء حسن النية، لكن كل السوء يأتيك منه، وكل الإساءات يصدرها لبلادك، وكل الدعم بمختلف أشكاله يوجهه للطوابير الخامسة.
رؤية ملكنا وقادة دول مجلس التعاون على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إضافة لقادة الدول العربية والإسلامية معاً في هكذا تجمع، ورؤيتهم صفاً واحداً يؤدون الصلاة ساجدين لرب العباد، مشهد عظيم يفرح كل إنسان خليجي عربي مسلم مخلص لوطنه، رأيناهم جالسين معاً، مصلين معاً، فنقول داعين الله بأن وفقهم ووحد صفوفهم واجعل كلمتهم دائماً واحدة في وجه المعتدى والكاره والمتآمر.
«رعد الشمال» كانت بمثابة «الرعد» الذي يرعب صوته قلوب بائعي الأوطان والخونة، كانت بمثابة «الرعد» الذي يزلزل كيان الأعداء، رسالة صريحة وواضحة بأن زمن السكوت انتهى، وأن متى ما توحد الخليج والعرب والمسلمون معاً، فإن لا قوة على الأرض يمكن أن تكون لهم نداً، أو تحيك لهم المؤامرات أو تناصبهم العداء.
حفظ الله وحدتنا، ووحد صفوفنا، وأرعب أعداءنا. اللهم آمين.