سيدي الرئيس أوباما، رسالتنا ليست تجنياً أو استهدافاً لشخصكم الكريم، بل هي تسليط الضوء على موضوع بالغ الخطورة، فشلتم في إدارته، وورطتم المنطقة وشعوبها في مغامرة خاسرة عمداً أو جهلاً.
سيدي الرئيس، إن وتيرة الإرهاب العالمي وأعمال العنف والاضطرابات في بقاع المعمورة والتشرذم الدولي وذهاب هيبة مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والكثير من الهيئات والمنظمات الدولية والقائمين عليها وصلت إلى الحضيض، بسبب سياستكم وإدارتكم الفاشلة في التعاطي مع ملف الإرهاب، بل أذهب لأبعد من ذلك فأقول إن لكم اليد الطولى في عدم مواجهة الإرهاب بالقدر الكافي ومن ثم فقد تهيأت الظروف المناخية واللوجستية لتجذره عالمياً مما أصبح غولاً يهدد العالم بأسره!!
سيدي الرئيس، إن ما ذهبتم إليه بالنأي بأنفسكم عن التدخل في بادئ الأمر في كثير من الملفات الساخنة، كما حصل مع الملف السوري، ووقوفكم ضد ثورة وتطلعات الشعب السوري، وترك العراق غارقاً في فوضى الطائفية، بل مسانداً ومشاركاً إيران في ما يحدث هنالك، والتأييد المبطن الضمني لكثير من الحركات والمجاميع الإرهابية، التي اجتاحت بعض الدول العربية، فكنتم تقصدون من وراء ذلك تسهيل مهمة انتقال قيادات الإرهاب من الغرب إلى الشرق، لتضرب عصفورين بحجر واحد، وليدخل الشرق الأوسط في فوضى عارمة، ولتقضي على قادة الإرهاب وخصومك، ونهاك شعوب المنطقة، ثم الانتقال لتجزئتها وتنصيب قيادات لدويلات متناحرة، لا غالب ولا مغلوب، وذراعكم الرئيس في هذه المرة في تحقيق ذلك المخطط المرعب هي «إيران الإسلامية!!»، التي ارتضت بهذا الدور المخزي لتطعن الأمة في مقتلها.
لتأخذ الحروب بعد ذلك طابعاً مذهبياً، وليس كما تورط وصرح به سلفك بوش الابن، من فوق الفرقاطة الأمريكية، عند نهاية عمليات العسكرية لاحتلال العراق، عندما قال: «من هنا ستنطلق الحرب الصليبية»!!
وبذلك تستعيد مصانع تصنيع السلاح عافيتها، ويرهن النفط إلى آخر برميل، وينتعش الاقتصاد الأمريكي، والأهم من ذلك إبعاد شبح الحروب عن أسيادكم الكيان الصهيوني، وبذلك ينتهي الحلم والهدف الإسلامي الأسمى في استعادة بيت المقدس أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.
وعادة ما تنكشف بعضاً من أسرار الساسة الأمريكيين مع كل انتخابات، فتتسرب عمداً أو عفوية للإعلام والرأي العالمي، بعضاً من هفوات أو أخطاء الرئيس الذي سيغادر البيت الأبيض كدعاية انتخابية، وهذا ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من تصريحات نسبت إلى مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون عندما اتهمتكم صراحة بدعمكم للإرهاب الأمر الذي كان عبارة عن صفعة مدوية بوجهكم حتى أنك لم تتجرأ أنت أو حزبكم بالرد أوالإنكار من هنا يتبين حجم الجريمة الكبيرة التي ارتكبتموها وإدارتكم بمصير العالم.
لذا توقع سيدي الرئيس أنه سوف يوظف هذا التصريح الخطير ومن مبدأ «من فمك أدينك»، في إدانتكم وإدارتكم الفاشلة، وربما ستتحرك منظمات حقوق الإنسان وقادة الدول المتضررة من الإرهاب وشعوبها بتحريك الدعاوى ضدكم وضد طاقمكم وكذلك لقطع الطريق على من سيأتي بعدكم بالاستمرار باستغفال المجتمع الدولي، واستنزاف طاقاته واقتصاده تحت ذريعة القضاء على «داعش»، والإرهاب وباطنه الدعم اللامحدود للإرهاب وتنفيذ المخطط المرعب بقضم المدن والدول واحدة تلو الأخرى وخاصة دول الشرق الأوسط، وتسليمها لقمة سائغة للإرهاب.
وبعد انكشاف اللعبة سيدي الرئيس فإن أمريكا اليوم بسياستكم الرعناء هي في أسوأ وضع سياسي تمر به، وغدت في موضع شك وريبة بنظر الجميع، بعد أن خذلتموها في كذبة كبيرة عنوانها القضاء على الإرهاب وتصدركم للقضاء عليه.
سيدي الرئيس، لم تعد دول الغرب في مأمن من الإرهاب، بعد أن انكشف زيفكم وإدارتكم، وقد ارتد الإرهاب إليها بقوة وما تفجيرات بروكسل الأخيرة إلا رسالة قوية بعدم قدرتكم على مواجهة الإرهاب وربما سيشهد العالم اضطراباً وفوضى لم يسبق لها مثيل.
لقد أدركت ذلك المملكة العربية السعودية قبل غيرها، زيف ما ذهبتم إليه، فتحركت بتصرف دبلوماسي حكيم بتشكيل وقيادة الحلف العسكري الإسلامي الذي وضع لنفسه برنامجاً متناسقاً للقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه لكن بطريقة إسلامية عربية لا شرقية ولا غربية، مما أذهل الغرب وأمريكا وأخرجكم عن طوركم ودبلوماسيتكم المعهودة لتبدأ بعدها في الهجوم على المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، «رمتني بدائها وانسلت».
وبعد أن لم يلقَ تصريحكم آذاناً صاغية، بل لاقى استهجاناً داخلياً وخارجياً، تراجعتم وأعلنتم عن رغبتكم بحضور مؤتمر القمة لمجلس التعاون الخليجي في أبريل المقبل.
سيدي لا تنزعج إن صارحتكم بأن سياستكم رعناء، وفيها تخبط فاضح، والمقابل برز حلفنا وسجل نجاحاً خليجياً وإسلامياً واضحاً.
وأخيراً سيدي الرئيس أوباما لا أبيحكم سراً ولمن بعدك ممن سيتربع على كرسي البيت الأبيض، فانقلها عني: بأنكم لن تحظوا بعد اليوم بحلف خليجي مريح فقد انتهت اللعبة وانكشف المستور!!