اختتمت قبل أيام أعمال المؤتمر الدولي للشباب، الذي حمل عنوان «النجاح قبل الثلاثين»، بنجاح ساحق، وقد تشرفت بالعمل في المؤتمر من خلال تحكيم أوراق العمل المقدمة من قبل المتحدثين، والتدقيق على ملاءمة ما سيطرحونه من محاور خلال أعمال المؤتمر مع الأهداف العامة للمؤتمر.
كان المؤتمر ناجحاً بكل مقاييس النجاح، بدءاً من اختيار المتحدثين، إلى اختيار المكان الذي عقدت فيه أعمال المؤتمر، وقوفاً عند كلمة المتحدث الرئيس للمؤتمر سمو الشيخ ناصر بن حمد، وبعيداً عن الألقاب الرسمية سأكتفي بأنه «شيخ الشباب» كما يطلق عليه من قبل شباب البحرين.
أتمنى من الجميع أن يرجعوا إلى كلمة سموه، وهنا أعني الجميع دونما استثناء، فكما قال سموه «النجاح غير مرتهن بعمر»، وإن كان عنوان المؤتمر «النجاح تحت الثلاثين»، فالنجاح مرتهن فقط بإيمان الفرد بأنه يريد النجاح مهما بلغ به العمر، كلمة سموه لم تكن تقليدية أبداً، ومهارات الإلقاء والخطابة وحركات الجسد استخدمت من قبل سموه ببراعة وإتقان تامين.
لم يكتفِ سموه بالحديث عن نجاحاته وتفوقه الشخصي، وتأثير والده حضرة صاحب الجلالة عاهل الملك المفدى، ووالدته صاحبة السمو الملكي، في صقل شخصيته وحسب، بل سرد للحضور قصة أحد العاملين معه، روى سموه بأنه «تفاجأ بوجود موظف جديد يعمل على ترتيب مكتبه، ولم يلتزم هذا الموظف الجديد بالترتيب بالطريقة التي اعتادها سموه»، يقول سموه: «نهرته لعدم التزامه بالترتيب الذي اعتدته في ترتيب الملفات والخطابات وغيرها من الأمور المتعلقة بالعمل، وكنت أعتقد حينها أنه «غير بحريني»، يقول سموه: «أصبت بالحرج عند معرفتي بأنه بحريني!!»، وهنا أريد التوقف قليلاً فيما قاله سموه حرفياً، قال سموه «تمنيت الأرض تنشق وتبلعني لما عرفت أنه بحريني»، أيوجد تواضع أكبر من هذا! أهناك من أذن تصغي لما بين السطور؟!
أكمل لكم القصة، سأله سموه: «لماذا تعمل في هذه الوظيفة البسيطة»، فأجابه: «كنت أتمنى أن أكون جندياً منذ صغري، وعندما لم تسعفني الفرصة للعمل كجندي، وافقت على العمل بأي وظيفة داخل المؤسسة التي حلمت بالعمل فيها طيلة حياتي».
يقول سموه: «لمست فيه المثابرة والجدية والتحدي، وطلبت منه الانضمام للعمل كجندي، وبالفعل أظهر هذا الجندي التزاماً منقطع النظير، ليس هذا فحسب، بل أنه أصر على الالتحاق بأحد أصعب الدورات على مستوى التجنيد»!! يقول سموه: «ظننت في بادئ الامر أن هذا الشخص «طموح فوق العادة» واستغربت من التحاقه بهذه الدورة التي ليس من السهل على أي ملتحق عسكري مهما كانت رتبته تجاوزها بسهوله، وبالفعل لم يصمد طويلاً، وخرج من الدورة بعد أربعة أيام فقط»!! لم تنتهِ القصة، فلقد انهار هذا المجند نفسياًَ بسبب إخفاقه في الدورة، ولكنه أصر على إعادة الكرة بإصرار وعزيمة أكبر، وكرر المحاولة مرة أخرى، وبالفعل استطاع اجتيازها بنجاح، وهو الآن أحد رجالنا البواسل المدافعين عن الشرعية في اليمن الشقيق.
قالها سموه للشباب و«للجميع» «العزيمة والإصرار» هما سرالنجاح!
أتمنى لو أن مقالي المتواضع يكفي لسرد باقي القصص التي استشهد بها سموه في كلمته، ولكن سياسة «عدد الحروف تحتم علي التوقف عند هذا الحد»، وقبل أن أتوقف أود الإشادة بفخر واعتزاز باللفتة الكريمة لحضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى، بمقابلته جميع الوفود المشاركة في المؤتمر، هذه اللفتة التي تؤكد على دعم القيادة الرشيدة للشباب واهتمامها بهم. والشكر موصول لوزارة الشباب والرياضة على جميع الجهود المبذولة في سبيل إنجاح هذا المؤتمر، كانوا بالفعل كخلية النحل عملوا بكل جد واجتهاد خلف الكواليس لإنجاح هذا المؤتمر، ولرفعة أسم مملكة البحرين عالياً، فشكراً جزيلاً لكم.