يسدل الستار مساء اليوم على النسخة الثانية عشرة لجولة البحرين العالمية لسباق الفورمولا واحد وسط ترقب عالمي لمعرفة هوية الأبطال الثلاثة الذين سيعتلون منصة التتويج في أول حلبة صحراوية في العالم ..
من حسن حظي إنني عايشت اللحظات التاسيسية لهذه الحلبة الفريدة من نوعها قبل ما يربو على الخمسة عشر عاماً وكنت سعيد الحظ بحضور أول سباق من نوعه يقام في الشرق الأوسط قبل اثنا عشرعاماً وعشت يومها لحظات المتعة والإثارة والتميز التي اختلطت فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بدموع الفرح بما حققه ذلك السباق من نجاح تنظيمي لافت توج بلقب أفضل سباق في الموسم.
منذ تلك اللحظة وجولة البحرين العالمية تنتقل من نجاح إلى آخر وهو ما دفع الشركة المنظمة لهذه السباقات العالمية إلى تجديد الثقة في مملكة البحرين للاستمرار في استضافة السباق لسنوات قادمة وهذه شهادة ما بعدها شهادة أن البحرين تمثل بيئة مثالية لاحتضان مثل هذا الحدث العالمي الذي فشلت كثير من الدول في الحصول على حقوق استضافته!
ليس هذا فحسب بل أن هذا التجديد يؤكد على كفاءة الكوادر البحرينية التي نجحت في تطوير قدراتها التنظيمية بشكل لافت خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة واستطاعت أن تفرض نفسها محلياً وتصبح شريكاً فاعلاً في تنظيم سباقات عالمية إلى جانب التميز في الجانب الطبي المختص في مثل هذه السباقات.
كل هذه النجاحات استطاعت أن تغير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي حاولت قبل أكثر من اثني عشر عاماً التقليل من قيمة هذا المشروع الرياضي الإعلامي والاقتصادي والسياحي وتحولت هذه الآراء من المعارضة إلى التأييد والإشادة بعد أن لمسوا على أرض الواقع ما حققه هذا المشروع من مردودات إيجابية وضعت البحرين على الخارطة العالمية وحركت الجمود السياحي وأنعشت العديد من القطاعات الاقتصادية في المملكة.
لعل أبرز محصلات هذا النجاح الكبيرهو الجانب الأمني بدليل استمرار تنظيم السباق دون انقطاع رغم العديد من المحاولات التي بذلت لتشويه الوجه الأمني للمملكة غير أنها في نهاية الأمر اصطدمت بجدار الفشل بفضل ما تتمتع به المملكة من قدرات أمنية فائقة الكفاءة الأمر الذي أسهم كثيراً في تجديد الثقة العالمية بحلبة البحرين الدولية.
تحية تقدير وإجلال لكل من ساهم في هذه النجاحات عبر السنوات الاثنتي عشرة الماضية من قيادات تنظيمية وقيادات أمنية وصحية وتطوعية وإلى المزيد من التألق في السنوات القادمة.