قدم الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي خلال زيارته لصحيفة «الوطن» عرضاً مفصلاً عن دور المجلس وأهدافه وخططه المستقبلية، وتحدث إلينا بقلب صادق عن الرغبة الحقيقية لدى المجلس في «جذب استثمارات أكبر للبحرين». وقال: «لا أستطيع أن أجلب الاستثمارات ما لم تكن البحرين مهيئة لاحتضان هذه الاستثمارات، لا أستطيع إعطاء المستثمرين الوعود، فالمستثمر يريد أن يتأكد عبر «جميع المصادر» أن البحرين فعلاً صديقة للاستثمارات ويرى ذلك بأم عينه. كما يأمل المستثمر أن يحصل على امتيازات تشجيعية تجعله يهاجر برأس ماله ليحط به في البحرين».عن نفسي أرى أن هدف مجلس التنمية الاقتصادية على الرغم من «روعته» إلا أنه ليس من اختصاص المجلس وحسب، بل هو اختصاص كل مؤسسة في الدولة وكل فرد على أرضها.ما الفائدة من أن يعمل مجلس التنمية الاقتصادية بكل جهده في الترويج للبحرين وأن يحصد المجلس عدداً من الاستثمارات، بعدها تأتي مؤسسة «س» أو «ص» وتعطل التصاريح اللازمة لإنجاز هذا المشروع؟!ما الفائدة من أن يجتهد مجلس التنمية في أن يقنع الشركات العالمية أن تستثمر في البحرين، وينصدم المستثمرون ببعض القوانين واللوائح المعرقلة للاستثمار؟!وما فائدة أن يحارب مجلس التنمية لإقناع المستثمر الفلاني في الاستثمار في البحرين، ويأتي قلة من «غير الوطنيين» ليلوثوا سمعة المملكة أمام هذا المستثمر؟! أو يظهر لنا تقرير من منظمات «هلامية» تقلل من ثقة المستثمر في الأوضاع الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية في البحرين؟!أن مسؤولية جذب الاستثمارات هو ليس هدف مجلس التنمية الاقتصادية فقط، بل هو دور كل فرد ومؤسسة وطنية، فأي شخص يسعى إلى ازدهار البحرين ورفعتها يجب أن يسعى إلى الترويج للمملكة بطريقة إيجابية، وهنا لا أعني أن نكذب أو نبالغ أو نمتدح دونما وجه حق، بل أقصد أن نعكس الواقع، وأن تتضافر الجهود لإزالة العقبات أمام المستثمرين.إن جلسة عصف ذهني واحدة من الشركات العالمية المستثمرة في مملكة البحرين من شأنها أن ترسم لنا خارطة طريق إلى ما يجب أن نصلحه في قوانيننا وتشريعاتنا وإجراءاتنا لتكون البحرين بالفعل صديقة للاستثمار.إن الترويج لمملكة البحرين مسؤولية وطنية يقع عاتقها علينا جميعاً، وهي ليست مسؤولية جهة معينة، هي مسؤولية كل فرد فينا، هي مسؤولية كل من يكتب كلمة سواء في وسائل الإعلام المكتوبة أو الإلكترونية، هي مسؤولية من يضع فيديو على تطبيق «اليوتيوب» أو «الانستغرام» أو «الفيسبوك» أو «السناب شات»، هي مسؤولية سائق التاكسي الذي سيصطحب المستثمر إلى الفندق، هي مسؤولية السادة النواب في سن تشريعات تسهل الاستثمارات، هي مسؤولية وزارة الإعلام في إنتاج إعلامي يروج إيجابياً عن المملكة، هي مسؤولية تكامل حكومي يوفر سلاسة في العمل والنظام، هي مسؤولية كل مسؤول، وكل موظف يعمل على خدمة عميل ويقوم بعمله بإتقان وتفان.فلنعمل جميعاً على الترويج الإيجابي لمملكة البحرين ولنساهم بأن نجعل من مملكتنا بيئة حاضنة للاستثمارات الداخلية والخارجية.